المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جبل منور
[align=center]ليس المال وحده هو الذي يجلب السعادة، فكم من غني شقي، وغني تعيس في الدنيا،لأنه لا يعرف كيف يسيِّر حياته على الصورة المثلى. فالبيت البسيط الهادئ أفضل من البيت الذي تملأه الصور الحائطية والزرابي والأرائك وغيرها. وإن قناعة الأبناء لدى الناس البسطاء تكمن بتوفر الضروري قال العرب قديما "القناعة كنز لا يفنى"، وهو مبدأ غاية في الأهمية، عندما رأوا أن الشخص كلما ازداد شأنه وارتفع قدره لا ينظر خلفه أبدا، وما يلبث يريد المزيد المزيد، ولعلاج هذا المرض النفسي، وجد الناس أن الحل الأمثل هو القناعة بما تيسر ودام، خير من التمسك بما لا يدوم، أو بما لا طائل من ورائه. وقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: {لو كان لابن آدم وأديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب} رواه البخاري ومسلم. وليس معنى هذا أن الإنسان يستسلم ويرضخ للحالة التي وجد عليها، وإنما القناعة تعني رضا الإنسان بنفسه وبقدراته وإمكاناته، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: {قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه} رواه مسلم. فالمطلوب من الفقير ألا يبقى مكتوف اليدين، قائلا إنه راضٍ بقضاء الله وقدره في فقره، وإنما عليه أن يعمل جاهدا للخروج من بوتقة الفقر إلى حد الكفاية، وهذا مطلب إلهي قبل أن يكون مطلب الشخص الفقير نفسه، مع الوضع في الحسبان أن الأرزاق بيد الله، وهو ما تبين في الحديث السابق، إذ فسر العلماء الكفاف بالذي لا يزيد على قدر الحاجة . فالقناعة تتمثل في طلب الضروري والاستغناء عن الكماليات، بالتحديد الواضح لضروريات الحياة الأسرية لتوفيرها قدر الإمكان، مع الموازنة بين الضروريات نفسها أعتقد أنك الآن بعد هذا الرد أنك ستعلم إلى أي بيت ألجأ أخي العــ أبوصالح ــقيد بارك الله فيك كعادتك تجعلنا نتطلع إلى المزيد من الأطروحات التي دائما تعود بالفائده لك أرق التحايا [/align]