حذار من الوقوع في شرك هذا التصرف بعد الاتفاق على النسب والصهر!.
[blink]احذروا هذا الصهر! [/blink]
حذار من الوقوع في شرك هذا التصرف بعد الاتفاق على النسب والصهر!.
عندما يطرق ذلك الرجل بابك، ويطلب شرع الله وسنة رسوله في القرب والاجتماع بابنتك فتسأل عنه ولا تسمع إلا كل خير، ويغريك رزانة منطقه وتصرفه، وتحكمك حسن الظنون فترضى أن يرجع للمخطوبة في الشور ويزورها ويجلس معها ويختلي بها ما دامت زوجته على سنة الله ورسوله ولم يبق إلا الحفل المتفق عليه بين أهليهما، وطقوسه المعروفة للإشهار ومشاركة المعارف والأقارب والأصدقاء ومشاطرة ذويهما الأفراح.
وفي تلك الأثناء يعتمد بعض الأهل على حكمة الاثنين وتعقلهما في تقدير الأمور واستغلال تلك الفترة لتحقيق الاتفاق والوصول للتفاهم وتقريب وجهات النظر، والتعرف على الطباع، وأيضاً التشارك في التحديد وذوق واختيار تفاصيل عش الزوجية الحالم لتخترق تلك التفاصيل مفاجأة ليست على بال ولا خاطر شارك فيها إبليس بإغوائه، وسيطر عليها جرعة حنان ومحبة وشوق وتعلق من الطبيعي أن تتسم بها تلك الفترة، وإذا بالمؤتمن يخون العهد ويقرر أن هذه المخطوبة باتت زوجة شرعية أمام الله وحقوق الزوجية قائمة من حينها فيبني بها على أساس أن البذخ والحفل وما شابه لا علاقة لها بواقع يقول إنها زوجته وكماليات أفكارهم لن تغير في ذلك شيء، فيما قد يكون الأهالي يجدون في بطئ الأعداد لليلة العرس مراعاة للظروف ورغبة في التميز، واحتراماً لذلك الشعور يخفيا عنهم ما حدث، وتسير الإجراءات على ما هي عليه.
وكل ذلك مقبول إلى حد ما ولكن مالا يقبله ضمير ولا منطق أن هذا الذي حدث نفسه وأكد لها أن الفكرة حديث عقل ومنطقية في تحليل دخوله بها يغدو كارهاً ورافضاً، ويغير رأيه ويصبح غير راغب بها بعد أن تمكن منها، وكأنها ليست زوجته كما هو مقتنع وجاهد ليقنعها إلى أن تمم مراده، لأنه قد غلبه أصل التربية والتعليم الذي كان ينهل منه كل سنوات عمره في مجتمع ربى في أبنائه أن المرأة العفيفة الشريفة لا تفرط ولا تلين لأي سبب مهما كان وجيه ومنطقي، وبين قوسين "من الغرابة بمكان أن هناك رجال عندنا ما زالوا يفضلون أن تعافر حتى لو خرج بإصابة حرب دون أن تمكنه من نفسها ليلة قرانهما".
وهناك من لو تطور الزمن وسمحوا بالحديث واللقاء ما دامت لم تنتقل لبيته فعليها أن تتشبث بذات المبادئ، ولا تغفل عن كونه ابن هذه العادات والتقاليد وأصل في جذوره مهما "تمدن".
وبعد أن يحصل ما حصل، إن راعى ضميراً وعقلاً فالحمد لله، والأدهي والأمر إذا لو لاسمح الله حصل له مكروه، أو اختاره ربه قبل الوقت المحدد وذهب تاركا للفتاة عاراً للأسف لن يعذرها فيه العرف بين الناس ولا الأهل، ولازوج جديد عندما يأتي، ولاكلمات حق حللتها له بوجود عقد النكاح الشرعي الصحيح، والطامة الكبرى لو أسفرت وأثمرت تلك العلاقة عن مولود، ولنا أن نتخيل أي حال ومصير سيكون فيه الجميع حتى ذلك الذي لم ير الدنيا بعد.
للشرع كلمة.. وللتقاليد كلمات، وكحل يرضي جميع الأطراف ربما الخلوة الكاملة وترك الحبل على الغارب، والتيسير لا يتناسب مع مواقف حرجة، والاعتدال يغني عنها حتى ولو لأجل خاطر أن تحتفظ ليلة العمر تلك برونقها ونكهتها الخاصة المستمدة من معني يحلي سماء الزوجين عندما يتحقق الحلم باللقاء، واجتماع يبارك فرحته عشرات أو مئات القلوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتبة /مها العبد الرحمن
جريدة الرياض - العدد 14771
|