[align=right]رغم فقري وقلةَ حيلتي وسؤالي الكثير والمستمر للناس طلباً لسد الحاجة , وإرخاء رأسي للرخيص قبل الثمين , ورغم إرتدائي للقبعةٍ الرماديةِ والنوم على الارصفةٍ وبين الازقةِ , رغم استحقار البشر ونظرتهم الدونية حتى أنهم وصفوني بذلك
الأبله المهرج , فلم استسلم لهم ولسخريتهم واحتقارهم وصممتُ على المضي قدماً لتحقيق مطلبي ,وكل هذه الإهانات كانت حافزاً لي لا عليّ , بل كنت سعيداً.
حياتي صعبة ومعيشتي حالها أصعب , ليس لي غير الارض مفرشاً والسماء لحافاً وليس لي غير المساء صديقاً , ورغم أني وحيداً
يتيم ألاصل , أهيم وأقف أين ماوجدت نفسي أريد الوقوف, أتحمل البرد بقرصاته وأمراضه , أكتب معاناتي بيدي أنقشها على أي صخرة ,كانت بمثابة مذكراتي أغسل فيها همومي وأحزاني ورغم أن ذهني معكرمن قسوة الأيام فإنني أحلم وكلي أمل وتفائل بغدٍ مشرق كله صحوة وفرح ونشوه . بل كنت فرحاً
وعلى الرغم من هذا وذاك وبين هذا الحرمان وتلك القسوة , وبين نار الأيام ومعاناتي برمتها , كنت فرحا وكلي شوق لتلك الأنثى العجيبة والتي سحرتني بعينها ذات الخصرِ الأبيّ واليدين الناعمة والوجة الجميل , أقسم لكم أنه سحر العيون جعلني أنسى كل أنواع المهانةِ والعذاب , نظّرت لي وسحرتني بعينها فكانت كافيةً لمحو كل علةٍ أصابتني , ولنسيان الماضي الأليم, ماأقوى سحر العيون, أقسم لكم أنه
سحر العيون!![/align]
( بقلمـ ولد الصفح ) 19/11/2008م