صحيت ذات يوم في صباح جميل .. أراهـ كذلك ويراهـ الغير أيضاً ..
فهل كان جميل فعلاً؟ ..
صحوت بإزعاج من الشوارع المجاورة لي وزحمة السير الحاصلة بها
مابيت صوت ((
البواري )) وأصوات ضجيج ((
الكفر )) ..
((
أصبحنــــــــا وأصبــــح المــــلك لله )),,
فتحت
الدريشة ((
وهي الشباك بمفهوم المدينة التي أسكنها .. مع عدم تقبلي لها ))
كعادتي عندما أصحى يصاحبني الكسل متأملاً أن أرى تلك الشمس التي طالما حلمت
أن أراها كل صباح .. لأتفاجأ وكصباح كل يوم وبمنظر مكرر ألا وهو ذلك المنزل المجاور
الذي غطى علي جمال شمس الصباح حتى أحرمني أيضاً منظر جمال السماء المكتسية بجمال تلك الغيوم
المنتثرة بها ..
أنتقلت لأفتح ((
دريشة )) أخرى لأرى نفس المنظر , منازل متجاورة متلاصقة مع إختلاف في تصميم تلك
المنازل . تغطي عني كل جمال الطبيعة ..
لم يعد الأمر يهمني فقد مللت هذا المنوال كل صباح .
فتحت جهازي المحمول وكعادتي كل ما أصحوا أتشوق لمنزلي الثاني
((
منتدى أحفاد الصحابة والملوك – منتدى زهران )) وأدخله فهو من يجمعني
بإخواني , تجولت في أقسامه .. حتى وقفت قليلاً في إحدى الأقسام
((
السياحة والرحلات في زهــــــــــران ))
لأتأمل بعض المناظر التي كنت أحلم أن أرها في صباحي هذا مع هذهـ ((
الدريشة ))
سرقني الوقت بينما أنا مازلت متأملاً هذهـ المناظر الجميله ,,
حتى غلبني الجوع !!!
لأمـــسك بالهاتف الخلوي وأقلب في مجموعة من أرقام بعض المطاعم المتواجدة عندي
حتى وجدت المطعم المناسب وقمت بالطلب منه وجبة فطار ..
أقفلت الهاتف ,,,
وأستمرت مغازلتي لهذه الطبيعة الجميلــــــة في زهران الحبيبــــــة ,,
حتى رن الجرس !!
وإذا به عامل التوصيل وفي يدة وجبة الإفطار التي طلبتها ..
أخذت طلبي وأعطيته الحساب ..
الإ أنه بقي يناظرني وكأنه يقول ((
مافي بخشيش ))
لم يكن مزاجي متناسباً مع هذا الوضع حتى شكرته وأقفلت الباب ,
أخذت الإفطار .. ووضعته أمامي وقربت ثلاجة الشاهي و((
البيالة ))
((
أيضاً البيالة مفهوم أخر للفنجال ولكن بمفهوم المدينة التي أسكنها وليس بمفهومي ))
سكبت لنفسي
بيالة شاهي .. وفردت وجبة الفطار ..
وضعتها أمامي ومازلت أعيش عالم الغزل مع طبيعة بلادي ..
لم أتناول ذلك الفطار ولم يروق لي شاهي الثلاجة ..
فبقيت على مكتبي حتى غلبني النوم ..
وجهازي في وضع التشغيل
وإسمي من ضمن المتواجدين في منتدى زهران ..
بينما كنت أغط في سبات عمـــــــيق !!!
صحوت مرة أخرى ولكن هذه المرة ليست على أصوات الشوارع الممتلئة بزحمة السير
فقد كان صباحي هذا يُصحيني على أصوات تلك
العصافير التي تُغازل هذا الصباح ويُغازلها بجماله وإشراقته ,,
صحوت بكامل نشاطي لأفتح ((
النافذة – الشباك – الطاقة ))
ولم تكن ((
الدريشة )) هذه المرة فقد أختلف المكان .
لأرى تلك الشمس في كبد السماء محاطة بجمال الغيوم وتلك الشجرة المتوسطة لذلك الجبل المتفيئ
بظلال أشجاره .
لم أستطع أن أُغمض عيني لما رأيت من جمال الطبيعة ..تنقلت من نافذة لأخرى وإذا بي أرى تنوع المنظر فكل منظر يحكي جمالة الخاص به
اُعيد تصويري من جديد في منظر هذه الطبيعة لأقف عند تلك النافذة مغازلاً ومتأملا منظر
ذلك العصفور على تلك الشجرة الجميلة ..
ينظر إلي مبتسماً وكأنه يقول ((
أسعد الله صباحك بكل خير ))
بقيت كما أنا متأملاً فلم أستطع التنحي عن تلك النافذة وأنا أُغازل الطبيعة
وأُناظر تلك الشمس وهي تغازل تلك الزهور بسطوع ضوئها ..
..
شممثُ رائحة جميلة وكأنني أرى في غرفتي ضوء أسطع من ضوء الشمس
التفت وإذا بها
أُمي 
قادمة الي بنور وجهها الذي غطى على نور الشمس
ورائحتها التي أكتسبت الزهور منها ,,
حاملة بيدها ((
خــــــبزة وسمّـــن .. وبراد شاهي ))
وضعتة أمامي وبقية تناظرني وكأنها تقول .. ((
مافي بخشيش ))
فهمت مقصدها وسرعان ما وقفت لأقبل رأسها ..
وإذا بها تبتـــــــــــسم لتقــــــــــــــول لي :-
بالهنــــــــــــاء والعافيــــــــــــــــــــة ,,’’’’’’’
هذا وكل عام وأنتم بألف خير ..
وتقبلوا خالص تحيات ومودة
أخوكــــــــــــم
العــ أبوصالح ــقيد ..
عبدالله الزهــــــــــــراني ,,,,,