|
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ=بعدَ الصفاءِ، وبيتها مهجورُ
لجّ البعادُ بها وشطّ بركبها=نائي المَحَلِّ عَنِ الصَّدِيقِ غَيُورُ
حَذِرٌ قَلِيلُ النَّوْمِ ذو قاذورَة ٍ=فطنٌ، بألبابِ الرجالِ بصير
لَمْ يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ وَنأْيُها=عَنِّي وأَشغالٌ عَدَتْ وأُمُورُ
ممشى وليدتها إليّ، وقد دنا=مِنْ فِرْقَتي يَوْمَ الفِرَاقِ بُكُورُ
وَمَفِيضَ عَبْرَتَها وَمَوْمَى كَفِّها=وَرِدَاءُ عَصْبٍ بَيْنَنا مَنْشُورُ
أن أرجِ رحلتك الغداة َ إلى غدٍ،=وثواءُ يومٍ، إنْ ثويتَ، يسير
لَمّا رآني صَاحِبايَ كأَنَّني=تَبِلٌ بِهَا أَوْ مُوَزَعٌ مَقْمورُ
وتبينا أنّ الثواءَ لبانة ٌ=مني، وحبسهما عليّ كبير
قالا: أنقعدُ أن نروحُ؟ وما تشأ=نَفْعَلْ وأَنْتَ بِأَنْ تُطَاعَ جَديرُ
إن كنتَ ترجو أن تلاقي حاجة ً،=فَکمْكُثْ فَأَنْتَ عَلَى الثَّواءِ أَمِيرُ
فَأَتَيْتُها وکللَّيْلُ أَدْهَمُ مُرْسَلٌ=وَعَلَيْهِ مِنْ سَدَفِ الظَّلامِ سُتُورُ
رحبتُ حين لقيتها، فتبسمتْ،=وَكَذَاكُمُ ما يَفْعَلُ المَحْبُورُ
وَتَضَوَّعَ المِسْكُ الذَّكِيُّ وَعَنْبَرٌ=من جيبها، قد شابهُ كافور
كنا كمثلِ الخمرِ، كان مزاجها=بالماءِ لا رنقٌ، ولا تكدير
فَلَئِنْ تَغَيَّرَ مَا عَهِدْتَ وأَصْبَحَتْ=صدفتْ، فلا بذلٌ، ولا ميسور
لَبِما تُسَاعِفُ بِاللِّقاءِ وَلُبُّها=فرحٌ بقربِ مزارنا، مسرور
إذْ لا تغيرها الوشاة ُ، فودها=صافٍ نُرَاسِلُ مَرَّة ً وَتزُورُ
لا تأمننّ الدهرَ أنثى بعدها،=إنّي لآمِنِ غَدْرِهِنَّ نَذيرُ
بَعْدَ الَّتي أَعْطَتْكَ مِنْ أَيمانِها=ما لا يُطِيقُ مِنَ العُهُودِ ثَبِيرُ
فإذا وَذَلِكَ كَانَ ظِلَّ سَحَابَة ٍ=نَفَحَتْ بِهِ في المُعْصِرَاتِ دَبُورُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ=بالجزع من أعلى الحجونِ
يحدى بهنّ، وفي الظعائن=ربربٌ حورُ العيون
فِيهِنَّ طَاوِيَة ُ الحَشا،=جيداءُ، واضحة ُ الجبين
بيضاءُ، ناصعة ُ البياض،=ضِ، كدُرَّة ِ الصَّدَفِ الكَنِينِ
في المنصبِ العالي، وبيتِ=ـتِ المَجْدِ، في حَسَبٍ وَدِينِ
إنَّ القَتُولَ تَقَتَّلَتْ=بِکلدَّلِّ لِلْقَلْبِ الرَّهِين
حُبُّ القَتُولِ أَحَلَّها=في القلبِ منزلة المكين
فَإذَا تَجَاوَبَ مَرَّة ً=ورقُ الحمامِ على الغصون
ذُكَّرْنَني ما قَدْ نَسيـ=من الصبابة ِ بعدَ حينِ
إنّ الحزينَ يهيجهُ،=بَعْدَ الذُّهُولِ بُكا الحَزِينِ
لُ لَنَا هَوًى أُخْرَى المَنُونِ=نِ وَمَا يَمُرُّ مِنْ السِّنِينِ
حُبَّ القَتُولِ وَلاَ تزا=هوى ً لنا اخرى المنون[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,sienna" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَاجَ القَرِيضَ الذِّكَرُ
هَاجَ القَرِيضَ الذِّكَرُ=لما غدوا فابتكروا
عَلَى بِغَالٍ وُسَّجٍ=قد ضمهنّ السفرُ
وقولها لأختها:=أمطمئنٌّ عمرُ
بأرضنا، فماكثٌ،=أم حانَ منهُ السفرُ؟
قَالَتْ: غَداً أَوْ سَبْعَة ً=يَرُوحُ أَوْ يَبْتَكِرُ
أَمُّوا الطَّرِيقَيْنِ مَعاً=وَيَسَّرُوا ما يَسَّرُوا
حتى إذا ما وازنوا=المروة َ، حين ائتمروا
قيل: انزلوا من ليلكم،=فعرسوا، فاستقمروا
لَمّا کسْتَقَرّوا ضُرِبَتْ=حَيْثُ أَرَادوا الحُجَرُ
فِيهِمْ مهاة ٌ كَاعِبٌ=كأنما هيْ قمرُ
يَضِيقُ عَنْ أَرْدَافِها=إذا يُلاثُ المِئْزَرُ
خودٌ، يفوحُ المسكُ من=أَرْدَانِها والعَنْبَرُ
تفترُّ عن مثلِ أقا=حي الرَّمْلِ فيها أُشُرُ
تِلْكَ الَّتي لَيْسَ لَها=في النَّاسِ شِبْهاً بَشَرُ
نأَتْ بِهَا عَنّا عَيو=جٌ في مَطَاها عُسُرُ
تَاللَّهِ أَنْسَى حُبَّها=حَياتَنا أَوْ أُقْبَر[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,teal" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَاجَ ذا القَلْبُ مَنْزِلُ
هَاجَ ذا القَلْبُ مَنْزِلُ=دَارِسُ الآيِ مُحْوِلُ
غيرتْ آيهُ الصبا،=وجنوبٌ، وشمالُ
وَلَقَدْ كَانَ آهِلاً=فِيهِ ظَبْيٌ مُبَتَّلُ
طيبُ النشرِ، واضحٌ،=أحورُ العينِ، أكحل
فَلَئِنْ بَانَ أَهْلُهُ=فَبِما كَانَ يُؤْهَلُ
قَدْ أَرَانا بِغِبْطَة ٍ=فيه نلهو، ونجذل
بِجَوارٍ خَرَائِدٍ،=ذَاكَ، والوُدُّ يُبْذَلُ
إذ فؤادي بزينبٍ،=أُمِّ يَعْلَى مُوَكَّلُ
وهي فينا، فلا تبا=ليهِ، تلحى ، وتعذل
قبلَ أن يستفزها=قَوْلُ وَاشٍ يُحَمِّلُ
حينَ أرسلتُ ثهللاً،=واخو الودّ مرسلُ
بَکعْتِذَارٍ مِنْ سُخْطِها=علّ أسماءَ تقبل
فَأَتَتْني بِما هَوِيـ=من القولِ، ثهللُ
حينَ قالتْ: تقولُ زي=نبُ: إنا سنفعل
أَنا مِنْ ذَاكَ آيِسٌ=غيرَ أني أعللُ
وأخٍ يستحثني،=وينادي، ويبذل
كلما قالَ لي: انطلقْ،=قُلْتُ: إرْبَعْ، سَأَفْعَلُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,silver" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ
هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ=ذَكَّرَني ما أَعْرِفُ
ممشايَ ذاتَ ليلة ٍ،=والشَّوْقُ مِمَّا يَشْغَفُ
إذا ثلاثٌ كالدمى ،=وَكَاعِبٌ وَمُسْلِفُ
وبينهنّ صورة ٌ،=كَکلشَّمْسِ حِينَ تُسْدِفُ
خودٌ، وقيرٌ نصفها،=ونصفها مهفهف
قلتُ لها: منْ أنتمُ؟=لعلّ داراً تسعف
فَکبْتَسَمَتْ عَنْ وَاضِحٍ=غرِّ الثنايا، ينطف
وَأَوْمَضَتْ عَنْ طَرْفِهَا=يا حسنها، إذْ تطرف!
وَأَرْسَلَتْ فَجَاءَني=بنانها المطرف
أَنْ بِتْ لَدَيْنَا لَيْلَة ً=نُحْيي بِها وَنُلْطِفُ
بَاتَتْ وَلي مِنْ بَذْلِها=حمشُ اللثاتِ، أعجف
فَبِتُّ لَيْلي كُلَّهُ=ترشفني، وأرشفُ
إخالُ ثَلْجاً طَعْمَهُ=قد خالطتهُ قرقف
لما دنا تقاربٌ= مِنْ لَيْلِنَا وَمَصْرِفُ
قالت لنا، ودمعها=وجداً علينا يذرف:
لَهْفِي! وَلَيْسَ نَافِعي=عليكمُ التلهفُ!
قَالَتْ: وَلَمْ تَسْأَلُنَا=والدارُ عنك تصرف
والدارُ عنكَ غربة ٌ،=ونأينا مستشرف
نحنُ حجيجٌ ضمنا،=فَمَنْ يُرَى المُعَرَّفُ
قُلْتُ: فَإنِّي هَائِمٌ=صبٌّ بكم مكلف
قالت: بلَ انتَ مازحٌ،=ذو ملة ٍ، مستطرف
لَسْنَا وإنْ حَدَّثْتَنَا=يَغُرُّنا ما تَحْلِفُ
وددتُ لو انكَ في=قَوْلِكَ هَذا تُنْصِفُ
تَجْزِي بِمِثْلِ وُدِّنا=قلتُ لها: بل أضعف[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هجرتِ الحبيبَ اليومَ من غير ما اجترمْ
هجرتِ الحبيبَ اليومَ من غير ما اجترمْ،=وَقَطَّعْتِ، مِنْ وُدِّي لَكِ، الحَبْلَ فَکنْصَرَمْ
أَطَعْتِ الوُشاة َ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يُطِعْ=مَقَالَة َ واشٍ، يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ
أتاني رسولٌ، كنتُ أحسبُ أنهُ=شَفيقٌ عَلَيْنَا نَاصِحٌ كَکلَّذي زَعَمْ
فلما تباثثنا الحديثَ، وبينتْ=سَرِيرَتُهُ أَبْدَى الَّذي كَانَ قَدْ كَتَمْ
تبينَ لي انّ المحرشَ كاذبٌ،=ومن يطعِ الواشينَ أو زعمَ من زعم
يُصَرِّمْ بِظُلْمٍ حَبْلَهُ مِنْ خَلِيلِهِ=وشيكاً، ويجذمْ قوة َ الحبلِ ما جذم
وقلتُ لها لما خشيتُ لجاجة ً:=فعندي لكِ العتبى على رغمِ من رغم
ظلمتَ، ولم تعتب، وكان رسولها=إلَيْكَ، سَرِيعاً بِکلرِّضَا لَكَ، إذْ ظَلَمْ
فلم أرَ لومَ النفسِ بعد الذي مضى ،=وَبَعْدَ الَّذي آلَتْ وَآلَيْتُ مِنْ قَسَمْ
إذا انتَ لم تعشق، ولم تتبع الهوى ،=فَكُنْ صَخْرَة ً بِکلحِجْرِ مِنْ حَجَرٍ أَصَم[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي
هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي،=أَمْ قَبْلَ ذلِكَ مُدْلِجٌ بِسَوادِ؟
كَيْفَ الثَّواءُ بِبَطْنِ مَكَّة َ بَعْدَمَا=وَبِرِحْلَة ٍ مِنح طِيَّة ٍ وَبِلادِ
هموا ببعدٍ منكَ غيرِ تقربٍ،=شتانَ بينَ القربِ والإبعاد!
لا كَيْفَ قَلْبُكَ إنْ ثَوَيْتَ مُخَامِراً=سَقَماً خِلاَفَهُمُ وَحُزْنُكَ بادِي
قَدْ كُنْتَ قَبْلُ وَهُمْ لأَهْلِكَ جيرَة ٌ=صَبّاً تُطِيفُ بِهِمْ كَأَنَّكَ صادِي
هيمانُ يمنعهُ السقاة ُ حياضهم،=حَيْرَانُ يَرْقُبُ غَفْلَة َ الوُرّادِ
فالآن، إذ جدّ الرحيلُ، وقربتْ=بُزُلُ الجِمَالِ لِطِيَّة ٍ وَبِعادِ
وَلَقَدْ أَرَى أَنْ لَيْسَ ذَلِك نَافِعي=ما عشتُ عندكِ في هوى ووداد
ولقد منحتُ الودّ مني، لم يكنْ=منكْ إليّ، بما فعلتُ، أيادي
إنِّي لأتْرُكُ مَنْ يَجُودُ بِنَفْسِهِ=وموكلٌ بوصالِ كلّ جماد
يَا لَيْلَ إنِّي واصلي أوْ فاصرمي=علقتْ بحبكمُ بناتُ فؤادي
كم قد عصيتُ إليكِ من متنصحٍ=خَانَ القَرَابَة َ أَوْ أَعَانَ أَعَادي
وتنوفة ٍ أرمي بنفسي عرضها،=شَوْقاً إلَيْكِ بِلاَ هِدَايَة ِ هَادِي
ما إنْ بِهَا لي غَيْرَ سَيْفي صَاحِبٌ=وَذِرَاعُ حَرْفٍ كالهِلاَلِ وِسَادِي
بِمُعَرَّسٍ فيه إذا ما مَسَّهُ=جلدي، خشونة ُ مضجعٍ وبعاد
قَمن مِنَ الحَدْثانِ تُمْسي أُسْدُهُ=هدءَ الظلامِ، كثيرة َ الإيعاد
بالوجد أعذرُ ما يكونُ، وبالبكا،=أَرْسَلَتْ تَعْتِبُ الرَّبَابُ وَقَالَتْ:[/poem]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|