فضيلة الإعتراف
لا أدري لماذا يتملكنا شيء من الحساسية المفرطة عندما نقع في أخطاء
ونعرف ذلك في أنفسنا ونرغب في تصحيح تلك الأخطاء بل ونعمل لأجل ذلك
ومع ذلك نتناسى أهم نقطة في طريق التصحيح وهي أن نعترف بأننا أخطأنا
حتى على مستوى دول العالم النامية تقع سياساتها في مجموعة أخطاء وتدرك ذلك ولا تعترف بذلك وتجده بعد عشرات السنين مكتوبا في تاريخها
يذكر لي أحد المعاصرين للمواجهات العربية مع اليهود بأن الاجتياح الإسرائيلي عام 1967 م 1387 هـ قد وصل ذروته ووصلت جيوش العدو شبه جزيرة سيناء والجولان وفلسطين كاملة والإعلام العربي ينقل لمواطنيه بطولات الجيوش العربية
المنتصرة في المعارك 0
وفي العهد القريب وصلت القوات الأمريكية بغداد ووزير إعلام صدام ( الصحاف )
يهددهم بإبادة شاملة وينفي دخولهم بغداد ويصفهم بالعلوج 0
وما أشبه اليوم بالبارحة فدولنا لا تملك الشجاعة للاعتراف أمام شعوبها بأنها نهجت مجموعة سياسات وخطط فاشلة فهاهي الأزمة الاقتصادية تعصف بالناس ووزير المالية السعودي وكبير مؤسسة النقد وغيرهما يصفان اقتصادنا بالقوي المتين في الوقت الذي اعترفت فيه أمريكا على لسان رئيسها بوجود مشكلة في اقتصادها وفي الأسبوع الماضي اعترفت بريطانيا بوجود كساد في اقتصادها
لأنهم يدركون بأن التصحيح يبدأ بمجموعة خطوات أهمها تحديد الخطأ ومسبباته
والاعتراف به ثم وضع الحلول لتصحيحه
أما على مستوى الأفراد
فإن الاعتراف لا يكون بالخطأ فقط فهنالك اعترافا بالجميل
فأني ادعوكم إلى سرعة الاعتراف لأنه كما يُقال
دليل على نبل في النفس ونضج في العقل وسماحة في الخُلق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|