عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-12-2008, 08:07 PM
الصورة الرمزية هريري
هريري هريري غير متواجد حالياً

شاعر
 






هريري is on a distinguished road
افتراضي الشاعر مازن دويكات





-1-
على غير عادَتِه
جاءَ يوماً وزارَ البلدْ
وقبَّلنا واحداً .. واحداً
داعَبَ الطِفلَ والشيخَ
والشاةَ والقِطَ والجحشَ
حتى الجنينَ الذي سيصير ولدْ
وبعدَ الولائِمِ ، قالَ لنا
" أنا يا أحباءُ أنتُم
وأنتم أنا
كلنا واحد في جسدْ
فكونوا إذنْ لي سَندْ "
وَسندناه حتى أقاصِي السلالمَ
ثم صَعَدْ
وصِرْنا نُحدِقُ فيه
كبيراً بدا
ويُحدقُ فينا
ظلالاً بدونا ، إلى أنْ قعدْ
ومن يومِها لم ير
من الواقفين أحدْ
2
دوائرُ مغلقةٌ ، وستائرها مسدله
والمديرُ كبيرٌ وضخم
على باب مَكتَبِة الفخمْ
لافتُةُ من حريرٍ تقول
" هنا يستحيلُ الدخول "
هنا غائبٌ في الحضورِ
فلا شغلُ ، لا مشغَلة
والأضابير متربةٌ مهمله
ومهمَتُه أنْ يُعَقِّدَ كلُ الأمورِ
وأن لا يَحُلَ سِوى زرِ بنطالِه
وقميصَ السكرتيرةِ الأرمله
3
يُحدِقُ في الورقِ المتناثر
يَطرحُ
يضربُ
يقْسِمُ
يجمعُ
الطرحُ لا يستقيم
إذا ما تذكَرَّ بَطنَ رفيقَتَه المشرئِبَةِ
نحوَ الأمامْ
ولا الضَربَ أيضاً
إذا ما تذكَرَ "قبقابَ" زوجته
حين تَشتدُ حمّى الخصامْ
ولا القسمةُ الآنَ تنفعُ
فهي تُذكِرُ بالشركاءِ
وأرباحِهم آخرَ العامْ
حدّقَ ثانية
وَحدهَ الجمعُ في مقلتيه إستقام
ولملَم كلَّ الذي في الخزينة
وغادَرَ مَكتَبهَ تحتَ جُنحِ الظَلام
4
يُحدِقُ في الجدولِ الضحلِ
الماءُ مرآتُهُ الخائبةْ
فَرأى في الدوائرِ عُشبَ الحوافْ
وعصفورةً تستحمُ
بماءِ الضِفافْ
جميعُ الصَغائِر هادئةٌ في الزوايا
وواضِحةٌ في سريرِ المرايا
سوى نرجسٍ يكرَهُ الإعترافْ
وأنكرَ صورَتهُ الشاحِبةْ
عَدّلَ الجسَد المتفسِخَ قُدامَ عينيهْ
فارتجفتْ فيه كلُ الخلايا
فلم يتَعرفْ عليه
وقالَ بأن المَرايا هي الكاذِبةْ
ومَضَى ينشُدُ الصدقَ
في صَفحةِ النهرِ عندَ الضُحى
فمحى ما رأى وانتحىِ
وحدَّقَ ثانيةً
ثم قوّس في غَضب حاجبه
حين شاهدَ سبعةَ أوجُهْ
وسبعَ لِحى
فتحسَسَ ما فوقَ رقبتهِ ، ومضى
بعدَ أنْ لعنَ الغَلطةَ الصائِبةَ
ليسَ كالبحرِ يَصدقُ ، قالَ
وأسلمَ قامَتهُ الراقِصَه
لهديرِ خمدْ
وملامِحَه الناقِصه
لِمرايا الزبدْ
وحدّق ثالثةً
ورابعة ثم خامسة
وحتى أقاصِيَ العددْ
فرأى عكسَ ما يشتهي
فانتحى جانبًا وارتعدْ
لم يكنْ في المَرَايا أحدْ
وحدَه كان ، كان الزبدْ

نابلس

مازن دويكات

====

عمّا قليل سأكفُّ عن الأسئلة


على قارعةالليل ِ,بينَ سقفٍ ومصطبةٍ
أصغي لعزيف الحشراتِ المضيئة
قد يكون في هذه الأوكسترا ما هو مفقود وأتمتّعُ بالقبض عليّه
وقد هو يلقي القبض عليّ وهذا هو الأكثر متعة وإدهاشاً.
كأني هاربُ من نزيف كمنجات الحزن ِ في دمي , هناك في ممر حديقةِ الليل
ِ وفوقَ أريكة الريحانِ وتحت سقف العتمة ِ, ثمة قمرٌ صغير ٌ كقبضة الطفل ِ..
قمر ٌ متوهج الضوء ِ, كأوراق الكرمة يلوّح لي : تعال, يا إلهي ما أبعد الطريق بين أنفاسي ومنصة اطلاق حرير الضوء..
قمرٌٍ أبعدُ من الوريد ِوأقربُ من خصر الأرض المرئية من عل ٍ
لا هو قادر على الهبوط ِبمركبة الحنين ِ ولا أنا أقوى على صعود درج الضوء ,
وتلك هي المعضلة.

على قارعة الليل, تشرّدتَ كثيراً
وتصعلكتَ بأناشيدكَ فوق الأرصفة
غنّيتَ لعذابات الوردة الشرسة, للفراشة التي تحتفل بعماها
وعلى زهرة الشوكِ تمعنُ بالرفرفة
وكنتَ تمدّ يدكَ فوق جدار الظلام ِ
تنقرُ على زجاج الحراسة المسنّن,فينبجسُ الضوء لها في الأماكن التي لم تصلها بعد,
أيتها الأحداق الجميلة, ماذا تلمحين خلف الخميلة, حدّقي لاشيء يُرى
والوردة أكبرُ من أن تحتملها حقول المدائنِ وبساتين القرى
ومع ذلك عماك المبجل,طرح سنابله المطفأه
قبل أن تكبر عصافير الحنين, وتتقن فوق الغصون أبجدية الزقزقة
سنبلةٌ واحدة تكفي, تكفي سنبلة

دخلنا على عجلٍ زقاقَ المسراتِ حين ضاقتْ بنا الأزقة
انصبّت علينا مزاريبُ الضحى,أيها البللُ الذهبي, خذْ ماءك من قِرَبِ الحنينِ
دع الروح تحتفل بعيد ميلاد جفافها, دع رعشةَ الأنسجام تشاكشُ اختلافها
هي الآن تلقي على العابرات حريرّ أوصافها
دخلنا على عجل ِ بستان َ الخريف ِ, رايناه بكامل عريه الشفيف ِ
وكانت البحيرة خلف الصور تخلع ضفافها
كما طير الخرافة يخلعُ الأجنحة
ويلقيها على السفوح ِ والمنحدر والمنحنى
ومن سوانا منْ,يصغي للزوبعة في تجليها, منْ !
نحن لم نعدْ نحن, ولا أنتِ .. أنت ِ ولا أنا .. أنا
وتحكُّ الروح َ شفرةُ المقصلة

الكتابُ الأخير ِ يتجولُ في سوقِ الأغلفة
المرأة والوردةُ والعصفورُ أقانيمك الثلاثة
ربما على غفلةٍ يفصلُ التيّار الكهربائي
كمصعد ٍ عالق ٍ به أعمى وأخرسٌ وأصمْ
والمرأةُ والوردةُ والعصفور والأعمى والأخرسُ والأصمُّ
يتجاذبون أطرافَ الليل ِ في مقهى الحداثة
ثلاثةُ على ثلاثة, صفرٌ ملونٌ , وجعٌ مسننُّ
ربما يفصلُ التيّار على غفلة ويفسدُ كلُّ ما في الثلاجة
أيها النص المؤثث بزهورِ دمي, يا فحيح الثعبان ويا نقيق الدجاجة
ليفصل التيار, ما عاد لي بك حاجة
كلّ شيء صالح ٍ للمزبلة

عالٍ جبلُ الخطيئة, ذروتهُ نقرتْ صدرَ القمرْ
ومساربُ سفحهُ الوطيئة,تمردتْ علوّاُ حتّى الأقاصي
توقفْ يا "سيزيف" المختلُّ حبّاُ وعذابات مضيئة
فلو صعدتَ به الذروة,فلن تقبلهُ, ولنْ يقبلها الحجرْ
أنت بينهما محضُ عامل مياومة,وهم يلتهمون أجركَ
اقذفْ الصخرةَ, ولها أن تستقرّ بين أقدام العاطلين عن العملْ
عبثٌ كل هذا الموتُ المعدُّ لكَ بالإبرة وخيوطِ الحريرِ الملونة
وأنْ تحيا دونَ أن تكون أنتَ, عبثٌ يدورُ بتُرس ٍ حوافُهُ مسنّنة
ماذا تريدُ إذنْ! ليسَ لكَ غيرَ هذا البدنْ,وروحٌ في مخلبِ الحزن ِ عالقة
اهبط الأرضَ,فلكَ فيها مستقرٌ إلى حينَ أن تكونْ
وتكون روحُكَ كاملةً مكتملة.

كمْ مرة ستخلعين جلدكِ المرقّطَ أيتها الأفعى الوقورةُ النبيلة
وكرك ِ الرطبُ يطلُّ على كلِّ الغاباتِ من يمينِ الفحيح ِ
إلى يسار ِ عواء الذئابِ, هذا التوازي, نقطةُ وصله ِالرأسُ والذنبْ
تمددك ِ الأفقيُّ ملهاةُ الرمل ِ وتمددك ِ العموديُّ مأساةُ الغبارْ
و من جلدكِ الأملس ِ يحيكُ الثعلب والأرنبُ والمهرجُ قبعاتهم في عيد المساخر ِ
ثلاثُ قبعاتٍ بلا رؤوس,وأفعى الخرافةِ بسبعة ِ رؤوس ٍ
كلُّ رأس ٍ بمهمّتين ِ,مهمّة لكلِّ يوم ٍِ في الأسبوع ِ ومهمّة لكلِّ لون ٍ بقوس ِ قزحْ
مباركٌ لسعكِ الذي يثيرُ حفيظةَ المهرج ِ حتى أقاصي الفرحْ
اليومُ واللونُ مكياجكِ الدمويّ,لا حمّرةً فوقَ الشفاه سوى دم ِ العصفور
ولا وردة في جُرف ِ الضفيرة ِ سوى ريشه الملوّن بالنشيدْ
لا شيءَ هنا لاشيءَ سوى النص القنبلة



ذئبٌ رماديٌّ يعدو في البرية, يُقيّل فوق العتبة
يلحسُ خشبَ الباب ِ بلسان ِ النار ِ
داخلي يرحبُ بهِ كضيف ٍ حسنَ النيّة
وخارجي أغلقَ على ليلَهُ بابَ المكتبة
هو الوقتُ أرجوحةُ منصوبةُ على ذُرى الجبلينْ
أينَ أنتَ بينهما يا غريب الروح أينْ!
الداخلُ ناسكٌ متلفعٌ بعباءةِ البراءة
والخارجُ يلهثُ على الدرجِ اللولبي وصولاً لأريكة القراءة
أيها الذئبُ الرماديً دعني وحدي أحاول جهدي لألعنكَ كما تقتضي الضيافة
عدْ اليّ مرة أخرى, ربما يلتقي خارجي وداخلي في ممرّ الثقافة
وتنتهي هذه المهزلة

بركانُ آدم َ في ضلعة الأيمن, حنانُ آدمَ في ضلعة الأيسرْ
من أينَ خرجّت ِ إذنْ أيتها السحابةٌ/ القطّرُ/ البذرة/ البرعمُ /الوردة /ُ المرأة !
وكيفَ تشكّل قابيلُ وآلهُ الجريمةِ في يدة كبيرقٍ آثم!
وهابيلُ في مقلتيه بحيرتان من عسل ٍ للشمال ِ والجنوب ِ
وعلى أيّ صيغة كونية تقاسم يوسفُ وأخوته إرث هذه السلالة!
كم مرة منحهم سنبلةَ الروح وهم سرقوا جِماله وجَماله
أيها الزبدُ الجريحُ الطافي على سطح البحيرة
هنا الأعشاب تتدثرُ بروث الطيور ِ المريضة
هنا منجل الحصّادين بلا طقم ِ أسنانَ كمشط ِ أصلع ِيرى في المرآة غيره
لنا بركانُ أدمَ ولهم حنانهُ النبوي
وعلى هابيل أن يباركَ مقتّله

الغيابُ نعمةُ الروح ِ ونقمةُ القلب ِ
والحضورُ نعمةُ القلب ِ ونقمةُ الروحْ
تلاميذُ سقطوا أمواتاً في صحن ِ العشاء ِ الأخيرْ
ولم يبق منهم سوى "يهوذا" وفحيحُ عواء ِ الديكْ
التوازي أفقٌ صادق ٌ في امتداده وكاذبٌ في انعطافه الوهميّ نحو التماسْ
سنخرجُ حتى أقاصي ما تجمّع في قعر هذا السفح. والحواسْ
شقةٌ مفروشةٌ برسم ِ البيع ِ أو الأيجارِ إن كان السعرُ مغرياً
منْ أي شجرة هذا الخشب الذي يتشهى مسامير يديك في عرس ِ الصلب ِ
الغيابُ يرفلُ في قميصَ "أورشليم" والحضورُ يؤثثُ عريَهُ حريرُ غلالة "يبوسْ"
لا أحدٌ في أزقة هذه المدينة يصغي, لا أحدْ
سوى دمعة البتول ِ في زقاق ِِ الجُلجُلة

كوطن ٍ بلا وطن, وكعزيف الكمنجات في أذن ِ "بيتهوفن"
كثبات الماء في ثقوبِ أرض ٍ الينبوع,و كعسل الفلفل ِ في الدموعْ
ألمحُ الجسرَ الذي تحطّم بيني وبين ّ "أناي" وكنتُ فوقَ الركام سواي
كنتُ الأزرقَ المتفلتَ من أصابع المدار.. الأخضرَ الهاربَ من الحقول ِ
كنتَ الضددَ والنقيضَ في انسجام ِ الحب ِ المريضْ
منْ يعيدَ إنتاجَ ماكانَ.. يضفّر من المعدن ِ الترابيّ زهرةَ الكهرمانْ
ومن الترابِ المعدنيِّ خاتمَ الرمّانْ
منْ يا أختي الحقيقةُ... يا أمي الذابلةُ في عنقود الدالية
يا أبي المشرّدُ بأسبوعَ قوس قزح ٍ في السماءِ العالية !
تلكم عائلتي وسلالتي ودلالتي وإحالتي
عمّا قليل سأكفُّ عن الأسئلة

على درج ِ الماء ِ, تهبطُ الخطى فوقَ بعضها
تصبحُ في قعر ِ البحيرة ِ الطحلبيِّ خطوة واحدة
لا وصولَ هنا, لاشيئَ تذهبُ إليةِ سوى الرغبة في الذهابْ
أيتها الأدراجُ والأعتابُ والأبواب, كوني موصدة حتى أقاصي الغيابْ
ربما ينبجسُ شيءٌ ما من الأعالي ,يشبهُ ما تشتهيه الكروم ُ
يشبهُ ما يحنُّ له عطشُ الترابْ
على درج ِ الماء ِ تصعدُ البذورُ وتهبطُ الأزهارُ والأعشابْ
شعاعُ القمرِ الصغير ِ يهبطُ...ضوءُ الشمس ِ النحيل ِ يهبطُ
والليلُ والنهارُ , كلّ شيئ على درج ِ الماء ِ يهبطُ
ودرجُ الماء ِ محضُ سرابْ
يا إلهي.. من أيّ طين ِ هذه السلسلة !

آن لي أن أخرجُ من باب ِ السردٍ دونَ طعنة ِ أو إصابة
قلتُ أني مريضُ حتى أقاصي "صيدلية" الأبجدية
وأني مصابُ بحواسي الخمس ِوعلّتي: داءِ الكتابة
سريري نجرّتهُ من خشب المفردةِ , آه ِ أيتها الأوردة
اسعفيني بالمداد, فأمامي لا ينتهي بعمرين من النقش ِ في حجر ِ الوردْ
سأخرجُ من باب ِ الشعر ِلأدخل ثانيةً ممرات السردْ
ما أبعد الطريق ما أقرب الوصولْ, هنا الخروجُ هو الدخولْ
هنا أنتَ وحدكَ والكونُ أمامكَ في صحنِ المائدة
فاحملْ الشوكةَ والسكيين واغرزهما بين قلبك ِ وروحك ِ
هنا طعامك ِ لنْ يتسنّى ولن تدخلهُ الخميرةُ الفاسدة
وكنْ أنتَ.. أنتَ ولا تنحني للمرحلة

28-10-2008

مازن دويكات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

---
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة هريري ; 18-12-2008 الساعة 11:11 AM.
رد مع اقتباس