[ابو المنذر الفلسطيني]

دخل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، يومه العشرين، وسط كارثة يتسع نطاقها ساعة بعد ساعة، وتمتد من المخابز الى المستشفيات، وتطال حتى المواشي، في وقت قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة حماس عرضاً من »رزمة كاملة« لاستئناف الحوار، قال إنه سيدعو في حال فشلها الى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة مطلع العام المقبل، وهو ما أتفقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على رفضه.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها قررت الإبقاء على معابر غزة مغلقة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع مساء السبت. وكانت الفصائل الفلسطينية وافقت الجمعة الماضي على عرض إسرائيلي، بوساطة مصرية، يقضي بفتح المعابر بعد مرور ٢٤ ساعة على عدم إطلاق أي صاروخ. وأطلقت امس الأول ثلاثة قذائف صاروخية سقطت قرب عسقلان، فيما استهدفت القوات الإسرائيلية المقاومين شمال القطاع وجرحت اثنين منهم.
ويأتي استمرار إغلاق معابر غزة لليوم الـ٢٠ على التوالي، ليزيد فيها من تردي الأوضاع الإنسانية التي دخلت مرحلة الكارثة. وقال رئيس جمعية أصحاب المخابز عبد الناصر العجرمي، إن المخابز بدأت منذ الخميس بطحن القمح الرديء المخصص لأعلاف الطيور والحيوانات وتحويله الى دقيق بعد توقف غالبية المخابر عن العمل كلياً.
وأعلنت وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة، إن حوالى ثلاثة ملايين طائر من الدواجن مهدد بالنفوق، وإن المصير ذاته ينتظر آلاف الرؤوس من المواشي. وكانت وزارة الصحة حذرت من خطر توقف اكبر مستشفيات قطاع غزة (مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الأوروبي) عن العمل اذا استمر الحصار.
في موازاة ذلك، ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، الى احتمال إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت بواسطة عملية عسكرية وليس من خلال المفاوضات فقط. وقال إن تحرير الجندي الأسير لدى المقاومة »مسألة ذات التزام أخلاقي وعسكري وينبغي تنفيذ كل خطوة مناسبة وممكنة، وليس بكل ثمن وليس فقط بالمفاوضات وإنما بكل خطوة مناسبة وحتى لو كان الحديث يدور عن قرارات صعبة أو عن عمليات عسكرية معقدة«.