[شذى الريحان]

اسفرت الشمس عن وجهها في احد ايام الشتاء الباردة من وراء خمارها الذهبي لتحيي اسراب طيور السنور التي ملاْت
السماء بنغمات صوتها المتميز على شواطئ بحر الخليج العربي فجدد في الاذهان صوتها الهجرة السنوية لتلك الاسراب
وتهاجر طيور السنور واللقلق والبط والاوز وغيرها من الطيور سنوياً في فصل الشتاء باْعدادها الهائلة التي تصل الى
عشرات الاف الملايين الى المناطق الدافئة بحثاً عن الطعام ثم تعود بعد نهاية الفصل الى المكان نفسه الذي هاجرت منه دون ان تضيع
في ذلك اليوم اصطفت اسراب الطيور لتستعد لقطع مرحلة من مراحل الهجرة السنوية فترى بينهم هناك مجموعة من القادة
قد تم الاتفاق بينها على قيادة الطيور باالتعاقب فسبحان الخالق يهديها حيث يشاء
وبينما كانت اسراب الطيور تضرب باجنحتها الهواء كان القبطان ابا عبدالله يدفع مقابض الدفع في طائرته الايرباص
ذات المحركات الضخمة وهو على بداية مدرج مطار الظهران مماجعلها تزاْر بشكل مخيف معلنة للجميع عن رحلتها
وهاهي تودع الارض اسوة بمثيلاتها من الطيور المهاجرة
ودعت الطائرة مطار الظهران متجهة الى مطار الرياض لكنها لاتعلم ماذا ينتظرها في الدقائق القليلة القادمة
ودع قائد الطائرة مطار الظهران وهو يمسك بزمام مقود الطائرة وعيناه قد تركزتا على العدادات الامامية
لم يلحظ القبطان وهو يرفع الطائرة من الارض ان اسراب الطيور قد بداْت تقترب باتجاه مطار الظهران ثم هاهي تقترب
حتى اخذت تتجاوز مجال خط طيران الطائرة المحدد لها ولكن انى لها ان تعرف فهي لها قوانين طيران خاصة بها
ثم هاهي تقترب من الطائرة التي بداْت سرعتها تزيد بعد ان رفعت عجلاتها حتى اصبحت على مسافة قريبة جداً
من نافذة القبطان الجانبية مما جعل القبطان يلحظها ولكن في وقت متاخر جداً وفي وقت كان القبطان يميل بالطائرة
للدوران فوق شاطئ الخليج عندها سمع انفجاراً قوياً هز له ارجاء المطار دوى ذلك الانفجار فهز الطائرة هزاً
ونتيجة لذلك تطايرت اشلاء ودماء من لحم الطيور واخذ كلُ يتساءل
ماذا حصل ماذا حدث ماهذاالانفجار
حتى ان موظفي المطار تقافزوا الى الخارج ليستكشفوا سبب الصوت المفزع
وياتي الجواب للجميع ساقطاً من السماء على شكل طيور مضرجة بدمائها
كانت طيوراً وهي الان لحماً مفروماً فرمته ريش المحرك النفاث الفولاذية عند اصطدامها بها ولقد اعترضت تلك الطيور
الطائرة في طريقها واصطدمت بها بقوة في مقدمة محركها الايسر مماادى الى اعوجاج اثنى عشر ريشة فولاذية
وتكسر بعض اجزاء المحرك الداخلي الذي سبب حصول تضاغط هوائي شديد خرج من جوانب المحرك بقوة شديدة
على شكل انفجار <والسوال ماالذي يجعل ريشة المروحة الفولاذية التي يبلغ طولها المتر والنصف وعرضها 15سم
ان تنثني امام طيور خفيفة الوزن والجواب حينما تكتسب كتلة جسم ما سرعة عالية في اتجاه معين فان الكتلة
يزداد وزنها طردياً مع السرعة ونتيجة لذلك الصوت المخيف اُعلنت حالة الطواري في مطار الظهران وتدافعت سيارات
الاطفاء والاسعاف الى المدرج انتظاراً للطائرة التي قرر قائدها العودة بها
وبعد عدة دقائق كان القبطان قد اطفاْ المحرك الايسر واستدار باالطائرة لينزل بها مرة اخرى الى ارض المطار
وبكل ثقة واتزان تمت السيطرة على المشكلة واستعادت توازنها مع انها فقدت 50 0/0 من قوة دفعها الامر الذي جعل
القبطان يعمل على زيادة زاوية الذيل لكي يحافظ على اتزان الطائرة عند الهبوط
ووصلت الطائرة بسلام الى الارض والحمدلله وقد شكر الركاب القبطان وبقية الطاقم على حسن صنيعهم
وكان عجبهم بالغاً عندما علموا ان ذلك بسبب مجموعة من الطيور دخلت في المحرك وعطلته والذي قدرت تكاليف اصلاحه
فيمابعد ب مليون دولار مسكينة تلك الطيور انها ليست احسن حالاً من الطائرات حيث انها تتعرض لمخاطر وحوادث
حيث تتعرض للعواصف الثلجية والامطار ولكن الملايين من تلك الطيور غالباً تصل الى اهدافها سالمة
باذن ربها وقد يشاء ان تسقط فوق البحار ويجعلها طعاماً سائغاً للقروش والحيتان
فسبحان من قدر اقوات الخلق ورزقهم اجمعين

انشاالله تعجبكم القصة لهاحق تصاب الطيور باالانفلونزا والرشح
من كتاب مواقف طيار