أيام الحج وعيد النحر في القبيلة
لقد كان له المذاق الخاص قديما ، وذلك لأن أبئنا كانوا يستعدون له مسبقا وربما قبل حلوله بأكثر من شهر
الجميع كان يحب أن يضحي من ابناء القبيلة بالرغم من قلة الموارد وحاجة الناس الآ أن كل فرد يحرص على
توفير الأضحية والعمل على تجهيزها ليومها المعروف
وربما كان الغالب منهم يشتركون في ذبح ثور أو بقره ويجتمعون لذلك يوم العيد وهم في غاية الابتهاج
وقد شاهدتهم وانا صغير وهم مجتمعون من أعمامي وأخوال ابي من آل سعيدان يرحمهم الله جميعا 0
وقد كان مشهدا جميلا فيه من الحب والتلاحم الشيء الكثير ولا يخلو من العمل والمزاح
شاهدتهم وهم يربطون الثور ثم يقيمون مجموعة من الأخشاب تقريبا ثلاثة ويجعلونها واقفة لتعليق النحر عليها
شاهدتهم وهم يتعاونون في توجيه الأضحية نحو القبلة فهذا يمسك بالسكين وآخر بالرقبة وآخر بالرأس وآخر بالاقدام ويثبتونها وهم يذكرون الله حتى تتم عملية الذبح
شاهدتهم وهم يتعاونون جميعا في رفعها بين الخشبات الثلاثة ويسلخونها بحذر حفاظا على الجلد لكي يُستخدم في أمر آخر
شاهدتهم وهم يتوزعون العمل هذا يسلخ وهذا يمسك وهذا يجهز المكان لتقطيع اللحم وهذا يجهز المكان لدق العظام
إلى أجزاء صغيره وهذا يوزع اللحم بالتساوي فينال الرجل من جميع الأطراف ثم يختار كل منهم ما يخصه من الأضحية 0
ليبداء بعد ذلك دور النساء فيقمن بتوزيع اللحم إلىما يُسمى ( طفية ) وينظمونها ويعلقونها بعد تمليحها لتبقى أيام
لعدم وجود أدوات حفظ
ويقمن النساء بعمل ما يُسمى ( الجليم )وهو قطع من اللحم يبقى فترة طويلة بعد تجفيفه ويُصنع منه الطعام في ما بعد والشحم يذاب وتستفيد منه العائلة فيما بعد
هذه العملية تستغرق ساعات من البهجة ومظاهر الفرح وخاصة على الصغار وهم يشاهدون الحدث ويشاركون فيه بدعم من الكبار
لقد كان هذا المشهد في كل قرية وقل من لا يُضحي ويتهادى الناس بينهم ويتزاورن
وبعد ذلك ينتظرون القادم من الحج لمعرفة اخبار الحج والصغار للحصول على هدية الحج (( الحنبص ))
هي ذكريات الحج أحببت أن أدونها ليعرفها من لم يسمع بها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|