جــــاءني باسِـــماً مُبشـِّــــِراً !!
قدرُنا أنّا أتينا للحياة طوعاً لا خيار لنا ( جنساً ، موطناً ، هيئةً ، نصيباً ، رزقاً ... الــخ ) ، ، وعظيم إيماننا بالله أنّا سلمنا أمرنا لهذا القدر موقنين به غير معترضين
تعترينا من حين لآخر حالاتٌ من اليأس ، ونقنع ـ ربما ـ بأنّا وحدنا من لا تسير لهم الحياة وفق ما يشتهون
أمانينا وأحلامنا عظام جسام تظاهي الرواسي الشاهقات .. وعزائمنا قد لا تقل عنها قدراً ..
غير أن شيئاً من القدر لا حكم لنا عليه يقف سداً منيعاً دونها ، فنراه رفيقاً ملازماً لسوانا ، مجافياً جافلاً شروداً عنا .. نحاول الكرة تتلوها الكرة أن نطوّعه ليمنحنا شيئاً من هباته وبصيص أملٍ في أن الحياة ستمضي للأفضل وما نطمح ..
لكنه يصرُّ إلا أن يقف منا موقف الخصم والحكم ، وفي أحلك الظروف وأصعبها ..
آآآآآآآآآآهٍ يا " حظ " كم أنت قاسٍ بأحكامك ومواقفك .. !!
وكم أنت بخيلٌ بعطاءك وهباتك ..
لا اعتراض ـ لعمري ـ على نصيبٍ وقدرٍ كتبهما الله ..
غير أنّ حالي كربانٍ ما فتيء يصارع لُجاج بحورٍ ( غادره ) .. أو تائهٍ يهيم في رمضاء قفارٍ ( لاهبة ) يطرد فيها من الحظ سراباً ، علّه يأتي يوماً ليرتب على كتفيه هامساً :
إنعم وسُرّ يا فتى ..فهئنذا جئتك مطواعاً مجيباً .. وسأكون رفيق دربك الدائم .. وستكون ومنذ اللحظة في دنيا " المحظوظين " .. " ملك "
لحظةٌ سعيدة بلا شك .. وقد باعدتها ولم أتصور يوماً أن أحظى بها .. غير أنها جائتني زائرة مبشرة .. تزعم أنْ ساقها الشوق إليّ وان مكوثها سيطول .. صيرتني أكثر الناس سروراً وأهناهم فرحاً
كِدتُّ لا أصدق ما تراه عينيّ .. فجأةً .. تلقفني " الحظ " في أحضانه ، غمرني بدفئه ، منحني الأمان والإطمئنان ، صيّر حيرتي ثقة ، وحزني بهجة ، عاتبته ، جادلته : ( لما أبيت طيلة فارط أيامي أن تكون مؤنسي ورفيقي ، لما قسوت عليّ في وقتٍ كنت فيه بأمس الحاجة إليك ، لما .. ولما .. ولما .... ؟؟ ) ........... أجاب باسماً ضاحكاً :
إنعم وسُرّ يا فتى ..فهئنذا جئتك مطواعاً مجيباً .. وسأكون رفيق دربك الدائم .. وستكون ومنذ اللحظة في دنيا " المحظوظين " .. " ملك "
صعقتني الدهشة .. كأني بذي الكلمات وقد مرَّت يوماً في مخيلتي ..
أعاد ما قال .. لكن ذي المرة ساخراً متهكماً .. قالها .. ثم أفل ..
فصحـــــــــوت من غفوتـــــــي ..
آآآآآآآآآآآآآآآآهٍ .. ما أجمله من حُلم .. هو زاد كل فقير حظٍ في هذه الدنيا ، لنحُلم ولنبنِ من أمانينا صروحاً ، ولندع للقدر وللحظ ولمشيئة الله قبلهما الحكم والإختيار ..
قفلة :
إنّ حظي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه .. ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ أجمعوه
==
تحياتي للجميع
العدواني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|