
[/align]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]يا زهرةَ الروضِ المنمنمِ بالنّدَى = يا طائراً مَلَّ السكوتَ فأنشدا
يا أيها الغيمُ الذي لمْ يمتَشَقْ = سيفاً ولمْ يبكِ عليّ تَجَلُّدَا
أيْقَظْتُمُ فيّ الهَوَى فَتَمَرَّدَا = وطَفقْتُ أسْتَجْدِي الغَرَامَ مُجَدَّدَا
وأتيتُ قلباً غارقاً في نومهِ = أيقظْتُهُ مِنْ نَومِهِ فَتَنَهَّدَا
واستيقظتْ منهُ مشاعرُ خِلْتُهَا = ماتتْ فعادَ وبالقديمِ مُغَرِّّدَا
ومضى لِنَجْدٍ بعدَمَا دَبَّ الهوى = فيهِ يسابقُ ظلّهُ كي يَسَعَدَا
أوَ مَا دَرَى أنّيْ حِجَازِيُّ الهوى = أصبحتُ ، إذْ تركَ الحجازَ وأنجَدَا
فدفعتهُ للبعدِ يُثني عزمهُ = وتركتهُ للوقتِ يسقيهِ الرَّدَى
فإذا بهِ والبعدُ يُوري عزمهُ = فتراهُ نجماً ساطعاً متوقّدَا
متبسّماً والبينُ يخفي ظلّه = والوقتُ يأمرهُ بِأنْ يتجلّدَا
ما كانَ لي فيما تخيّرَ مِنْ يَدٍ = ولهُ أيادٍ فيّ تمضي كالمدَى
يا أيها الروضُ الموشّى إنّني = سوّرتُ نفسي بالظلامِ وبالعِدَى
وأحطتُ نفسي بالحروفِ فقيّدتْ = ما لمْ يكنْ مِنْ قبل فيّ مقيّدَا
وزرعتُ نفسي بالحنينِ فأطلعتْ = كالروضِ زهراً بالخريفِ مهدّدَا
ما الحبُّ إلاّ كذبةٌ فيما أرى= والوصلُ إلاّ موردٌ لنْ يُورَدَا
دربٌ مِن الآلامِ يسلكهُ الذي = قدْ ضَلَّ في دربِ الحياةِ ولا اهتدَى
ما إنْ سلكتُ طريقهُ حتى غدَا = الواصلونَ زيارتي ليَ عُوّدا
أو شامتينَ بأنّ شَعْرِي أبيضٌ = وبياضُ وجهي قد تحوّلَ أسوَدَا
قدْ كنتُ في منأى فصرتُ لرميهمْ = غرَضاً على مرمى السهامِ مُشيّدا
وخَرَائدٌ أهديتهنَّ مشاعري = فأخذْنَهَا وصَدَدْنَ عنّي جُحّدَا
لو كنتُ أدري ما منحتُ قصائدي = إلاّ غزالاً في حمايَ مُصَفّدَا
ولَمَا نثرتُ على الرياضِ سحائبي = فتورّدتْ ألوانهنَّ تورّدَا
وتركتُ هامات الحروفِ أجلّها = ما بينَ أوراقِ الأزاهرِ سُجّدَا
ولَمَا جعلتُ البحرَ يُخرِجُ دُرَّهُ = فتراهُ في أعناقهنَّ مُنَضَّدَا
ولَمَا طلبتُ الشِّعْرَ في قممِ الذُرى = فتسلّقتْ أنهارهُ لي رُفّدَا
فأتى إليّ يمدني بضيائهِ = فأضأتُ ليلاً حالكاً متجدّدَا
ولقدْ جنيتُ على الحروفِ وليتني = لم أجن ِذنباً ، مَنْ سينقذني غَدَا ؟
لَكنَّ عذري أنّني لكِ عاشقٌ = يا ذاتَ حسنٌ بالجمالِ تفرّدَا
والشِّعْرُ يعذرُ مَنْ تَعَشّقَ زهرةً = وأذابَ جيّدهُ بها والأجْوَدَا
خرائد : جمع خَرِيدَة [/grade]، والخريدة من النساء البكر التي لم تُمْسَسْ قط.[/
قصيدة الشاعر الحجازي المبدع ((خالد))