عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2007, 07:46 PM   #17
الحصن
 
الصورة الرمزية الحصن
 







 
الحصن is on a distinguished road
افتراضي

الجيل الحاضر لم يعد حريصاً على التمسك بمظاهر الاحترام كالوقوف للكبير أو تقبيل يد الوالدين في كل صباح بل لا يعبأ بأهمية العادات والتقاليد كتقوية الروابط الأسرية، ويعتبر الأبناء في هذا الجيل أن تأدية الواجبات الأسرية أصبحت أسلوباً تقليدياً قديماً كما أن الصداقات في الماضي لم تكن عبارة عن حفلات ومآدب وسهرات تحضرها وتستمتع بها بل كانت العلاقات بين الأصدقاء علاقات قوية عميقة تكاد تصل إلى رابطة الدم فقد سمعنا عن أصدقاء يضحون بحياتهم من أجل أصدقائهم وآخرين يبذلون الجهد والوقت لمساعدة أصدقائهم وهناك أصدقاء ينفقون ثرواتهم لإنقاذ صديق من محنته فتلك الصداقات تعيش العمر كله دون أن تتأثر بالظروف مهما كانت صعبة ولا تضعفها تقلبات الأيام



أما في الوقت الحاضر فقد أصبحت الصداقات سطحية سريعة تبدأ بيوم وتنتهي في اليوم الذي يليه فلم تعد الصداقة بالمعنى الذي عرفناه وسمعنا عنه فقد تغير المعنى الحقيقي للصداقة فأصبحت المصالح الشخصية تحكم العلاقات بين الناس في كثير من الصداقات ولكن ليس جميعها فلا يزال في الجيل الحالي صداقات تتميز بالصدق والعطاء
إن التقدم التكنولوجي والتطورات المتلاحقة في وسائل الاتصال والحصول على المعلومات إضافة إلى القنوات الفضائية المتعددة والمختلفة جعلت أفراد الأسرة الصغيرة ينشغلون عن الجلوس والسهر مع بعضهم البعض في مجلس المنزل فلكل فرد في الأسرة ميول تختلف عن الآخر فمنهم من يتابع برنامجاً في التلفزيون ومنهم من يتنقل بين مواقع الإنترنت للتعرف على آخر المستجدات في العالم إضافة إلى أن تلك التطورات في كافة المجالات تدفع الأفراد إلى محاولة تنمية معلوماتهم وزيادة ثقافاتهم لمواكبة العصر والقدرة على التنافس بمعنى آخر أصبحت الحياة أكثر عملية. في الواقع جميع تلك التطلعات والرغبة في التقدم والتنافس خصال حميدة لا بد أن نمارسها ونستفيد منها ففي عصرنا الحاضر لا نستطيع تحقيقها إلا من خلال تلك الوسائل، فالفرد الذي لا يتقن التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة يعد متأخراً يسير خلف الآخرين

فهذا يؤكد مدى أهمية تعلم وإتقان استخدام الكمبيوتر والتعامل مع الشبكات الإلكترونية للاستفادة من مزاياها وإيجابياتها التي لا تعد ولا تحصى ولكن لكل جديد إيجابيات وسلبيات ومن سلبيات تلك التطورات التفكك الحاصل بين أفراد الأسرة والأهل وحتى التقصير مع الأصدقاء وعدم الحرص على الجلوس مع أفراد الأسرة لهذا يتحتم على كل فرد أن ينظر إلى السلبيات مثلما يهتم بالإيجابيات فلا يستعجل الاستفادة من كل جديد في التكنولوجيا دون أن يحاول التوازن بين الفوائد التي يحصل عليها منها وما قد يخسره مقابل ذلك فالإنسان يمارس كل متطلبات الحياة ونادراً أن يجني ويستفيد ويستمتع دون أن يدفع الثمن لذا كي يستفيد الشخص الكثير ويخسر القليل يجب أن يفكر ويحكم عقله قبل الإقدام على أي تصرف ويراعي مشاعره وأحاسيسه حتى لا يهمل ولا يقصر في تأدية واجباته تجاه أسرته أولاً ثم مع صداقاته الخاصة وعلاقاته العامة.

منقول للكاتبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام
أخر مواضيعي
الحصن غير متواجد حالياً