[align=center]

[/align]
satellite - القمـــر الصناعي
أجبرت نفسي في يومٍ من الأيام على متابعة الشاشة الفضية ( ولو لساعة ) لتقييم أداء الإعلام عموماً ..
فوجدت شيئاً لم أتفاجأ به .. لكنه يُندي الجبين .. ويُحيّر الفتى الجاهل قبل الكبير العاقل !!!
[align=center]

[/align]
ومباشرة ً إلى الجولة عبر التلفاز :
* بدأت جولتي بما يُسمى بقمر " عرب سات " .. القمر الذي يأخذ بضاعة العرب عبر الفضاء ثم يردها إليهم رداً قبيحاً ..!!
فأخذت
الدكتور < ريموت بن كنترول > في يدي و بدأت أتنقل بين الفضائيات .. ( عفواً .. الفضائحيات العربية ) .. !!
فشاهدت قناة تعرض نساء ً كاسياتٍ عاريات .. مائلات ٍ مميلات .. على رؤوسهن كأسنمة البُخت !! يتمايلن ويتراقصن
مثل نابض الآلة ، و الهدف من ذلك ( كما تزعم هذه الفضائحية ) هو الترويح عن نفس المشاهد العربي العزيز .. !!!
فآثرت الهروب
إلى قناة ٍ ثانية .. فوجدتها تعرض إعلاناً تجارياً ضخماً يُعرّف بجودة فوطة ٍ صحية ٍ نسائية ..
وكيف أن هذا المنتج يجعل المرأة تعيش حياة لا مثيل لها .. والحقيقة أنني أصابني الخجل ( فوقع الدكتور ريموت ) من يدي
و تناثرت بطارياته .. مما جعلني بطريقة ٍ أو بأخرى أكمل متابعة هذا الإعلان التجاري التافه .. ريثما أصلّح الدكتور .. !!!
* فضغطت على " الدكتور ريموت " واتجهنا معاً لقناة ٍ ثالثه .. فوجدنا فيهاً سباقاً للخيول ( العربية ) ..
وكيف أنها وصلت للمنعطف الأخير ، وكم أشفقت على ذلك المُعلّق الذي لم يكن لديه الفرصة الكافية لاسترداد نَفَسِه ..
من شدة الحماس ..!!!
إلا أن المؤسف .. أن كل الخيول مولودة في أوروبا ، والخيّالة كلهم أوروبيون .. !!! ولا عزاء للعرب هنا .. !!!!!
* فقلت " للدكتور ريموت " لنذهب إلى قناة ٍ رابعة .. فتوجهنا هذه المرة إلى قناة ٍ اقتصادية .. و كانت الأرقام على الشاشة
و الشريط المتحرك أسفلها يجعل المخ يتأرجح فلا يميّز شيئاً ..
عدا أن هذه الأرقام ( في معظمها ) ربا .. إلا أن بعض الناس ضحك على نفسه وقال هذه تجارة بمباركة الشيخ فلان .. !!!
* فضغطت على " الدكتور ريموت " مرة ً خامسة .. و انتقلنا إلى قناة ٍ عربية ٍ أُخرى .. فوجدنا فيها مجموعة ً من البشر..
يتابعون شعراء لا يمتّون للشعر الفصيح بصلة .. !!!
وينصتون لهم كإنصات الصحابة رضوان الله عليهم لخطبة الرسول صلى الله عليه وسلم .. !!!
بينما يقوم مشاهدون آخرون عبر الشاشة بالتصويت ( المُسعّر ) لهؤلاء الشعراء .. فيدفعون المال لشركات الهاتف
بحجة أن هذا الشاعر من قبيلتي .. فيخسرون أموالهم .. وربما لا يفوز شاعرهم المفضل .. والمحصلة أن ما دفعوه من مال..
يعتبر .. ( رزق الهُبل على المجانين ) .. !!!
،،،
* فقلت للدكتور " ريموت " : يا دكتور .. أليس في هذا التلفاز شيئاً آخر يستحق المتابعة .. ؟؟!!!
فقال لي : بلى .. لكنك يا " أديب " .. أثقلت علي ّ .. وضغطت أزراري حتى سئمت .. أفلا تراعي مشاعري .. ؟؟!!!
فخجلت من كلام هذا ( الدكتور الجماد ) .. و كيف أنه سئم و دبَّ في "ترانزستوراته " الملل ( كما حدث لي أنا بالطبع ) .. !!
،،،
فقلت للدكتور " ريموت " : مالعمل ؟؟
فقال لي : لنذهب إلى قمر ٍ صناعي ٍ أوروبي .. صحيح أنهم كفّار .. لكن لديهم قنوات ليست فضائحية .. !!!
بل إن بعض قنواتهم .. تعليمية ، و تُلبي رغبة المشاهد المحترم و تفيده .. !!!
فقلت : هلُم ّ بنا إليها .. فقال : تحت إصبعك .. !!! أقصد : " تحت أمرك " .. !!!
* فذهبنا إلى القناة الأولى في هذا القمرالصناعي .. فشاهدنا قناة إخبارية ً تعرض انتصارات الأوروبيين في بلاد المسلمين ..
سواء ً كان هذا الانتصار عسكرياً أو علمياً أو ثقافياً .. أو حتى رياضي .. !!!
فشعرت بخيبة الأمل ( كوني مسلماً ) .. وفي نفس الوقت بالدهشة من الإصرار و الطموح الذي لديهم في السيطرة على العالم !
* فتوجهت بعدها لقناة ٍ أوروبية ٍ أخرى .. فوجدناها تعرض مصنعاً تبين في كيفية صناعة السيارات بمواصفاتٍ حديثة ..
ربما لا يعرفها ( من قرأ ) من العرب " كاتالوج " هذه السيارة .. !!! لما فيها من تقنية ٍ عالية ..
قضى هؤلاء الصانعين الوقت الطويل لابتكارها ( كالوقت الذي يشاهد فيه المواطن العربي مسلسلاً سخيفاً ) .. !!!
* ثم ذهبنا إلى قناة ٍ ثالثة .. فوجدنا فيها خبراً يعلن أن فريقاً من العلماء الأوروبيين تمكنوا من اكتشاف لقاح ٍ ..
ضد مرض عضال .. و أن ذلك كلفهم الكثير من ( الوقت ) و ( الجهد ) و ( المال ) .. !!!
* وانتقلنا لقناة ٍ رابعة .. فوجدنا فيها قناة تعليمية يتجاذب فيها أساتذة مع طلابهم أطراف الحوار لتنويرهم وتبصيرهم..
بمستقبلهم ، ورسم الطريق لهم في هذا الكون الفسيح كي لا يتوهوا .. وبذلك يصبحوا أعضاء ً فاعلين في مجتمعهم .. !!!
ولاحظت أن " الدكتور ريموت " لم يتأفف ولم يتذمر هذه المرّة من جولتنا هذه .. فأصابني الفضول فسالته :
يا " دكتور ريموت " .. أراك منسجماً مع جولتنا الأخيرة في القمر الأوروبي .. !!
عكس ما كانت عليه جولتنا في القمر العربي .. !!!
فقال : لأن هنا شيئاً مفيداً تستطيع أن تراه فتتابعه .. !!! ( بالرغم من الشواذ التي عندهم ) .. !!!
فقلت له : صدقت .. و أخذت أتساءل :
لماذا إعلامهم هادف .. و إعلامنا هادم .. ؟؟!!! ( إلا ما رحم ربي ) .. !!
الجواب معروف .. هناك (
منا ) من لا يريد للمجتمع المسلم أن يحافظ على إسلامه .. ولا يتطور بين الأمم .. !!!
قاتل الله ( منا ) هذا .. !!!!!
* الخلاصة ... و إن شئتم .. الزبدة :
إن الإعلام الذي يشاع في مجتمع ٍ ما .. يعكس ثقافة واهتمامات ذلك المجتمع بنسبة ٍ كبيرة .. !!!
فالمجتمع الذي إعلامة ( إعلانات تجارية عن الأكل ) نجده مجتمع ٌ يرعى كالأنعام .. و ربما أضل .. !!!
بينما المجتمع الذي إعلامه يعرض ( الابتكارات وجهود العلماء ) نجده مجتمع
يقود المجتمعات الأخرى .. !!!
في الحقيقة أن هناك الكثير من سلبياتنا و إيجابياتهم .. لكنني اكتفي بهذا القدر < المُدمي للقلب > ..
واعتذر منكم على الإطالة ( إن وُجدت ) ..
،،،
دمتم في رعاية الله و حفظه
،،،