[أحـلام السـنيـن]

[align=center]

بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الأثر


أنه كان هناك أخوين يسكنان في بيت واحد
وكان ذاك البيت يتألف من طابقين


أما الأخ الاول فكان يسكن في الدور العلوي من البيت وقد كان من العبّاد .. عابد لله تعالى يعبده على أكمل وجه
يصلي في محرابه وياتي بالفرائض كاملة ويدعو الله تعالى .. ألا أن عبادته لله كانت غير مخلصة
فقد كان يقول في دعائــه (( اللهم أرني إبليـــــــس )) .. سبحان الله.. لله في خلقه شؤون..
أما الاخ الثاني فكان يسكن في الدور السفلي من البيت وقد كان عاصيا لله تعالى يعصي الله على كل أحواله ولا يذكر الله في خير أو شر..


مرت الأيام والأخ العابد يقضي وقته في عبادة الله والأخ العاصي يقضي وقته في عصيانه لله تعالى..
وفي أحد الأيام بينما الأخ العابد يعبد الله في محرابه ليلا
اذ يتراى له إبليس.. فيقول له
يا أيها الرجل العابد: إن لك من العمر ثمانون قضيت منها أربعون وبقي لك من عمرك أربعون..
فكفاك صلاة وقيام ..فإنك قد عبدت ربك الكثير ..
وأنظر إلى أخيك العاصي كيف أن مستمتع في حياته أكثر منك في الملذات والشهوات بينما أنت
متعب نفسك في الصلاة والقيام ..
اذهب وروح عن نفسك . وشارك أخاك في عصيانه وملذاته فإنه ما زال لديك أربعون عاما من عمرك ..
ثم إذا شئت تب إلى الله وسيغفر لك ..


فكر الأخ العابد قليلا .. ووافق على ما قاله له إبليس.. ونزل من الدور العلوي إلى السفلي ليشارك أخاه العاصي في عصيانه وكفره..


كما قال تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (16) سورة الحشر



أما حال الأخ العاصي..
فإذا هو منشغل في عصيانه ليلا
جلس يحاسب نفسه ويقول
يا لله لقد مر بي زمن طويل وأنا اعصي الله تعالى فإلى متى هذا الهـوان وإلى متى هذا الضياع
أخي يدخل الجنة و انا أدخل النـار!!!!!!!


فقال اللهم إني تبت إليك فأغفر لي
ثم نهض وقال .. سوف اذهب إلى أخي العابد وسأشاركه في عبادته لله تعالــــى..


في نفس اللحظة
خرج الأخ العابد من بيته ليشارك أخوه العاصي في عصيانه ، وخرج الأخ العاصي من بيته ليشارك أخوه العابد في عبادته..


وإذا بكلاهما أخ ينزل من السلم والأخ الآخر يصعد للسلم .. وإذا بالسلم يقع بهما ويموتان .. يتوفاهما الله تعالى في نفس اللحظة.. جل في علاه


وإذا بالرجل العابد يموت ويحشر على عصيانه والرجل العاصي يحشر على توبته..


وجاءت حكمة ربك جل في علاه ..


{قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (149) سورة الأنعام



أرجوا أخذ العبرة من هذا الموضوع
من كان على هدي وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. فليثابر وليمضي قدما فهو على نور.. ومن كان على غير سنة وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو على ضلال .. وليسارع في توبته فإن العمر قصير ولا يدري الإنسان كيف واين سيموت..

إخواني في اللــــــــه
إن الدنيا ساعــة إجعلوها طاعة و إن النفس طماعة فعودوها القنــاعة[/align]