عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-12-2008, 04:53 AM
ريتاج العطاوي ريتاج العطاوي غير متواجد حالياً
 






ريتاج العطاوي is on a distinguished road
افتراضي خطوة نودع بها وخطوة نستقبل بها (كل عام والجميع بصحة وعافية)

[align=center]انتهى عام و سيطل علينا عام جديد , مودعين ومستقبلين، مودعين موسماً كاملاً أودعنا فيه ماشاء الله أن نودع، فخزائن بعضنا ملأى بما هو له، وخزائن بعضنا ملأى بما هو عليه، لا إله إلا الله، يخلق ما يشاء ويختار، وما ربك بظلام للعبيد .

وهذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الآخرة، يباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء.
نسير إلى الآجال في كل لحظة وأعمارنا تطوى وهنَّ مراحل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيـام وهن قـــــلائــل


معاشر المسلمين: أزف إليكم رحيل هذا العام، فها هو يطوي بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله (وكل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها)، عام كامل، تصرمت أيامه وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين جنبيه حِكماً وعبراً، وأحداثاً وعظات، لا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس، ولا إله إلا الله كم سعد فيه من آخرين؟ لا إله إلا الله كم من طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، وكم من متأهل قد تأيم؟ لا إله إلا الله كم من مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب قد توارى، لا إله إلا الله كم من أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم، لا إله إلا الله دار تفرح بمولود، وأخرى تعزى بمفقود، لا إله إلا الله عناق وعبرات من شوق اللقاء، وعبرات تهلّ من لوعة الفراق، لا إله إلا الله آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام.

أيها المسلمين: تختلف رغبات الناس ويتغاير شعورهم عند انسلاخ العام، فمنهم من يفرح، ومنهم من يحزن، ومنهم من يكون بين ذلك سبيلاً. فالسجين يفرح بانسلاخ عامه؛ لأن ذلك مما يقرّب موعد خروجه وفرجه، فهو يعد الليالي والأيام على أحر من الجمر، وقبلها تمر عليه الشهور والأعوام دون أن يشعر بها فكأنه يحاكي قول القائل:

أعد الليالي ليلة بعد ليلة وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
وآخر يفرح بانقضاء العام، ليقبض أجرة مساكن وممتلكات أجّرها حتى يستثمر ريعها وأرباحها. وآخر يفرح بانقضاء عامه من أجل ترقية وظيفية: إلى غير ذلك من المقاصد التي تفتقر إلى المقصد الأسمى وهو المقصد الأخروي، فالفرح بقطع الأيام والأعوام دون اعتبار وحساب لما كان فيها ويكون بعدها هو من البيع المغبون.

إنا لنفرح بالأياـــــــم نقطعهــــا وكل يوم مضـى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل

فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.

ومن أعظم الحكم في تعاقب السنين وتغيّر الأحوال والأشخاص أن ذلك دليل على كمال عظمة الله تعالى وقيوميته. فهو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

أخواني: إن تعاقب الشهور والأعوام على العبد، قد يكون نعمة له أو نقمة عليه، فطول العمر ليس نعمة بحد ذاته، فإذا طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجج الله تعالى عليه، أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله عليه السلام: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله)

معاشر المسلمين: إن هذا العام الذي ولى مدبراً قد ذهب ظرفه وبقي مظروفه بما أودع فيه العباد من الأعمال، وسيرى كل عامل عمله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً.

سيرى كل عامل عمله ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة، وما ربك بظلام للعبيد.

وختـــــــــــــــــــــــــــــــــــاماً

اللهم أن أطعناك فلك الحمد عليها وأن عصيناك بجهلنا فلك الحجة علينا نسألك أن لا تحرمنا رؤيتك ورؤية نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في دار كرامتك واجعل عامنا هذا خير عام وبركة
وكل عام وبلادنا في أمن وأمان وسلام وإسلام[/align]


[align=center]ولا تنسوا أخواننا في (غـــــــزة) بالدعـــــــــــــــــــــاء[/align]
[align=center]((((((( ريتاج العطـــــــــــــــــــــــاوي )))))))[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[poem=font="Arabic Transparent,6,#FF912A,bold,italic" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/37.gif" border="none,8,undefined" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,#400000"]
الدمعة اللي تحتري حزن الأعــــار

ما ظنها تنفع ضعيف المــــــواري[/poem]
أخر مواضيعي