[علي المفضّلي]

أخي الكريم

ما ذكرته هو حديث وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

والحديث يفيد بأن على المسلم أن لا ينقل كل ما يقع على سمعه من أحدايث وقصص فإنها إن كانت كذباً فسيكون ممن ساعدوا على نشرها

مثل هذه المواضيع لا يقوم بنشرها إلا أحد ثلاثة:
إما محب للخير لا يعرف الطرق السليمة لذلك، فمثل هذا الموضوع إن لم يضر فليس فيه فائدة ترجى

وإما عدو يريد أن تنشر مثل هذه القضايا بين المسلمين حتى تغدو أخباراً عادية لا يعطون لها بالاً ولا يهتمون بها وهذا ما يؤدي إلى حدوث مثل تلك الجرائم لاسمح الله بسبب أنها أصحبت طبيعية لأن هناك من قام بها مسبقاً

وإما أن يكون ناقلها جاهل لا يدري ما الهدف من الموضوع وما فائدته إذا ما نشر فهو ينقل مالا يعي!

وأخيراً مثل هذه المواضيع حتى لو لم تضر فهي لا فائدة فيها فلو حدث مثل ذلك فعلاً فهل سنغير من ذلك شيء أم هل سنستفيد من ذلك في شيء؟

أقسم أن عقوق الوالدين ساعد على تفشيه مثل هذه القصص والتي يكون معظمها موضوعاً ومكذوباً
فالمراهق لو علم أن هناك من ظرب أباه ومن قتل أمه ومن آذاهما بالسب والشتم والظرب وسائر تلك الأمور فسيصبح لا مبالي بهما ولا يعنيه حتى لو آذاهما..

لأجل هذا أصبحتم لا تستغربون مثل هذه الأخبار ولا تبالون كانت صواباً أم كذباً

نعم هناك من قتل أباه ومن قتل أمه فلعنة الله عليه إلى يوم الدين
أي جرم ارتكب وأي عظيمة اقترف وأي نفس قتل قتله الله

أخي الكريم إن كنت تحب نشر الخير فانقل المواضيع التي تفيد المسلمين وتفهمهم دينهم وتعرفهم إلى عظم حق الوالدين
لا أن تنقل لنا أخباراً ترهق الأنفس وتتعب القلوب

نسأل الله أن يحمينا ويهدينا إلى سواء السبيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله