اعجبني المقـــــــــــــــــــــــــــــــــال
عالجوه بالتي هي أحسن
مصطفى النعمي
حتى اللحظة ما زالت هناك بقايا من دموع وإن جفت، وصراخ وإن خفت، وإحمرار خدود من كثرة اللطم وإن خبا!.
* ثمانية أيام ومازلنا نمارس الرقص على أحزان هزيمتنا أمام كوريا.
* من المؤكد أنه لا يمكن أن تستنسخ تجارب الآخرين، ومن المؤكد أيضا أنك لا تستطيع أن تأتي بسياق الآخرين وفق إمكاناتك، لكنك تستطيع أن تأتي بالنجاح متى ما كان تصالحك مع نفسك يأتي بك متصالحا مع واقعك.
* إن الهزيمة النفسية، التي يحاول البعض أن يسقطها علينا بتأثيرات خارجية، ليست سيناريو جديرون نحن بتقمصه، بقدر ماهو هروب للأمام خوفا من الاعتراف بأخطائنا. متى ما تقمصنا بالشجاعة واعترفنا بخلل ما في (جسم المنتخب)، كان ذلك بداية الفعل (التغييري) الذي يأتي بالمنتخب أكثر حضورا في جنوب أفريقيا.
* كان الأخضر أمامنا يتهادى اضطرابا منذ الدقيقة الأولى لنزال إيران، لكن (صراخا عاطفيا) جعلنا نتجاوز عن عيوبه.
* مرارة الحزن التي عايشناها نهاية الأسبوع الماضي، بأيدينا صنعناها، لم يجن علينا الكوريون أكثر، بقدر ما ساعدناهم بترفعنا عن وضع أصابعنا على مكامن الخلل الفني – التدريبي- الإداري المتضخم في جسم المنتخب.
* مساء الأربعاء الماضي كان بكائيا أكثر من البكاء نفسه، لأننا شركاء أساسيون في هزيمة المنتخب. كان واقع الهزيمة منتظر الحدوث بين لحظة وأخرى.
* هي أزمة فعل تمارس وفق (شخصنة) لا نعرف كيف يأتي هذا اللاعب للمنتخب أو يخرج، أو كيف يمكن لمصاب أن يلعب وسليم يتفرج، أو احتياطي أساسي ونجم يتوسد المقاعد.
* شيء من هذا التناقض يحدث أمام أعيننا، ونمارس معه التشجيع، لعل وعسى، كجزء من حالتنا التي لا نرى للتخطيط فيها أي سبيل للنجاح، كيف يمكن لمنتخب نجومه يكتفون بالمشاهدة من منازلهم واحتياطيوهم يمارسون قهر جمهور توسد الشمس لمشاهدة نزال مسائي، حرق فيه كل سعراته الحرارية من أجل وطن، ليكتشف أن من يمثله (احتياطي) الأندية.
* لكنني سأظل أمعن رأيا اتصلب حوله بأننا قادرون على المشاركة فعلياً في جنوب أفريقيا، وأن الصعوبة هي زادنا الذي نتقوى به.. متى ما استحضرنا روح الوطن التي كانت سبيل نجاتنا في الكثير من المواقف الصعبة، والتي افتقدناها في لقاء كوريا.. حينما غابت الروح ظهر الندب في جسم منتخبنا.
* * *
** للعلم فقط: عاد الشلهوب للاحتياط في لقاء فريقه أمام الاتفاق.. وظهر احتياطي المنتخب كريري، أساسياً في لقاء فريقه أمام الوحدة، إنها إحدى عجائب "الجوهر".
وللعلم فقط أيضا ثلاثي المنتخب عطيف، المرشدي، بشير وفي أول لقاء لأنديتهم بعد عودتهم من المنتخب مارسوا أسلوباً عدوانياً تجاه زملائهم.. ماذا يعني؟
***
* هناك أناس يفتخرون بتغييب عقولهم، ويمارسون تجديفهم حتى إن كانت ضد الحقيقة. أيعقل أن يفرح (مواطن) بهزيمة المنتخب، ظهوره يأتي بحساب ذاتي لكي يكسب "موقعا" هنا، أو يعاد إلى "لجنة" هناك، مع أنه في يوم ما، كان في أكثر من لجنة وأكثر من اجتماع، لكنه فشل في اللجان، وغاب عن الاجتماعات، ليعود متحدثا بملء فيه، عن صناعة الكرة وعن العلم.
* * *
* الاستحقاق الخليجي المتنازع عليه أهلاويا / نصراويا، لا يستحق كل تلك الترسانة الكلامية، والتمويه الإعلامي بغياب في النصر واكتمال الأهلي. فالنصر يوما لم يكسب بالحارثي بل (ريان) هو شاهد على يتيمة النصر (كأس الأمير فيصل بن فهد).. أما الأهلي فمستواه لا يأتي به ثالثا رغم أن البطولة (صفيت على فريقين فقط).
* وأخيرا:
أطفأ التلفزيون.. نظر إليّ وسألني ماذا يعني منتخب؟