[فيصل فيصلي]

على الشارع العام وبجوار مطعم المئة عام تجدون محلا كثيرا ما أسال اللعاب واختلط فيه السكر بالرضاب,إنه محل "حلويات تركيا"..ويعد محجة لأمثالي من عشاق الكنافة بالقشطة البلدي ...
فهو لي كالحانات لطرفة بن العبد حينما يقول:
وإن تبغني في حلقة القوم تلقني...وإن تقتنصني في الحوانيت تصطد

إلا أن ماحدث معي أمس سيحدث تغيرا جذريا في علاقتي مع كنافة "حلويات تركيا" لن تقل في أبعادها الإسترتيجية عن التغير الذي أصاب علاقة مصر بالدول العربية بعد معاهدة"كامب ديفيد"...
نعم قررت القطيعة التامة والإكتفاء الذاتي بماتجود به حرمنا المصون..فإن لم أضمن أن آكل من يديها كنافة بالقشطة في جودة مايحوسه أولئك "المحترفين" فاني سأضمن أن آكل الأنظف ...

..(نسيت أن أخبركم أن القشطة التي تسربل الكنافة منتهية الصلاحية وكان أول من اختبرها ابنتي ذات السنتين فهي كالعادة أول من يرحب بي حين أعود للمنزل فأعطيتها قطعة من تلك الكنافة والتي سببت لها الطراش من اول ملعقة؟؟؟؟) والحقيقة أني لست ممن يسكت عن مثل هذه الطريقة القذرة في خداع الزبائن,خاصة أن ضحكات ذلك التركي الخبيث تطاردني في خيالي...لكني أعرف أن الشكوى لفرع التجارة أو البلدية لن تصلح الحال..فغمزة عين من التركي مع صحن بسبوسة ستنهي أي إشكال؟؟

وبرغم ماعندنا من إمكانيات وفرتها الدولة إلا أن إخلاص الموظفين..وعلى رأسهم الوزراء ..شبه معدوم ,حتى أني أضفت للمستحيلات الثلاثة المذكورة عند العرب مستحيلا رابعا وهو "الموظف المخلص والفاعل إلى جانب العنقاء والغول والخل الوفي"
وسلامتكم.