عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-12-2008, 01:01 AM
الصورة الرمزية العندليب
العندليب العندليب غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






العندليب is on a distinguished road
افتراضي ..أيُهُمَــــــا ستَخّتــــــــار ... ؟



اليكم صورة لهذا المنزل الرائع والجميل في نظر الجميع ولا أعتقد
بأن هناك من يختلف معي .. ولكن هذا الجمال من الخارج فقط ..


لننظر الى هذا المنزل من الداخل ونحاول أن نطلع إلى الحياة المُعاشة بالداخل ..

رب البيت وصاحب هذا المنزل ..
رجل ليس له من الوقت شئ ليجلس قليلاً مع عائلتة ..
يصارع هذه الحياة طلباً للرزق لم يفرق بين حلال عن حرام
فالأهم هو أن يكسب المال بأي طريقة كانت ,,
منشغل دائما عن عائلتة ولا يكون متواجد بالمنزل إلا وقت النوم
لم يُفكر يوماً بأن الحياة فانية .. ليبقى ساعياً خلف الثراء ..

هذا المنزل ملئ بالخدم والحشم .. فهل تظنوا بأن ساكِنِه في راحة ..

ربت المنزل .. الأم ..
لديها أطفالاً صغار ولكنها وكلت المهمة لتلك المربية حتى الأطفال ينطقون لها ياماما
أيضاً هي أشبة برب المنزل فهي لاتقل عنه في الخروج من المنزل مع سائقها الخاص ..

الأبناء .. مجموعة من الإخوة في هذا المنزل ولكنهم أشبة بالإخوة
فكل له ميولة ورغباته لم يجدوا الرقيب الذي يحاسبهم ..
فمنهم من ترك دراسته ومنهم من وصل به الحد الى الإدمان
ومع الأسف مازال الرقيب في هذا البيت غائباً عنهم
بل لا يهتم لذلك فترك الحرية المطلقة لك شخص منهم ..

وهنا عدد من الإناث أيضاً كل منهن على حدة تمارس ميولها في غرفتها
فجميع وسائل الترفية والتي هي أشبة بوسائل التدمير في هذا البيت متواجد
أجهزة الحاسب القنوات الفاضحة ..
وهناك فتاة في غرفتها تعاني من مرض مستعصي لها مايقارب الشهر مستلقية على سريرها
لم يجد الأب الوقت لإنقاذها من الموت فهو مازال مشغول بجمع المال
فتباً لك أيها المال ..
يالهذه الإبنة المسكينة لم تجد الرعاية سوا من الخادمة في البيت
في التي تحظر لها الطعام بشكل يومي حتى أن أخواتها لم يعطوها القليل من الوقت لمواساتها


يالهذه الحياة ’’’’






في المقابل هذا المنزل الأشبة بالمهجور من الداخل والذي ينظر اليه أصحاب التعالي بنظرة الم وحسرة
مع ان الألم والحسرة بعيدة كل البعد عنه ..


الأب .. يذهب صباحاً لطلب الرزق ليعول هذه الأسرة المتواضعة
الإبتسامة لاتفارق أصحاب هذا البيت ..ففي الليل يجتمعون تتوسطهم القهوة ..
وتارت الأب يسأل أبناءة عن دراستهم ..
وتارة الأم تسأل بناتها ..
يقضون بعض الأوقات خارج المنزل سوياً ..
يعودون الى المنزل وهم في كامل سعادتهم ..
الأب يطلب من أبنة جلب بعض الأغراض للمنزل ..
فيُجيب الأبن سمعاً وطاعة ..
وفي المقابل بناته يتسابقون الى المطبخ وكل منهما تريد تحضير الطعام لهذا اليوم ..

ليبقى الأم والأب يتبادلون الإبتسامه فخورين بأبنائهم الذين يعتمدون عليهم في كل شئ ..
يناقشون متطلباتهم المتواضعه ..

فكل طموح الأبناء أن يحصلوا على وظيفة ليُساعدوا أباهم في متطلبات المنزل

فجأة أحدى البنات تصرخ أمي تعالي شوفي بنتك هذي تبغى تسوي الشاهي واليوم
أنا المسئولة عن المطبخ ..
الأب ينظر الى زوجته مبتسماً ..
وينادي أبنته .. خلاص حبيبتي بكرة عليك ..
البنت أبوية أنا ما أبغى اطبخ بس أبغى أساعدها وبكرة هي تساعدني ,,
خلاص طيب طيب ..
الأم تنظر الى أحد أبناءها ..
ياولدي أبغاك بكرة توديني السوق ..
ليقفز الأبن الثاني ليقول أنا يا أمي بوديك هو وداك الأسبوع اللي راح ..

الأم .. خلاص طيب تودوني الأثنين وبناخذ أخواتكم معنا ..
والأب .. أنا ليه ماتاخذوني ,,
الأم خلاص نروح كلنا السوق .. وبعدها نطلع الى احد المنتزهات ..
الجميع وبصوت واحد صراخ مع إبتسامه مع تصفيق ..

لتبقى السعادة أحد دعائم هذا البيت ...
فما أجمل هذه الحياة ,,


......................

نجد بجانب المنزل الأول مسبح قد يغرق به الكثير ..
وبجانب المنزل الثاني شجرة يتنفس منها الكثير ...

فأقنع يا أبن أدم بما أنت فيه .. فربما تكون في نعمة يحسدك عليها الكثير ..


فكم من غني شقي ..
وكم من فقير سعيد ..



هنا السؤال :
لو خيروك أي المنزلين تختار ؟

.....




أختم حديثي.. بقول رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " اسْتَعِينُوا عَلَى أُمُورِكُمْ بِالْكِتْمَانِ ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ "


..
..
..
..
..
..
..
..
ليس المُهم الأسلوب .. فالأهم من ذلك المعنى ..

للجميع فائق تحياتي ,,
..
..
..
..

عبدالله الزهراني ,,,,

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس