عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2008, 08:24 AM
امير القوافي امير القوافي غير متواجد حالياً
 






امير القوافي is on a distinguished road
7 سفّاح الطريق السريع

سفّاح الطريق السريع




بخيت طالع الزهراني


** بين حي الخالدية بجدة وبين كوبري فلسطين المتقاطع مع الخط السريع مسافة ليست سهلة، وهي بلغة الزمان تعتبر وقتاً طويلاً نوعاً ما، لسائق يقود سيارة من هناك إلى هنا.. فكيف أفلت ذلك الفلبيني الأرعن والمعتوه من قبضة دوريات الأمن والمرور معاً، وصال وجال، حتى اقترف مأساة دموية بكت لها العيون دماً قبل الدمع.
** كانت صبيحة يوم الاثنين 12 ذو القعدة 1429هـ غير عادية، فقد اختلط الحابل بالنابل في الطريق السريع شرق جدة (طريق الحرمين) عندما وصلت إلى الطريق حافلة مجنونة، يقودها فلبيني فقد كل ما يمكن أن يتمتع به الإنسان، بل وربما حتى الحيوان من إحساس، وراح يسير بسرعة خاطفة
(عكس السير) ويدخل الهلع والرعب والخوف بشكل حقيقي في نفس المئات من عباد الله، الخارجين من بيوتهخم إلى أعمالهم ومدارسهم، إلى أن اعتلى ظهر سيارة صغيرة كانت تقل أسرة سعودية، تسير في أمان الله، دون أن تحسب حساباً لذلك الثور البشري الهائج الذي اكتسح سيارتهم، وحولها في غمضة عين إلى حطام، لا يمكن أبداً للعين أن تتأملها، لفظاعة المشهد الدموي المرعب.
** لا أدري هل مسموح لرجال الأمن في حالات مشابهة لهذه الحالة الكارثية أن يلجاوا إلى حسم المسألة من بدايتها، بتعامل صارم مثل إعطاب عجلات الحافلة، أو قنص امثال هذا المجرم الفلبيني قبل أن يواصل سيره إلى الطريق السريع، أم أن هناك محاولات جرت ولم تثمر، أم أن هذا السائق الأرعن قد وجد ثغرات حتى وصل إلى طريق يعج بالسيارات والخلق؟!!
** هذا السائق الأرعن أظن أنه مشروع مجرم خطير بدليل أنه قد حزم أمره من البدايه، وأضمر أقصى درجات الشر بالناس من حوله، عندما اقتحم حافلة غير مسموح له بقيادتها (على الأقل في تلك اللحظة) ثم عندما (حاس) الناس (حوسة كارثية) ثم عندما أشهر السكين في وجوه رجال أمننا، فكيف استعد بحمل السلاح الأبيض، لو لم يكن قد ترسخت نوازع الإجرام في أعماقه المريضة
** مثل هذا المعتوه، كان يمكن اكتشافه منذ وقت بعيد، هناك لدى الإدارة التي يعمل بها، حيث أن العين الخبيرة للإداري المحنك، لا يمكن أن تغيب عنها حالات خطرة، وذات تجذيرات إجرامية، وإضمار لنوازع الشر، وكان يمكن اتقاء شره، وشر المجزرة التي رسمها ببشاعة فوق صفحة أسفلت الطريق السريع، لو تم منذ أشهر مثلاً، كف يده عن العمل، وترحيله إلى بلاده غير مأسوف عليه، ولا على أمثاله من الدخلاء المجرمين، الذين هم في الواقع بمثابة قنابل موقوتة، يمكن أن تنفجر في أية لحظة مثل هذا المجرم الأشر!!
** السؤال المهم الآن، ما هو الدرس الذي سنخرج به من هذا المشهد المؤلم، وما هي الآليات الوقائية التي يمكن رسمها بعناية وبجرأة أيضاً لإيقاف حالات قد تكون مماثلة لها في المستقبل، على مختلف الصعد الأمنية والإدارية، بحيث يجب مراجعة الجاهزية المرورية والأمنية للحالات المماثلة، وكذلك مراجعة تقويم الأداء الغداري للموظفين، بحيث يمكن فرز الحالات الخطرة، والتعرف عليها مبكراً وكف يدها عن العمل، قبل أن تحدث ضربة أخرى، اتساقاً مع مثلنا الدارج (ضربتين في الرأس توجع)!!

[email protected]


http://www.albiladdaily.com/articles...n=show&id=1119
رد مع اقتباس