بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة من أروع القصائد التي قرأتـها في تمجيد الله سبحانه وتعالى ، وهي للشاعر الكبير / إبراهيم علي بديوي ( سوداني ) وجدتـها في أحد المواقع على الإنترنت بعنوان ( تسبيح الله .. قل للطبيب ) للكاتب الأخ / سهيل التميمي فأحببت أن أعيد صياغتها وترتيبها وتنسيقها وإخراجها بالشكل المطلوب .
رائعة .. ( قل للطبيب ) .. !!
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.zahran.org/vb/images/toolbox/backgrounds/30.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بك أستجيرُ ومن يُجيرُ سِواك = فأجر ضعيفاً يحتمي بحماك
إني ضعيفٌ أستعينُ على قِوى = ذنبي ومعصيتي ببعض قِواكا
أذنبتُ ياربي وآذتني ذُنوب = مالـها من غافرٍ إلا كا
دُنياي غرتني وعفوك غرني = ما حيلتي في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمناً = بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
يا مدركَ الأبصارَ والأبصار لا = تدري له ولكنه أدراكا
أتراكَ عينٌ والعيونُ لـها مدى = ما جاوزته ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراكَ فإنني = في كلِ شيء أستبينُ عُلاكا
يا منبت الأزهارَ عاطرةُ الشذا = هذا الشذا الفواحُ نفحُ شَذاك
يا مرسل الأطيارَ تصدحُ في الرُبا = صدحاتُـها إلـهامٌ ( .. )
يا مُجري الأنـهارُ ما جريانـها = إلا إنفعالةُ قطرة لنداكا
رباه هاأنذا خلَصتُ من الهوى = واستقبلَ القلبُ الخليَ هواكا
وتركتُ أنَسي بالحياةِ ولـهوها = ولقيتُ كلَ الأنسِ في نجواكا
ونسيتُ حُبي واعتزلتُ أحبتي = ونسيتُ نفسي خوفَ أن أنساكا
ذقتُ الهوا مُراً ولم أذق الهوى = يارب حُلواً قبلَ أن أهواكا
أنا كُنتُ ياربي أسيرُ غَشاوةٍ = رانت على قلبي فضلُ سَناكا
واليومَ ياربي مسحتُ غشاوتي = وبدأتُ بالقلبِ البصير أراكا
يا غافر الذنبِ العظيمِ وقابلاً = للتوبِ قلبٌ تائبٌ ناجاكا
أتردهُ وتردَ صادقَ توبتي = حاشاكَ ترفضُ تائباً حاشاكا
ياربِ جئتكَ نادماً أبكي على = ما قدمتهُ يداي لا أتباكى
أنا لستُ أخشى من لِقاءِ جهنمَ = وعذابها لكنني أخشاكا
أخشى من العرضِ الرهيب عليك يا = ربي وأخشى منكَ إذ ألقاكا
ياربِ عدتُ إلى رحابكَ تائباً = مستسلماً مستمسكاً بعُراكا
مالي وما للأغنياءِ وأنتَ يا = ربِ الغني ولا يُحدُ غَناكا
مالي وما للأقوياءَ وأنت يا = ربي وربَ الناسَ ما أقواكا
مالي وأبوابَ الملوكِ وأنتَ من = خلقَ الملوكَ وقسّم الأملاكا
إني أويتُ لكلِ مأوى في الحياة = فما رأيتً أعزَ من مأواكا
وتلَمست نفسي السبيلَ إلى النجاة = فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثتُ عن سرِ السعادةُ جاهداً = فوجدتُ هذا السرَ في تقواكا
فليرضَ عني الناسَ أو فليسخطوا = أنا لم أعد أسعى لغيرِ رِضاكا
أدعوكَ ياربي لتغفرَ حوبتي = وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دُعائي واستجب لرجائي = ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
ياربِ هذا العصرَ ألحدَ عِندما = سخّرت ياربي له دُنياكا
علمته من عِلمِكَ النوويَ ما = علمته فإذا بهِ عَاداكا
ما كاد يُطلقُ للعُلا صَاروخهُ = حتى أشاحَ بوجهه وقَلاكا
واغترّ حتى ظنَ أن الكونَ في = يُمنى بني الإنسانَ لا يُمناكا
وما درى الإنسانَ أن جميعَ ما = وصلت إليه يداهُ من نِعماكا
وما درى الإنسانَ أنكَ لو أردت = لظلت الذَرّات في مخباكا
لو شئتَ ياربي هوى صاروخهُ = أو لو أردتَ لما استطاعَ حِراكا
يا أيها الإنسانُ مهلاً وائتئذ = واشكر لربكَ فضلَ ما أولاكا
واسجد لمولاكَ القديرُ فإنما = مُستحدثاتُ العلمُ من مولاكا
الله مازكَ دون سائر خلقهُ = وبنعمة العقلِ البصرِ حَباكا
أفإن هداكَ بعلمه لعجيبةٌ = تزورُ عنه وينثني عطفاكا
إن النواة ولكترونات التي = تجري يراها الله حينَ يراكا
ما كنتَ تقوى أن تفتت ذرةٌ = منهنَ لولا الله الذي سواكا
كل العجائب صنعةَ العقل الذي = هو صنعة الله الذي سواكا
والعقلُ ليس بمدركِ شيئاً إذا = ما الله لم يكتب له الإدراكا
لله في الآفاق آياتٌ لعل = أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفسِ من آياته = عجبٌ عُجاب لو ترى عيناكا
والكونُ مشحونٌ بأسرارٍ إذا = حاولتَ تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيبِ تخطفتهُ يدُ الردى = يا شافيَ الأمراضَ من أرداكا
قل للمريضِ نجا وعُوفي بعدَ ما = عَجزت فنونُ الطبِ من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من عِلةٍ = من بالمنايا يا صحيحُ هداكا
قل للبصيرُ وكان يحذرُ حفرةً = فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائلِ الأعمى خطا بين الزحامِ = بلا اصطدام من يقودُ خُطاكا
قل للجنين يعيشُ معزولاً بلا = راعٍ ومرعى مالذي يرعاكا
قل للوليدِ بكى وأجهشَ بالبكاء = لدى الولادةِ مالذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفثُ سمهُ = فاسأله من ذا بالسمومِ حشاكا
واسألهُ كيفَ تعيشُ يا ثعبانُ أو = تحيا وهذا السمِ يملاُ فاكا
واسأل بطونَ النحلِ كيفَ تقاطرت = شهداً وقل للشهدِ من حلاّكا
بل سائل اللبنِ المصفى كان بينَ = دمٍ وفرثِ مالذي صفاكا
وإذا رأيتَ الحي يخرجُ من حنايا = ميتٍ فاسألهُ من أحياكا
وإذا ترى أبن السودِ أبيضَ ناصعاً = فاسألهُ من أين البياضُ أتاكا
وإذا ترى أبن البيضِ أسودَ فاحماً = فاسألهُ من ذا بالسوادِ طلاكا
قل للنباتِ يجفُ بعد تعهد = ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا
وإذا رأيتَ البدرَ يسري ناشراً = أنوارهُ فاسألهُ من أسراكا
وإذا رأيتَ النبتِ في الصحراءِ يربو = وحده فاسأله من أرباكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد = كل شيء مالذي أدناكا
قل للمريرِ من الثمارِ من الذي = بالمرِ من دون الثمارِ غذاكا
وإذا رأيتَ النارَ شب لهيبها = فاسأل لهيبَ النارِ من أوراكا
وإذا ترى الجبلَ الأشمِ مناطحاً = قممَ السحابِ فسلهُ من أرساكا
وإذا رأيتَ النهرَ بالعذبِ الزلال = جرى فسلهُ من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحرَ بالملحِ الأُجاج = طغى فسلهُ من الذي أطغاكا
وإذا رأيتَ الليلِ يغشى داجياً = فاسألهُ من ياليلُ حاك دُجاك
وإذا رأيتَ الصبحَ يُسفر ضاحياً = فاسأله من ياصبح صَاغ ضحاكا
هذي عجائبَ طالما أخذت بها = عيناك وانفتحت بها أذناكا
والله في كل العجائب ماثل = إن لم تكن لتراهً فهو يراكا
يا أيها الإنسان مهلاً بالذي = بالله جل جلالهُ أغراكا
حاذر إذا تغزو الفضاء فربما = ثار الفضاءُ لنفسه فغزاكا
اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً = أو مستغلاً باغياً سفاكا
إياكَ أن ترقى بالإستعمار في = حرم السماوات العُلا إياكا
إن السماوات العُلا حرمٌ طهورٌ = يحرق المستعمرُ الأفاكا
اغزُ الفضاء ودع كواكبه سوابح = إن في تعوبقهنُ هلاكا
إن الكواكبُ سوف يفسدُ أمرها = وتسيءُ عقباها إلى عقباكا
ولسوفَ تعلمُ أن في هذا قيام = الساعة الكبرى هُنا وهناكا
أنا لا أثبطُ من جهود العلم أو = أنا في طريقك أغرس الأشواكا
لكنني لك ناصحٌ فالعلم إن = أخطأتَ في تسخيره أفناكا
سخِر نشاطَ العلم في حقلِ الرخاء = يصغ من الذهبِ النضار ثراكا
سخره يملأ بالسلامِ وبالتعاون = عالماً مُتناحراً سفاكا
وادفع به شرَ الحياةِ وسوءها = وامسح بنعمى نوره بؤساكا
العلمُ إحياءٌ وإنشاءٌ وليس = العلم تدميراً ولا هلاكا
فإذا أردتَ العلم منحرفاً فما = أشقى الحياةَ به وما أشقاكا[/poem]
محبكم
إحساس