عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2008, 11:21 PM   #4
فهد سعود الزهراني

كبير الاداريين
قلم مميز
شاعر
 
الصورة الرمزية فهد سعود الزهراني
 







 
فهد سعود الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: احاديث وقصص لاتثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم (طالبكم تدخلون)

الحديث الخامس
تخريجُ حديثِ : " لا يزال الجهاد حلواً خضراً ... "


الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

يستدلُ بعضُ الناسِ على مسألةِ في الجهادِ بحديثٍ عن النبي صلى اللهُ عليه ، وفحوى الحديث أنه سيأتي على الناسِ زمانٌ لا يكونُ هناك شيءٌ يقالُ له : " جهادٌ " ، وفي هذه الأسطرِ سأبينُ حال الحديثِ من جهةِ ثبوتهِ وعدم ثبوتهِ .

أولاً : نصُ الحديثِ :
عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزالُ الجهادُ حلواً خضراً ما أمطرت السماءُ وأنبتت الأرضُ ، وسينشو نشو من قبلِ المشرقِ يقولون : " لا جهاد ولا رباط أولئك هم وقودُ النارِ بل رباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من عتقِ ألفِ رقبةٍ ، ومن صدقةِ أهلِ الأرضِ جميعاً " .

ثانياً : تخريجُ الحديثِ :
أخرجهُ ابنُ عساكرٍ في " تاريخِ دمشق " (43/347) : أخبرنا أبو الحسن الشافعي ، وأبو الحسن بن دريد قالا : أنا نصر بن إبراهيم زاد الشافعي ، وأبو محمد بن فضيل قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر محمد بن خريم ، نا هشام بن عمار ، نا أبي : عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان الظفري ، نا عباد بن كثير ، عن يزيد الرقاشي عن أنس به .

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً فيه :

1 – يزيدُ الرقاشي : هو يزيدُ بنُ أبان الرَّقَاشي أبو عمرو البصري القاص من زهادِ البصرةِ .

وكلامُ أهلِ العلم فيه طويل ، من ذلك :

قال البخاري : تكلم فيه شعبةُ . وقال أبو طالب : سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول : " لا يكتبُ حديث يزيد الرقاشي . قلت له : فلم تُرك حديثهُ ، لهوى كان فيه ؟ قال : لا ، ولكن كان منكر الحديثِ . وقال : شعبةُ يحملُ عليه ، وكان قاصاً . وقال أبو حاتم : كان واعظاً بكاءً كثير الروايةِ عن أنس بما فيه نظرٌ ، صاحبُ عبادةٍ ، وفي حديثهِ ضعفٌ .

وقد لخص ابنُ حبان الكلامَ فيه فقال : " كان من خيارِ عبادِ اللهِ من البكائين في الخلواتِ والقائمين بالحقائق في السبراتِ ، ممن غفل عن صناعةِ الحديثِ وحفظها ، واشتغل بالعبادةِ وأسبابها حتى كان يقلبُ كلامَ الحسن فيجعله عن أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاجُ به ، فلا تحلُ الروايةُ عنه إلا على سبيل التعجب " .

2 – عبادُ بنُ كثير : يوجد اثنان بهذا الاسم عبادُ بنُ كثير الثقفي البصري ، وعبادُ بنُ كثير الرملي الفلسطيني الشامي ، ولم أجد في ترجمتهما روايةً عن يزيد الرقاشي ، والذي يغلب على ظني أنه الأولُ لأن الرقاشي بصري فيكون بلديهُ . فإن كان الأولُ فهو متروكُ الحديثِ ، والثاني لا يبعدُ عنه كثيراً .

ولو لم يكن في الإسناد إلا هذان الرجلان لكفى في ردِ الحديثِ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأوردهُ السيوطي في " جمع الجوامعِ " (1/929) وعزاهُ لابن عساكر وقال : " ضعفهُ " .

وقد جاء الحديث من طريقٍ آخر عند أبي عمرو الداني في " السنن الواردةِ في الفتنِ وغوائلها والساعة وأشراطها " (3/751 ح 371) مرسلاً من طريق محمد بن أبي محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعيد ، قال حدثنا يوسف بن يحيى ، قال : حدثنا عبدالملك ، قال : حدثنا الطلحي ، عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه بلفظ : " لا يزالُ الجهادُ حلواً أخضر ، ما قطر القطرُ من السماءِ ، وسيأتي على الناسِ زمانٌ يقولُ فيه قراءٌ منهم : ليس هذا زمانُ جهادٍ ، فمن أدرك ذلك الزمان ، فنعم زمانُ الجهادِ ، قالوا : يا رسول الله ، واحدٌ يقولُ ذلك ؟ فقال : نعم ، من عليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين .

وهذا السندُ فيه عبدُ الرحمن بنُ زيد بن أسلم العدوي ضعفه سائرُ أهلِ العلم ولهذا قال ابنُ الجوزي : " أجمعوا على ضعفهِ " .

والعلةُ الأخرى الإرسال ، فزيدُ بنُ أسلم لم يرَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، والمرسلُ من أقسامِ الضعيفِ كما قرر ذلك أهلُ العلم .

وقد ورد حديثٌ آخر بنفسِ المعنى عند أبي يعلى في " مسنده " (9/274 – 275) من طريق داود بنِ رشيد ، حدثنا بقيةُ بنُ الوليد ، عن علي بنِ علي ، حدثني يونس ، عن الزهري ، عن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله ، عن ابنِ مسعود قال : جاءهُ رجلٌ فقال : أسمعتَ رسولَ اللهِ يقولُ في الخيلِ شيئاً قال : نعم ؛ سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقولُ : " الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ . اشتروا على اللهِ ، واستقرضوا على اللهِ " . قيل : " يا رسولَ الله ؛ كيف نشتري على اللهِ ونستقرضُ على اللهِ ؟ " ، قال : " قولوا أقرضنا إلى مقاسمنا وبِعْنا إلى أن يفتحَ اللهُ لنا ، لا تزالون بخيرٍ ما دام جهادكم خضراً ، وسيكونُ في آخرِ الزمانِ قوم يشكُّون في الجهادِ ، فجاهدوا في زمانهم ثم اغزوا فإن الغزو يومئذٍ أخضرُ .

قال محققُ مسندِ أبي يعلى عن الحديثِ : " إسنادهُ ضعيفٌ لانقطاعهِ ، عبيدُ اللهِ كان يرسلُ عن ابنِ مسعودٍ ، وبقيةُ بنُ الوليدِ مدلسٌ وقد عنعن . وذكرهُ الهيثمي في " المجمع " (5/280) وقال : " رواه أبو يعلى ، وفيه بقيةُ بنُ الوليدِ وهو مدلسٌ ، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ " .

وبهذا يتبينُ أن الحديثَ بجميعِ طرقهِ لا يصحُ عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، وأن الجهادَ ماضٍ إلى يومِ القيامةِ ، وقد تمرُ بالأمةِ حالاتُ ضعفٍ يضعفُ معها أمرُ الجهادِ ، ولكن لا يعني أنه يمتنعُ بالكليةِ في جميعِ العصورِ والأزمان . والله أعلم .

حرر في 6 - 5 - 1425 هـ


--------------------------------------------------------------------------------

تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم "

الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

نسمعُ كثيراً عبارةَ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَـلَيْكُم "

فهل هذهِ العبارةُ جاءت حديثاً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم ؟

وما درجتهُ إن كانت حديثاً نبوياً من جهةِ الصحةِ أوالضعفِ ؟

جاءت هذهُ العبارةُ مرفوعةً إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم من طريقين :

الطريقُ الأولى :
روى القضاعي في " مسند الشهاب " (1/336) من طريقِ الكرماني بنِ عمرو ، ثنا المباركُ بنُ فضالة ، عن الحسنِ ، عن أبي بكرةَ ، عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال : " ثم كَمَا تَكُونُوا يُولَّى أو يُؤمرُ عَـلَيْكُم " .

وفي هذا السندِ المباركُ بنُ فضالة ، قال عنهُ الحافظُ ابنُ حجر في " التقريب " : " صدوقٌ يُدلِّس ويُسوي " .

وتدليسُ التسويةِ من أسوءِ أنواعِ التدليسِ .

وقد تكلم عددٌ من أهلِ العلمِ في روايتهِ عن الحسنِ البصري .

قال نعيمُ بنُ حماد عن عبدِ الرحمن بنِ مهدي : لم نكتب للمباركِ شيئاً إلا شيئاً يقولُ فيه : " سمعتُ الحسنَ " .

وفي هذا السندِ لم يقل المباركُ بنُ فضالة : " حدثنا " .

قال المناوي في " فيض القدير " عن هذا السندِ (5/47) : " قال ابنُ طاهرٍ : " والمباركُ وإن ذُكر بشيءٍ من الضعفِ فالعمدةُ على من رواهُ عنهُ فإن فيهم جهالةً " .ا.هـ.

وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " تخريجه لأحاديثِ الكشافِ " (1/345) : " رواهُ القضاعي في مسندِ الشهابِ وفي إسنادهِ إلى مبارك مجاهيل " .ا.هـ.

وقال العجلوني في " كشف الخفاء " (2/166) : " وأخرجهُ ابنُ جميع في معجمهِ ، والقضاعي عن أبي بكرةَ بلفظ : " يولى عليكم بدون شكٍ ، وفي سندهِ مجاهيلٌ " .ا.هـ.

الطريقُ اـثانيةُ :
رواها الديلمي في " مسند الفردوس " ، والبيهقي في " الشعب " كما رمز لهُ السيوطي في " الجامع الصغير " ، وذكر سندَهُ المناوي في " فيض القدير " (5/47) فقال : ( فر ) وكذا القضاعي كلاهما من حديثِ يحيى بنِ هاشم ، عن يونس بنِ أبي إسحاق ، عن أبيهِ ، عن جدهِ عن ( أبي بكرة ) مرفوعاً .

قال السخاوي : ورواية يحيى في عداد من يضع .

( هب ) من جهةِ يحيى بنِ هشامٍ ، عن يونس بنِ إسحاق ( عن أبي إسحاق ) عمرَ بنِ عبد الله ( السبيعي مرسلا ) بلفظ : " كما تكونوا كذلك يؤمر عليكم " ، ثم قال : " هذا منقطعٌ ، وراويهِ يحيى بنُ هشامٍ ضعيفٌ .ا.هـ.

وقال العجلوني في " كشف الخفاء " (2/166) : " قال في الأصلِ : " رواهُ الحاكمُ ، ومن طريقهِ الديلمي عن ابي بكرةَ مرفوعاً ، وأخرجهُ البيهقي بلفظ : " يؤمر عليكم " . بدون شكٍ ، وبحذفِ أبي بكرة ؛ فهو منقطعٌ " .ا.هـ.

وأورد هذا الحديثَ السيوطي في " الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة " ( ح 329 ) فقال : " حديثُ : " كما تكونوا يولى عليكم " .

ابنُ جميع في " معجمه " من حديثِ أبي بكرةَ ، والبيهقي في " الشعب " من حديثِ يونس بنِ أبي إسحاق ، عن أبيهِ مرفوعاً ، ثم قال : " هذا منقطعٌ " .ا.هـ.

قال الشيخُ محمد لطفي الصباغ محققُ " الدرر " للسيوطي في الحاشيةِ : ضعيفٌ ...

وأوردهُ أيضاً المُلا علي القاري في " الأسرار المرفوعة " ( ح 281) ، والشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ح 624) وقال : " في إسنادهِ وضاعٌ . وفيهِ إنقطاعٌ " .ا.هـ.

وجاء في " تذكرة الموضوعات " : " في سندهِ انقطاعٌ وواضعٌ هو يحيى بنُ هشام ، وله طريقٌ فيهِ مجاهيلٌ " .ا.هـ.

وقال الزرقاني في " مختصر المقاصد الحسنة " ( ح 772 ) : " ضعيفٌ " .

وجاء في " أسنى المطالب " (1/221) : " فيهِ من يضعُ الحديثَ ، وهو يحيى بنُ هشامٍ ، ويروى من طريقٍ آخر مرسلاً " .ا.هـ.

وقد ذكر الحديثَ العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (320) ، و " ضعيف الجامع " (4275) ، و " المشكاة (3717) ، وقال : " ضعيفٌ " .

أثرٌ عن الحسنِ البصري :
قال السخاوي في " المقاصد الحسنة " عند حرفِ الكافِ : وعند الطبراني معناهُ من طريقِ عمرَ وكعبِ الأحبارِ والحسنِ فإنهُ سمع رجلاً يدعو على الحجاجِ فقال له : " لا تفعل إنكم من أنفسكم أُتيتم ، إنا نخافُ إن عُزل الحجاجُ ، أو مات أن يستولي عليكم القردةُ والخنازيرُ ، فقد روي أن أعمالكم عمالكم ، وكما تكونون يولى عليكم " .

وقد بحثتُ عنهُ في معاجمِ الطبراني الثلاثةِ بهذا اللفظِ فلم أجدهُ .

فوائد في ثنايا البحثِ :

الفائدةُ الأولى :
قال العجلوني في " كشف الخفاء " (2/166) : " وفي فتاوى ابنِ حجرِ : " وقال النجمُ : روى ابنُ ابي شيبةَ ، عن منصورِ بنِ أبي الأسود ، قال سألتُ الأعمشَ عن قولهِ تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] ما سمعتهم يقولون فيه ؟ قال : " سمعتهم إذا الناسُ أُمّر عليهم شرارهم .

وروى البيهقي عن كعب قال : " إن لكلِ زمانٍ ملكاً يبعثهُ اللهُ على نحو قلوبِ أهلهِ ؛ فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحاً ، وإذا أراد هلاكهم بعث عليهم مترفيهم " .ا.هـ.

أما أثرُ الأعمش فقد رواهُ أيضا أبو نعيم في " الحلية " (5/51) .

الفائدةُ الثانيةُ :
قال الألوسي في " روح المعاني " (8/27) عند قولهِ تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] : " واستدل بهِ على أن الرعيةَ إذا كانوا ظالمين ، فاللهُ تعالى يسلطُ عليهم ظالماً مثلهم ، وفي الحديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَـلَيْكُم " ، أو المعنى نجعلُ بعضهم قرناءَ ... " .ا.هـ.

وقال العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (320) بعد تخريجهِ للحديثِ : " ثم أن الحديثَ معناهُ غيرُ صحيحٍ على إطلاقهِ عندي ، فقد حدثنا التاريخُ تولي رجلٍ صالحٍ عقب أميرٍ غيرِ صالحٍ والشعبُ هو هو " .ا.هـ.

الفائدةُ الثالثةُ :
قال الطرطوشي في " سراج الملوك " ( ص 197) : " البابُ الحادي والأربعون في " كما تكونوا يولى عليكم " .

لم أزل أسمعُ الناسَ يقولون : " أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم " إلى أن ظفرتُ بهذا المعنى في القرآن قال الله تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] ، وكان يقالُ : " ما أنكرت من زمانِك فإنما أفسدهُ عليك عملُك .

وقال عبدُ الملك بنُ مروان : " ما أنصفتمونا يا معشرَ الرعيةِ ، تريدونا منا سيرةَ أبي بكر وعمرَ ، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم ... " .ا.هـ.

الفائدةُ الرابعةُ :
استدل بعضُ أهلِ اللغةِ بلفظِ هذا الحديثِ على فائدةٍ لغويةٍ ذكرها ابنُ هشام في " المغني " ، وسأنقلُ هذه الفائدةَ من " مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري " للشيخِ محمدِ بنِ صالحِ بنِ عثيمين – رحمه الله – ( ص 110 – 111) : " القاعدة الحادية عشرة : من مُلحِ كلامِهم تقارضُ اللفظين في الأحكامِ ، ولذلك أمثلةٌ منها : إعطاءُ كلمةِ ( غير ) حكم ( إلا ) في الاستثناءِ ، وإعطاءُ حكمِ ( إلا ) حكم ( غير ) ، ومنها إعطاءُ ( أن ) حكم ( ما ) المصدرية المهملة في الإهمالِ وبالعكسِ ، ومُثِّل له بقوله صلى الله عليه وسلم : " كما تكونوا يولى عليكم " ذكره ابنُ الحاجبِ ، والمعروف : " كما تكونون " ...ا.هـ.

وجاء أيضاً في " كشف الخفاءِ " للعجلوني (2/167) : " وذكر ابنُ الأنباري أن الروايةَ " كما تكونوا " بحذفِ النونِ ، وكما ناصبةٌ حملاً على " أن " ‏.‏

وذكر السيوطي في " فتاواه الحديثية " أنهُ رواهُ البيهقي في " شُعبهِ " وغيرهِ : " وإن حذفَ النونِ على لغةِ من يحذفها بلا ناصبٍ ولا جازمٍ‏ .‏ وكما في حديثِ : " لا تدخلوا الجنةَ حتى تؤمنوا " أو أن حذفها على رأي الكوفيين الذين ينصبون بكما ‏.‏ أو على أنهُ من تغييرِ الرواةِ ، لكن هذا بعيدٌ جداً ، انتهى‏ .‏

وأنشد بعضُهم في المقام‏ِ :‏
بذنوبنا دامت بليتنا * * * والله يكشفها إذا تبنا

انتهي هذا البحثُ الذي أرجو أن يكونَ فيهِ النفعُ والفائدةُ . آمين .


--------------------------------------------------------------------------------

تَخْرِيجُ مَا نُسِبَ مِنْ كَرَامَةٍ لِهَرِمِ بنِ حَيَّانَ

الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ ؛

إِن مِنْ أُصُوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ التَّصْدِيْقَ بكَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ ، وَقَدْ جَاءَتْ صِفَتُهُمْ فِي كِتَابِ اللهِ فَقَالَ تَعَالَى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " [ يونس : 62 - 63 ] ، وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَسَطٌ بَين طَرَفَيْنِ فِي كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ ، طَرَفٌ أَجَازَ وَقوعَهَا بِدُوْنِ حَدٍّ فَمَا جَازَ وَقوعُهُ لِنَبِيٍّ جَازَ وَقوعُهُ لِوَلِيٍّ ، وَهُو مَذْهَبُ الأَشَاعِرَة ، وَالطَرَفُ الآخَرُ المَانَعُ مِن وَقوعِهَا لِغَيْرِ الأَنْبِيَاءِ ، وَهُم المُعْتَزِلَةُ وَابْنُ حَزْمٍ ، وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ جَواز وَقوعِهَا بِمَا دُوْنَ خَوَارِقِ الأَنْبِيَاءِ .

وَبَعْدَ هَذِهِ المُقَدَّمَةِ نَأْتِي عَلَى مَا ذُكَرَ مِن كَرَامَةٍ لِهَرِمِ بنِ حَيَّانَ ، وبِمَا أَنَّنَا أُمَّةُ الإِسْنَادِ فلا بُد مِن البَحثِ فِي سَّنَدِ القِصَّةِ المَنْسُوْبَةِ إِلَيْهِ ، وَبَعْدَ البَحثِ وَجدْتُ أَن سَّنَدَها لا يَثْبُتُ ، وَمِمَّنْ بَحثَ فِي سَّنَدِها مُحَقِّقُ كِتَابِ " شَرَحِ أُصُوْلِ الاعْتِقَادِ " للاَّلْكَائِيُّ ، أَكْتَفِي بِنَقْلِ كَلاَمِهِ .

قَال الدُكتُورُ أَحْمَدُ الغَامِدِيُّ فِي تَحقِيْقِهِ لـ " شَرَحِ أُصُوْلِ الاعْتِقَادِ " للاَّلْكَائِيُّ (5/231 رقم 165) عِند أَثَرِ كَرَامَةٍ هَرِمِ بنِ حَيَّانَ وَسَنَدُهُ :

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ قَالَ : أََنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنُ قَالَ : أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ قَالَ : ثَنَا هَارُوْنُ ( يَعْنِي ) ابْنَ مَعْرُوفٍ قَالَ : ثَنَا ضَمْرَةُ: ثَنَا السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : أُمْطِرَ قَبْرُ هَرِمِ بنِ حَيَّانَ مِنْ يَوْمِهِ فَأَنْبَتَ مِنْ يَوْمِهِ .

سندُهُ ضعيفٌ .

قتادةُ ولدَ بعد موتِ هرمِ بنِ حيانَ بأكثر من ثلاثين سنةٍ حيثُ كانت ولادتهُ سنةَ ( 61 هـ ) ، وكان موتُ هرمِ بنِ حيانَ كما تقدمَ بعد ( 26 هـ ) .

والأثرُ ورد لهُ ثلاثةُ أسانيدٍ :
الأولُ : سندُ المؤلفِ أعلاهُ عَنْ قَتَادَةَ ... رواهُ ابنُ سعدٍ في " الطبقاتِ " (7/134) ، وأبو نُعيمٍ في " الحليةِ " (2/122) كلاهما من طرقٍ أخرى عن ضَمْرَةُ بهِ .

الثاني : عَنْ الحسنِ ... رواهُ أحمدُ في " الزهدِ " (285) ، وابنُ سعدٍ في " الطبقاتِ " (7/131) ، وأبو نُعيمٍ في " الحليةِ " (2/122) .
والحسنُ ولد لسنتينِ بقيتا من خلافةِ عمرَ مما يؤكدُ عدم مشاهدتهِ للقصةِ .

الثالث : عن عونِ بنِ شدادٍ عن رجلٍ عن أبيهِ ... رواه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ في " الزهدِ " لأبيهِ (282) ، والراوي للقصةِ مجهولٌ هو وأبوهُ " .ا.هـ.
فَالقِصَّةُ لاَ تَثْبُتُ عَنْ هرمِ بنِ حيانَ ، وَاللهُ أَعْلَمُ .


--------------------------------------------------------------------------------

حديث الأعرابي في الطواف
د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

السؤال
بينما النبي – صلى الله عليه وسلم – في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب، وقال: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك لشكوتكم إلى حبيبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، تبسم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: لا، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: فما إيمانك به؟ قال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: يا أعرابي اعلم أني نبيك في الدنيا، وشفيعك في الآخرة فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي – صلى الله عليه وسلم–، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: مه يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله -سبحانه وتعالى- بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير، فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله،قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل –عليه السلام- على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك ، فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم. قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه ، فإنه رفيقك في الجنة. فما أصل هذا الحديث، وما مدى صحته

الجواب
إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب ، وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف ، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في (إحياء علوم الدين 4/130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم-: الله - تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .
وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعيـة الكبرى: 6/364)، ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [ طه:82]، وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون"[الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء "[ الأعراف : 156] .
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال:"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"، والله أعلم .



--------------------------------------------------------------------------------

احـذرْ مِـن هـذه الـقـصـة ولا تـروهـا إلا بـشـرطٍ ....
قِصةٌ لا تثبتُ عن الصحابي " ثعـلبةُ بنُ عبد الرحمن الأنصاري "


--------------------------------------------------------------------------------

المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ



--------------------------------------------------------------------------------

حديثٌ منسوبٌ كذباً إلى صحيحِ مسلم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر و من وحشة القبر و استجلب به الغنى و استقرع به باب الجنة )) رواه مسلم
أخي لا تجعل هذه الرسالة تقف في بريدك، أنشرها لغيرك و تذكر أن لك أجرها و أجر من عمل بها بإذن الله

الأخ الأزرق .

لي وقفاتٌ مع نقلك للحديثِ :

الوقفةُ الأولى :
أنا أعلمُ أنك تبتغي الأجرَ لإخوانك بنشرك للحديثِ ، ورغبةً في أن يستفيدَ إخوانك منه ، ولكن لا تكونُ بهذهِ الطريقةِ - هداكَ اللهُ - ، والنبي صلى اللهُ عليه وسلم قد حذر من الكذبِ عليه .

‏عَنْ ‏رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ‏‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏‏عَلِيًّا ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏يَخْطُبُ ‏‏قَالَ ‏: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ ‏لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ ‏‏يَلِجْ ‏النَّارَ " .

أخرجهُ البخاري (106) ، ومسلمٌ في مقدمةِ صحيحهِ .

قال الحافظُ في " الفتحِ " (1/241) : " ‏هُوَ عَامّ فِي كُلّ كَاذِب , مُطْلَق فِي كُلّ نَوْع مِنْ الْكَذِب , وَمَعْنَاهُ لَا تَنْسِبُوا الْكَذِب إِلَيَّ " .ا.هـ.

وَعَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . أخرجهُ البخاري (109) .

وقد بوب البخاريُّ على هذهِ الأحاديثِ : " بابُ إثمِ من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم " .

فكان ينبغي عليك السؤال قبل نشرِ الحديثِ ، والتأكد من صحتهِ - غفر اللهُ لك - .

الوقفةُ الثانيةُ :
من نقلت عنه الحديثَ قال عند تخريجِ الحديثِ : " رواهُ مسلمٌ " .

الحديثُ ليس في صحيحِ مسلم أصلاً ، ولكم أن ترجعوا إلى صحيحِ مسلم ، وتبحثوا فيه ، فلن تجدوا هذا الحديثَ البتة .

وهذه طامةٌ أخرى لمن نقلت عنه - غفر اللهُ لك - .

الوقفةُ الثالثةُ :
تخريجُ الحديثِ :
أخرجهُ الشيرازي في " الألقابِ " ، وأبي نعيم في " الحليةِ " (8/280) عن سَلْمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الخَوَّاص ‘ عن مالكِ بنِ أنسٍ .

وأخرجهُ الخطيبُ في " تاريخِ بغداد " (12/358) الفضل بن غانم عن مالك بن أنس كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي .

الكلامُ على سندهِ :
سَلْمُ بنُ مَيْمُوْنٍ الخَوَّاصُ ذكرهُ الذهبي في " السير " (8/179 - 180) و" الميزانِ " (2/186 - 187) ، والعقيلي في " الضعفاء " (2/165) ، وابنُ عدي في " الكامل " (3/327) ، وأنقلُ ما قالهُ العلماءُ فيه من " ميزانِ الاعتدالِ " للذهبي .

قال ابنُ عدي : ينفردُ بمتونٍ وبأسانيد مقلوبةٍ . وقال ابنُ حبان : وكان من كبارِ عُبادِ أهلِ الشامِ ، غلب عليه الصلاحُ حتى غفل عن حفظِ الحديثِ وإتقانهِ ، فلا يحتجُ بهِ . وقال العُقيلي : حدث بمناكير لا يتابعُ عليها . وقال أبو حاتم : لا يكتبُ حديثهُ .

وَالفَضْلُ بنُ غَانِمٍ ذكرهُ الذهبي في " الميزانِ " (3/357) وقال : " عن مالكٍ . قال يحيى : ليس بشيءٍ . وقال الدارقطني : ليس بالقوي . وقال الخطيب : ضعيف " .

كلامُ العلماءِ على الحديثِ :
وقد تكلم العلماءُ عن الحديثِ .

قال الحافظُ العراقي في " تخريجِ أحاديثِ الإحياءِ " (1/338) : " حديث " تكرار : لا إله إلا الله الملك الحق المبين "

أخرجهُ المستغفريُّ في " الدعواتِ " ، والخطيبُ في " الرواةِ " عن مالكٍ من حديثِ عليٍّ : " من قالها في يومٍ مائةَ مرةٍ كان له أمانٌ من الفقرِ ، وأمانٌ من وحشةِ القبرِ ، واستجلب به الغنى ، وأستقرع بابُ الجنةِ " .

وفيه الفَضْلُ بنُ غَانِمٍ ضعيفٌ ، ولأبي نعيمٍ في " الحلية " : " من قال ذلك في كلِ يومٍ وليلةِ مائتي مرة لم يسألِ اللهَ فيهما حاجةً إلا قضاها " ، وفيه سَلْمٌ الخواص ضعيفٌ ، وقال فيه : " أظنهُ عن عليٍّ " .ا.هـ.

وذكرهُ الحافظُ الذهبي في " الميزانِ " (3/357) عند ترجمةِ َالفَضْلِ بنِ غَانِمٍ وعدهُ من مناكيرهِ .

ونقل الحافظُ ابنُ حجرٍ في " اللسانِ " (4/521) بعد ذكرهِ لكلامِ الحافظِ الذهبي عن الحديثِ : " قال الدارقطني : حدثنا أبي وآخرون قالوا : حدثنا إبراهيمُ به ، وحدث بهِ أبو علي بنُ دوماه في " فوائدهِ " عن أحمدَ بنِ بشيرٍ الطيالسي ، عن الفضلِ بنِ غانمٍ ، وأوردهُ الإمامُ الرافعي في " تاريخِ قزوين " في ترجمةِ " أبي الفتحِ الراشدي من روايتهِ عن محمدِ بن أيوبٍ ، عن المخرمي ، وقال في آخرهِ : قال الفضلُ : " لو رُحل في هذا الحديثِ إلى خراسان لكان قليلاً .

وقال الدارقطني : كلُ من رواهُ عن مالكٍ ضعيفٌ . وأخرجهُ الدارقطني أيضاً عن أبي بكرٍ الشافعي ، عن أبي غانمٍ حميدِ بنِ نافعٍ ، عن الفضلِ بن غانمٍ بهِ " .ا.هـ.

وذكرهُ العلامةُ الألباني في " الضعيفةِ " (7/315 -316 رقم 3310) وقال : " منكرٌ " .

الوقفةُ الرابعةُ :
قولك : " أخي لا تجعل هذه الرسالة تقف في بريدك ، أنشرها لغيرك و تذكر أن لك أجرها و أجر من عمل بها بإذن الله " .

بل أوقفها عندك ، واعمل لها إلغاء من بريدك ، ويممها التنور ، ولا تجعلها تتجاوزك إلى غيرك إلا على سبيلِ التحذيرِ من نشرها .

وبعد هذا البيانِ لا يحقُ للمسلمِ العاقلِ أن ينشرَ مثل هذهِ الأحاديثِ المكذوبةِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، وأنه ينبغي عليه أن يتأكدَ من صحةِ ما يبثُ في المنتدياتِ الحواريةِ من أحاديث لا تثبتُ عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم .

وذكره الدارقطني في " العللِ " (3/106 - 107 رقم 308) وقال : " يروى عن مالكِ بنِ أنسٍ واختلف عنهُ . فرواهُ الفضلُ بنُ غانمٍ عن مالكٍ ، عن جعفرٍ ، عن أبيهِ ، عن جدهِ عن عليٍّ . قال ذلك إبراهيمُ المخرمي . وحميدُ بنُ يونسٍ الزيات عنه .

وخالفهما محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البراءِ فرواهُ عن الفضلِ بنِ غانمٍ ، عن مالكٍ ، عن جعفرٍ ، عن أبيهِ مرسلاً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم .

ورواهُ عمرُ بنُ إبراهيم كردي ، عن الفضلِ بنِ غانمٍ .

وكذلك رواهُ أبو حنيفةَ سَلْمُ بنُ المغيرة ، عن مالكٍ عن جعفرٍ ، عن أبيهِ ، عن جدهِ ، عن علي .

والفضلُ بنُ غانمٍ ليس بالقوي " .ا.هـ.


وقد انتشرت أحاديثُ كثيرةٌ عن طريقِ المنتدياتِ الحواريةِ والبريدِ الإلكتروني ، وتجدون في الرابطِ جملةً منها .

أحاديث وقصص لا تثبتُ انتشرت عبر البريدِ الإلكتروني


كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
أخر مواضيعي
فهد سعود الزهراني غير متواجد حالياً