[العندليب]

""""معاناتي بين السطور """""

عندما تتغير الحياة من حولك ويضيق بك الفضاء
الذي يحيط بك , وكأنك تعيش بين أربع حيطان
ومحكوم عليك بالسجن المؤبد وقد تكون أنت الحاكم
والمحكوم عليه ,
تجد كل شئ غير الذي تُريد .. حتى عندما تريد شرب الماء البارد
تجدهـ يمزق أحشاءك بحرارة مافيك ,
تجد نفسك مع نفسك لا شئ معك سوى قلم وورقة تكتب بها معاناتك
مابين السطور , حتى القلم يكاد يصاب بالممل مما أنت فيه .

كل من كان حولك تخلا عنك . لتبقى وحيداً مابين الم وهموم مصابة بالهموم ,
الم تتحدث اليه فلا يجيبك ,
طعنات تتوالى عليك من كل جانب لتحدث بك جروح تعجز في تضميدها ,
الصمت لا غير الصمت ,

وعندما تسمع من يقول لك بأن الحياة فانية تجد نفسك تفنى قبل فنائها ,
تصيح بأعلى صوت أين أنتم ؟ ليردد صدى صوتك أين أنت ؟

حتى نفسك قد صابها الملل منك لأنك أصبحت مجرد جسماً بلا روح
وعقلاً فارقه الفكر ..
فأنت أشبه بقطعة جماد مركونة بجانب ذلك الحيط ,
مُقيداً كلما حاولت النهوض لم تستطع المقاومة ,
وكلما حاولت الخروج من هذا السجن تجدك عائداً اليه من جديد .

عندها لا تملك سوى هذا القلم ليكتب معاناتك بين السطور ,
حتى كاد القلم أن يجف لينهي أخر أسطرهـ .. بينما
مازالت المعاناة مستمرة ..

تذكر دائماً أن تقول "" اللهم أجعل لي من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ""
فما أجمل مناجاة الرب عندما تتوالى علينا المصائب من كل صوب ..

..........عبدالله .....