[شذى الريحان]

:
:


(((عصفورتي)))



أَلفَيـتُ فيهـا ربكـةً وَتَـوَتُّـرَافسأَلتُها:** عصفُورَتي! مَاذَا جَـرَى؟

مَالِـي أَرَاكِ تُرَفرِفِيـنَ*** بجَانِـبِـي أَهُناكَ خَطبٌ يَنبَغِـي أَنْ يُنظَـرَا؟!

هَمَسَتْ بِأُذْنِي ثُمّ قَالَت قُـمْ بِنَـاأَدرِك** نَصِيبَـكَ قَبـلَ أَن يَتَبَعثَـرَا

قُلتُ اوصِفِيهَا لِي فَقَالَـتْ يَافَتَـىلَيسَ** الذِي سَمِعَ الحَدِيثَ كَمَن يَرَى

فَأَخذتُ اسْتَبِـقُ الخُطَـى فَلَرُبّمَـاتَغدُو** كَطَيـفٍ مَـرّ فِينَـا عَابِـرَا

لمّا اقتَرَبتُ كَـأنّ وَهجًـا ** رَدّنـيأَهيَ الحَقِيقَـةُ أَم خَيَـالٌ مَـا أَرَى

فجَمَالُهَا قَد فَـاقَ كُـلّ** جَمِيلَـةٍبَل مِثلَ مَابَيـنَ الثُّرَيّـا والثـرَى

وإِذَا رَآهَا غَافِـلٌ مِـن ** حُسنِهَـاذَكَـرَ الإِلَـهَ مُهَلِّـلاً وَمُكَـبِّـرَا

قَد زَانَهَا طُولُ القَـوَامِ**، وَزَادَهَـاحَـوَرُ العُيُـونِ تَفَتُّحًـا وَتَنَظُّـرَا

مُزِجَتْ بِلَونِ البَحرِ زُرْقَـةُ عَينِهَـاوالشّعرُ** كَالذّهَبِ الأَصِيلِ مُشَقّّّـرَا

تَختَالُ عِندَ المَشْيِ فِـي خَطَوَاتِهَـامِثلَ** الغَزَالِ إِذَا مَشَـى مُتَبَختِـرَا

سِرُّ الجَمَالِ بَـدَى بِنَظـرَةِ عَينِهَـاسَحَرَتْ** بِهَا مَن كَانَ أَعمَى لاَيَـرَى

مَا إِنْ تَرَاهَـا تَعتَلِيـكَ بَشَاشَـةٌوَكَأنّ** غَيمًـا بِالسّعَـادَةِ أَمطَـرَا

عُقِدَ اللسَانُ وَخَاننِي مِـن لَهفَتِـي شِعرِي**، وَموزُونُ القَصِيدِ تَكَسّـرَا

وَأَنا الذي تَجرِي القَصَائِدُ فِي يَدِي كالسّيلِ **مِن سَفحِ الجِبَالِ تَحَـدّرَا

فَسَأَلتُهَا مِن بَعـدِ طُـولِ تَأَمُّـلٍهَل أَنتِ** مِن حُورِ الجِنَانِ أَيَا تُرَى؟!

فَتَبَسّمَتْ خَجَلاً وأَرخَتْ ** وجهَهَـاوتبَـدّل الخـدُّ المُـوَرّدُ أحـمَـرا

قُلتُ ارفَعِي رَأساً فإِنّكِ فِي ** حِمَـىقَلبِي، وَقَلبِي لِلحِمَى قَـدْ سُخِّـرا

قَالتْ وَقَد حَسِبَتْ حَدِيثِي سَاخِراً**:مَن أَنتَ حَتّى تَستَبِيحَ وَتَسخَـرَا!

فَأَجبتُهَا: أَنَـا مِـن سُلالـةِ آدَمٍ قَد نِلتُ مِن إِسمِي نَصِيبًـا أَوفَـرَا

أَنَا مَاجِدٌ والمَجْدُ يَملـؤُ سَاحتِـي والجُودُ** فِي صَافِي عُرُوقِي قَد سَرَى

قَالتْ ومَا تَبغِي؟ فَقُلتُ لَهَا اعلَمِي**:أَنّي رَجَوتُ الوَصلَ حِيـنَ تَعَـذّرَا

قَالَتْ مَعَاذَ اللهِ، عِرضِـي صَيِّـنٌ والعِرضُ** مِنّي لا يُبَـاعُ ويُشتَـرَى

فَأَجبتُهَا: لا لا تُسِيئِي الظـنّ بِـيإنّي** امرؤٌ عَـرَفَ الإلَـهَ وَقَـدّرَا

مَـا كُنـتُ خَوّانًـا وَلا مُتَمَلِّقـاًكّلا **وَلا يَومـاً نَوَيـتُ المُنكَـرَا

الأمرُ أَنّي قَـد رَأَيـتُ ** مَحَاسِنـاًكالسِّحرِ لَم أَرَ مِثلَهَا بَينَ الـوَرَى

فجّرتِ بالحُسنِ البَدِيـعِ ** قَرِيحَتِـي كَالنّبـعِ بِالمَـاءِ الـزُّلالِ تَفَجّـرَا

فلتُعطِنِي القَلبَ الحَنُونَ** وتَأخُـذِيقَلبِي، فَمِثلِـي لا وَلَـن يَتَكَـرّرَا

قَالَت وَقَد مَلأَ الغُـرُورُ** حَدِيثَهَـايَا شَاعِراً... قَد كَانَ غَيرُكَ أَشعَـرَا

قَد كَانَ يَرجو الوَصل َقَبلَكَ ** تِسعَةٌوَأَذقتُهُمْ بِالصَّدِّ كَأساً مُمْقِرَا!

فَأَجَبتُهَا والسِنّ يَضحَكُ ** مَازِحـاً:إِني أَرَانِي اليَومَ أَبـدُو العَاشِـرَا؟!

قَالَتْ نَعَمْ، واعلَمْ هُدِيـتَ** بِأَنّنِـي كَالطّودِ رَاسِيةً وَلَنْ أَتَحَـرّرَا

فَعَلِمتُ أَن الحَظّ عَانَـدَ ** فَرحَتِـي فلَطَالَمَـا لاقيـتُ حَظًّـا عَاثِـرَا

لَكِنَني رُغمَ الجَفَـاءِ وَرُغـمَ ** مَـالاقيتُ مِن صَـدٍّ فَلَـنْ أَتَكَـدّرَا

عُصفُورَتِـي لا تَيئَسِيـنَ فَعَلّـنَـانَلقَى** بُعَيْدَ الشّوكِ دَربًـا مُزْهِـرَا

والصّعبُ إِنْ بَلَغَ المَدَى.**.كُلّ المَدَى

منقول من الشاعر ماجد