عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-10-2008, 07:13 PM
الصورة الرمزية أميرة شحية
أميرة شحية أميرة شحية غير متواجد حالياً
 






أميرة شحية is on a distinguished road
افتراضي ** فــــــــــــــــن الـلــــــــمس **




[align=justify]سأتحدث اليوم عن كنزي الشهي "" فن اللمس ""

اللمس هذه الحاسة التي حبانا بها المولى تعالى ربما هي بالنسبة للكثير مكمل من مكملات الخلق ، لا أعلم إذا كان هناك من إكتشف تلك اللذة التي تحتويها هذه الحاسة فقد أصبحت عاشقة لها ، إلى أن وجدتها كالفن الذي يتمتع به ويمتع من حوله

كانت شقيقتي دائما تنتقد أسلوبي في لمس الأشياء سواء كانت قطعة قماش أو حتى مجرد حجر، فلقد نبهتني إلى أنني لا ألمس الأشياء بطريقة إعتيادية ولم أعرها إهتماما في البداية ، ولكن في إحدى سفراتي صادفتني طفلة صغيرة أخذت تكلمني بصوتها العذب وتسألني عن سر حجابي ولماذا نرتدي هذا الغطاء، لم أجد ما أخبرها إياه لأني حتى لو تحدثت لم تكن لتفهم فقد كانت صغيرة جدا على أن تستوعب قوانين هذا الكون، فلم أجبها إلا بلمس خدها المخملي بأطراف أصابعي حينها فهمت هي وتلذذت أنا بإحساس الأمومة لثوان، يومها تنبهت إلى أني أملك فنا ربما يملكه الجميع ولكن لا أعتقد أنهم إكتشفوا تلك اللذة وذلك من سوء حظهم بلا شك

فلكل لمسة معنى خاص ولغة أتحدث بها مع من أحظى بلمسه، كوب الشاي مثلا هل تلذذت يوما بلمسك كوب شاي ، أو لمس ورده وإستشعار لونها من خلال لمسها ، أو غمس يدك في المياه وتلمس نعومة ذلك السائل من خلال لمسه ، كل كائن له ملمس خاص تستطيع أن تشعره من خلال لمسه ، وليس أي لمس إستشعار هذا اللمس وأن تهيم بما تشعره من هذا اللمس ..
فأنا لا أنظر إلى المخلوقات على أنها مخلوقات معتادة نمرعليها ملايين المرات في اليوم الواحد ، لا لا أنا أنظر إلى المخلوقات على أنها لوحات ذات ألوان مثيرة مدهشة تجذبك من بعيد تهوى لمسها وإكتشاف أسرارها من جراء ذلك اللمس

لذلك وبعد إن إكتشفت هذا الفن وصرت أتلذذ به في كل تفاصيل حياتي صرت أتساءل في حيره ،عن أسباب غياب هذا الفن بين الزوجين !!
وبما أن الكائن المسمى أنثى قد طال الوصف به ، وامتلئت دواوين الشعر بالأشعار المفنده لجمال ذلك المخلوق وروعة جسده، سأتحدث عن الكائن الآخر، الكائن الذي أجحفته كل الأشعار ولم تتحدث عن روعة كونه موجود بجانب الأنثى ، "الرجل " هذا الكائن الآسر بكل تفاصيله كائن منحه المولى سحر آخر لا يقل جمالا وقتنه وجاذبيه عن المرأة، كائن يجعلك أسيرة الدوران في فلكه ، قد تكون فطرة الأنثى هي الجاذبة ولكن أين أنتي من التلذذ بهذه الفطرة والتمتع بهذا الشهي ولم لا إذا صارت فتنته حلالك

وأنا هنا لا أتحدث عن أي لمس بل لمس من نوع آخر، ربما كان التلامس متصلا دائما بينكما، ولكن يغيب عنه ذلك الفن ، تلك الحرفنه في اللمس ، تلك الروح التي تلف تلك اللمسات، ومعرفة التفاصيل والأوقات المناسبة للتمتع بذلك الفن

فأين أنتي سيدتي من التلذذ بلمس هذا الكائن، الذي ما إن تمعنتي في تفاصيل خلقه حتى ذبتي هياما ، سيدتي متى طافت يداك آخر مره على ربوع هذا الجمال الذي تمتلكينه وأنتي تتأملينه بإعجاب ، متى كانت آخر مره زحفت فيها أصابعك على وجه هذا الشموخ القاسي وأنتي منبهره بأن كل هذه الملامح ملكك أنتي ، متى كانت آخر مره ربتت فيها أكفك على كتف هذا الصمود وأبلغته بأنك هنا إلى جانبه بقلبك وبحنانك

هل تمعنت في هذه اللذه يوما هل جربتي أن تثملي في هذا الفن وتجعلي توأم روحك يثمل معك ، هل تعلمين أنك من خلال لمسه شقيه من أناملك لذلك الكائن الفاتن، تمتلكين كل مكامن حسه وتركيزه بل وتجعلينه يضيع بين خفقان قلبه ولهفته للقاء لمسه أخرى من يدك المفعمة بروح الأنثى الولهانة لسكنى ذلك الوطن ، هل تعلمين أنك من خلال هذا الفن ستجعلينه يبحث عن مساماتك كل صباح ويغفو على أكفك كل مساء ، سيدتي إذا لم تستشعري إلى اليوم هذا الولع من خلال هذا الفن فاسمحي لي أن أخبرك بأنك لست سوى مجرد بلهاء ! لا تفقهين معنى الإبداع بل تهت عن معنى الأنثى وسبب كينونتها في هذا العالم الى جانب الرجل



إليك هذه الحكايه الحقيقية والتي هي ليست من نسج خيالي

قالت لي إحدى قريباتي أن زوجها كان في يوم من الأيام يستشيط غضبا من تراكمات ما مرت به ، فصب جام غضبه على طفله الصغير، قالت لي كنت أموت حزنا على طفلي وكان قلب الأم يتفجر غضب ولكني لم أتكلم ولم أحتج نظرت إلى زوجي واحتضنت يده بلمسة حانية فتفاجأت بينابيع من الدمع تتفجر من عينيه ، كان يتألم على ما أصاب طفله البرئ منه ، إلى جانب وجعه من همومه فوجد بلمستها البلسم الشافي من كل وجع ومن كل هم .........

أيتها الأنثى كوني أنثى لمرة وأستغلي ثرواتك التي منحك الله إياها ، فلقد وجدتي لتكوني الشجرة التي يستضل بها ذاك الجبل



بقلم ....... إماراتية شحية .....


[/align]




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة أميرة شحية ; 27-10-2008 الساعة 07:20 PM.
رد مع اقتباس