عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-11-2008, 04:40 AM
الصورة الرمزية موسى الكناني
موسى الكناني موسى الكناني غير متواجد حالياً
 






موسى الكناني is on a distinguished road
افتراضي أبـــي بــوســـــه






مطلب واضح وحق لكل واحد منا

أليس كذلك؟!

أليس كل واحد منا محتاج للحب والحنان؟

حتى وإن كان كبيراً




استيقظ في السابعة صباحاً , أيقظ والدته
لم تستيقظ , بكى ( ماما أبي فطور ) , صرخت في وجهه :
( فطور الحين؟ أقول رح نام ) !...
هرب الطفل من أمه وقد أخافته بصوتها المرعب !
فتح التلفاز... وجلس قليلاً...
ثم أسرع إلى المطبخ وقد غلبه الجوع...
أراد أن يصل إلى الرف العلوي من الدولاب لكي يصلح الفطور !
سقط وأسقط معه بضعة أكواب وصحون !
استيقظت والدته وسارت بسرعة لترى...
اختبأ تحت طاولة الطعام
أمسكت بتلابيب قميصه و أشبعته ضرباً وهي تكرر :
( ليش ما قلتِ لي إنك تبي فطور )! ...
هرب من الخوف ولم يأكل !




الساعة الثانية عشرة ظهراً

أعدت الوالدة الإفطار !
أكل بشراهة... واتسخت ملابسه...
نظرت إليه وصرخت : إنت غبي ما تعرف تاكل , شف محمد ولد خالتك كبرك وأعقل منك؟
اغرورقت عيناه بالدموع وهرب إلى فناء المنزل
ولم يكمل إفطاره !




الساعة الثالثة ظهراً...

عاد والده في من عمله...
فرِح الصغير واستبشر , وأخذ يحدث والده
عن ابن الجيران وعن فيلم رآه في قناة كذا...
وعن مسلسل حدث فيه كذا وكذا...
كان الوالد مستلقياً على السرير...
قال الطفل بهدوء : بابا .. بابا وش فيك ما ترد عليّ؟!
حرّك رأس والده بيديه الصغيرتين
فإذا به ( في سابع نومة ) !


الخامسة عصراً...

اجتمعت صديقات الوالدة في المنزل...
وقد تأنق الصغير ولبس أجمل ثيابه...
وعندما همّ بدخول غرفة الضيافة سحبته والدته...
من يده بشدة وقالت : ما قلت لك يا.... لا تدخل... تبي تفشلني !
رح عند التلفزيون , ولاّ رح العب مع عيال الجيران !




الثامنة مساءً...

عاد الصغير وقد اتسخت ثيابه الجديدة...
وعلا صوته بالبكاء... رأته الأم ورفعت
صوتها : (الله لا يعطيك العافية يا خبل)
وش مسوي في ملابسك؟...
أراد أن يشكو لها من أحمد ابن الجيران الذي ضربه وقال له كلام (قليل أدب) !
لكنها ضربته قبل أن يتحدث !




التاسعة مساءً...

جاء الوالد , واجتمع مع عائلته للعشاء..
أراد الصغير أن يحدثه عن ابن الجيران...
لكنه كلما همّ بالكلام قاله أبوه : أنا تعبان ماني فاضي لخرابيطك




العاشرة مساءً...

نام الصغير أمام ألعابه...
فأتت الوالدة لتحمله , وأمطرته بقبلاتها الحارة , ثم
تمتمت : (أحبك يا أشقى طفل في العالم) !
ضحك الأب وقال :
صح... فيه شقاوة مو طبيعية الله يعينا عليه !






والسؤال المهم :

هل هذه تربية؟

وإلى متى ونحن نكرر الأخطاء؟!

وحتى متى سنظل نربي أبنائنا كما ربونا أبائنا وأمهاتنا؟!


ألم يتغير الزمن...؟؟؟؟

ومتى سنستفيد من الدراسات النفسية والتربوية؟!

ـــــــــــــــــــــــــ


مما أستوقفني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس