[الفقار]

عندما شاهدت مقتطفات من التجمع القبلي في أم رقيبة شعرت في داخل نفسي بالحقد والكراهية على (( كليب بن وائل ))على فعلته النكراء عندما قتل ناقة ( البسوس ) لأنها رعت في الحمى ولم يقدر قيمة تلك الناقة ، كما أنني قدرت ذلك الرهط من ربيعة ومضر عندما خرجوا لحماية الجمل (( علال )) من بطش جساس بن مرة الباحث عن ثأر الناقة
وقلت في نفسي الناقة والجمل كانا سببا في حرب الأربعين سنة وتأخر العرب قبل إسلامها بسنوات ، فما أظهره فرسان الحرب من شجاعة كان يكفي لإبادة الفرس والروم أنذاك وصناعة الدولة العربية 0

واليوم والعالم يتسابق نحو الانجازات حتى الدول التي تثير سخرية شبابنا تتقدم وترقى ونحن نجمع حشودنا السنوية في ( أم رقيبة ) لنستعرض قوتنا في الحرب ونأسس حضارة ستوصلنا إلى مصاف الدول المنتجة
فأي شباب سنربي وأي قوة سنستعرض وأي حضارة سنبني وكل جهودنا تنصب حول الناقة والبعير ،
ومما زاد تشنجي مما رأيته تلك الرعاية الكريمة للدولة وكأننا نقول لمن نعمل على تعليمهم وتربيتهم عودوا إلى الوراء الآف السنين
نحن نبحث عن حب الظهور حتى وإن كان ذلك يثير سخرية العالم منا، نعم سخرية العالم فموسوعة الأرقام القياسية سترصد كل براءة اختراع للبارزين من شباب كل دولة تسعى إلى التطوروالرقي وستضعنا جنبا إلى جنب مع تلك الأسماء الرنانة لأننا نلنا السبق في أكبر تجمع ورعاية للحيوانات الأليفة
إن كنا نسخر ممن يعبد البقرة فقد قال أحد مرتادي أم رقيبة في وسيلة إعلامية أمام الملا بأن من يصدم بسيارته الناقة يُفترض أن ينال عقوبة القصاص فالناقة قد تصل إلى ضعف دية الإنسان أين التوحيد والعبودية ؟

لن نتطور و لن نتغير وهذا جل تفكيرنا فقد كان بالإمكان من أن نجعل من أم رقيبة مركزا للصناعات السعودية رعايتها وتطويرها بدلا من أن نجعل منها طريقا إلى التخلف والرجعية