[الفقار]

منذ بداية هذا القرن ونحن نتداول المصطلحات التربوية في كل مؤسساتنا،
ولو قمنا بإعداد إحصائية عن أكثر العلوم التي نالت اهتمامنا في تلك الفترة من حيث
عدد المقالات المكتوبه والكتب والمنشورات والدراسات والتركيز الإعلامي لوجدنا بأن كتب التربية تصدرت ذلك

ومع ذلك فإن الفترة السابقة شهدت أكبر خلل مر علينا في الجانب التربوي ، ولو فكرنا في ذلك الأمر كثيرا لوجدنا
تركيزنا على الجانب النظري فقط دون أقل اهتمام بالجانب العملي
نحن نعلم أبنائنا طريقة استخدام كل تقنية استخداما ظاهريا دون المطالبة بالتعمق في مجالاتها العملية ولذلك يتوقف التعامل مع الأجهزة بمجرد الخلل
نجح أبائنا واجدادنا بالرغم من أميتهم في التربية العملية فقد كان الأب يحرص على التعليم وأيضا يعلم ابنائه طرق الزراعة والرعي وكافة جوانب الحياه فلم يجد أبنائهم صعوبة في البحث عن سبل العيش في سن مبكر جدا

لقد لفت نظري ذلك الأب الشامي الذي يعمل في ورشة إصلاح سيارات وهو يصطحب أبنائه المتفوقين دراسيا معه في الاجازات القصيرة والطويلة للعمل في الورشة وعندما سألته عن السبب مبديا نظرياتي التربوية قال أعلمه صنعة يكسب منها رزقه فقد لا يجد فرصته في التعليم
منظور جميل نفتقده جميعا ولذلك ظهرت البطالة بين أبنائنا ، نحن نريد أن يكون أبنائنا أطباء ومهندسين
وظباط ومعلمين ومدراء دوائر حكومية فقط
إن حياتنا تتطلب إلى عمل واهتمام بكل جوانبه والبعد عن التنظير التربوي الذي قد لا يجد له مكانا على أرض الواقع