عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2009, 07:24 PM   #12
رولا زهران
موقوف
 







 
رولا زهران is on a distinguished road
افتراضي رد: خطورة معبر رفح على مصر وفلسطين !!!!

اليكم مايحصل بمصر شخص في الجيش

ناقشتُ كُل فِئات .. وشرائح المجتمع المصري بالكامل تقريباً ...

شباب . سواء بالجيش .. أو طالب .. أو حتى عامل .. ورجال ونساء عاملين أو غير ذلك ..

سائقين .. موظفين .. بائعين .. أو حتى عاطلين

وجاءَ تحصيل اليومين بنسبه تقريبيه كالآتي ..:
85% مِن المصريين يَرون أن علينا ولوج الحرب .. لزاماً
15% يرون أن عليهم فعل شئ .. أي شئ كالتبرع .. الدعاء .. كي يُريحووا ضمائرهم المهم الّا يَظلوا شاهدين على المأساه دون رد فِعل
انقل لكم كلام شخص في الجيش المصري


حوالت يوم الخميس .. عاقِد العَزم بَعدَ عِدة مُناقشات مع إخواني بالجيش .. أن أفتح الموضوع مع نائب المنطقه .. وهو عَميد واسع الأفق شديد الرحمه بِمن هُم أدنى منه رتبه وسن .. وعرض أكثر مِن مره أن مَن عِنده موضوع .. أي موضوع يُريدُ مُناقشتهُ معه شخصياً فهو لا يُمانع .... وَتَحمستْ نسبه غير قليله مِمن كلمت بالموضوع لِفَتح المناقشه مع العميد .. وكانت كُل الفِكره تتلخص في أن نُحاول معه كي ينقلنا إلى قواتنا المتركزه على الحدود بِـ " رَفح " كي نُساعد بِقوتنا وَعفيتنا بِأي شئ .. مادُمنا لا نملك غيرها .. لا إراده .. ولا شجاعه باتت تَسكن قلوب المصريين الآن اللهم إلا مَن رحم ربي .. كانت فِكرة أن أفتح معه موضوع أنه يجب علينا أن نُحارب ليست وارده أصلاً بِتفكيري .. إنهُ مرعوب نيابة عَن السلطه العُليا مِن تفكيرنا في هذا الأمر ..
ولم أستطع .. ويوم السبت لَم تواتيني الشجاعه لِأفعل بِكل صراحه ..
واليوم .. بَعد طابور الصباح .. ذَهبتُ إليه بعد تردد دام لَحظه وهو مازال بِأرضِ الطابور .. وَقفتُ ، وبِثبات أَديتُ التحيه العسكريه .. فقال لي بِإبتسامه مُتسائله : " أهلاً مُصطفى "
وَجهت نظري إليه وَبعد لَحظة تَردُد أُخرى أجبتُ بِصوت خَفيض : " إنهُ بِخصوص ( غَزه ) يا أفندم "
إقترب بِرأسه مُتسائلاً : " ماذا ؟ "
أجبتُ بِسرعه : " ( غَزه ) يا أفندم ..
فـَ إتسعت إبتسامتهُ وإرتفع حاجبيه وكأنه إكتشف شئ ما وهو يقول : " ظَننتُ الأمر مُهم .. مالها ( غَزه ) ..! "
تعجبت مِن رَد الفعل ولكنني مع ذلك أجبتُ بِهدوء ظاهر : " أردتُ أن اناقش سيادتك في أمر ما يحدُث بِها "
فحافظ على ملامحه وهو يرد : " ماذا يَحدُث بِها ..؟ ومالك أنتَ وما يَحدث بِها ..؟"
وقبل أن أرد تابع وهدأت نبرتهُ أكثر وحملت تعابير وجههُ ملامح المُعلم الذي ينصح تلميذ خائب : " يا إبني لا تُفكر أنتَ بغزه .. إنهم أُناس باعو أراضيهم .. ويسفكون دماء بَعض كلما سنحت لهم الفرصه وربما يسترزِق البعض مِن تلك الحرب .."
فقاطعته بِحماقه غير مأمونة العواقب وما عُدت أحتمل ما يقول : " ولكنني يا أفتدم لا أتكلم هُنا عَمّن باع الأرض .. أو مَن يسترزِقون مِن الحرب الاهليه الدائره هُناك .. أنا أتكلم عَن أُمٍ مَكلومه بِخمسِ شهيدات .. بنات تُقتل يا أفندم .. أطفال يموتون مِن شدة الألم .. كيف أمكث مُستريح الضمير وأنا أتخيل الوضع .. كيف يفعل أحد ..!! كـ ..... "
فقاطعني وقد إشتدت لهجتهُ وجذبت عَدد مِن الضُباط الآخرين : " أطفال .. وأُمهات ..! هَل يُفكر كثيرون مِثلك هكذا ..؟"
فأجبتهُ قاطعاً وقد أيقنتُ أنه لا طريق عودةٍ ما : " 90% من المصريين يا أفندم .. أقسمُ بِربي أنني رأيتُ بِأُم عيني نساء يَبكين بِكُل حُرقة ويتمنون الموت ألف مره ولا الهوان الذي نعيش بِه يُريدون الذهاب لِغزه ولو بِدون سِلاح يفتدون بِأنفسهم إخواننا هُناك وقد صارت الحياة بِلا مَعنى و ........... "
فقاطعني ثانيةً وهو مُتعجبٌ لِلغايه :" يبكون لِأنهن لا يَعِرفُنَّ شئ .. إن ................. "
وتدخل ضابط الأمن الحربي بِكُل صرامه مُعطيني جانبهُ ولا يَخصني إلا بِنظرةٍ نافذه وكانهُ يُريدُ أن يستشف هَل أنا صادق بِسعيي أو هي تمثيلية ما أقوم بها لِأجذب الأنظار :" حَرب ماذا التي تُريدون خوضها ياجُندي .. إصمُت ولا تتحدث في هكذا أمر مرة أُخرى .. "
فَنظر إليه العميد بِنظرة عِتاب وقال موجهاً الكلام إليه :" إنهُ يكلمني أنا .. ويجب أن نتناقش معه بِهدوء .. "
ووجه نظره وكلماتهُ إلي قائلاً : " المهم يامصطفى .. ما المطلوب .. أتُريد ان تُحارب .. أتُريد أن تَذهب لِغزه .. "
وَكنتُ أعرف أنهُ يُريد أن يَصل لٍهذه النُقطه فَلم أرِد كَشف جميع اوراقي وأجبتُ مُصححاً :" لا أريدُ حرباً ولا حتى التبرع ياأفندم .. لقد فَكرتُ أنا وبعض الجنود في إستسماح سيادتك في أن تنقلنا لِإحدى النقاط الطبيه بِرفح .. كي نُساعد بِأي شئ .. أي شئ يُريح ضمائرنا .. بدلاً مِن مكوثنا هُنا ومشاهدة ما يحدث مَكتوفي الأيدي .. "
فأجابني سريعاً :" لا هُم يُريدون مساعدات .. فالمساعدات تملئ الحدود ولا يستطيعون إدخالها .. ولا الوحدات الطبيه هُناك تحتاجك .. متى ستخرج مِن الجيش يامصطفى .. "
- " 25/1/2009 .. يا أفندم "
فقال لي مُندهشاً :" أي أنك أنهيت فترتك تقريباً .. ما الذي يجعلك تُفكر في هذا إذن .. !!"
ثُم تابع لَأنني لَم أجب كي يُنهي المناقشه : " يوم تُسلم تعالى بِحقيبة ملابسك وأنا ابعث بِكَ إلى غَزه .. "
وإبتعد بِنظره كأنهُ يتابع شئ مهم .. فقلتُ بِكُل يأس :" أَتَعِدُني يا أفندم ...؟ "
فقال بِلا إنفعال وهو ينظر إلي :" أعِدُك .. ولكنك ستعمل بِلا مُقابل .. "
فَقلتُ لهُ :" جزاكَ الله خيراً ياأفندم "
فَرد وكأنهُ تذكر شئ :" تعمل بِلا مُقابل وأنتَ لا تَجِد ما يكفي قوت يومك ..!! يابني سيجزيك الله خيراً لو عَملتُ بِكل كَدٍ وأمانه في مكانك .. لا تُفكر في هذه الأمور يامصطفى .. أنتَ مازلتُ شاب .."
وإبتسم مُنتظراً أن أُصدق على ما قال وكأنه يتوقع أنني إقتنعتُ بِكل كلمه .. ولكنني لَم أرُد وخفضتُ عيني حتى لا يلمح الغضب المُستعر داخلي .. فربت على كتفي وقال وهو راضٍ كُل الرِضا عَن نَفسه :" والآن إذهب إلى مَكتبك .. "

.............................................

اليوم أحد أصدقائي بالأمن الحربي أقسم لي أن المُخابرات الحربيه " ولا أعلم ما الذي أعلمهم بأمري " سألتْ عَني ... وكانوا على وَشك إعتقالي لولا تدخل بعض الأشخاص الذين رفض ذِكرِ أسمائهم ..

كُنت على وَشك الإعتقال .. وأنا لَم أُصرِح إلا بِأنني أريد أن أُساعد في نقل إخواني الجرحى ..

اليوم لو خرجت مُظاهره في شوارع مِصر مكونه من 200 شخص .. يأتي أمامهم 2000 جُندي " أمن مَركزي " وَهم لِمن لا يَعرف مِن أقسى وأغبى البشر على وجه الأرض - وسامحني الله على ما صرحت بِه - ينتقونهم مِن بين اكثر الفِئات جهلاً وفقر ويسمتونهم على الطاعه العمياء بِكُل معاني الكلمه ..

هذا حال الشعب المصري .. وهذا لِأن الأمر إختلط على الجميع .. إخواني العرب أو حتى الأجانب .. يرون المصريين كَشعب مُشتركين في المذبحه الدائره ..

رسمت الوضع بين أيديكم .. ولكم أن تَحكموا ...
رولا زهران غير متواجد حالياً