عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2009, 07:18 AM
الصورة الرمزية البلوش من بلوشستان
البلوش من بلوشستان البلوش من بلوشستان غير متواجد حالياً
 






البلوش من بلوشستان is on a distinguished road
افتراضي تاريخ اللغة البلوشية

لقد ذكر المقدسي اللغة البلوشية في كتابه :
( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ):

بأن أهل مدينة بنجكور ( مدينة بلوشيه معروفه ) لسانهم بلوصي ( تعريب لكلمة بلوجي ) , , وكذلك قال في مقام آخر بأن ( لسان الرستاق والبلوص غير مفهوم لدينا ):


1- هذه يدل على أن البلوش لا يتحدثون باللغة الفارسيه او الهنديه او العربية أو غيرها بل بلغتهم البلوشية الصرفة .

2- الذين يفهمون اللغة العربية والفارسيه لا يستطيعون فهم اللغة البلوشية وهذه يدل على البعد اللغوي بين هذه اللغات .

3-هذه الاثر التاريخي قد كتب قبل ألف عام من الآن وهذه يدل على انه البلوش لم يتأثروا لا باللغة الفارسيه او لغة الحكم الاسلامي العربية .

4- تمسك البلوش بلغتهم القومية ومحافضتهم عليه طوال آلاف السنين وتتابع القرون رغم جميع الهجمات البربرية والغزوات الخارجية .



لقد ذكر الرحاله المشهور ماركو بولو في مذكراته ورحلاته حين عودته من الصين وعبوره بلوشستان حوالي 1284 ـــ مـ 1288 يقول فيها:

( بلوشستان ولاية ملكية يحكمها ملك , يتحدث الاهالي هنالك باللغة تسمى اللغه البلوشية , اكثرهم مسلمون كما يوجد عدد من عبدة الاوثان , ويعيش هؤلاء الناس على التجارة والصناعه ويملكون الرز والقمح بكثرة غذائهم الارز والحليب واللحم , سفن تجارية عديدة ترسو هنالك وبضائع كثير ترسل برآ وتصدر الى مناطق مختلفة ) :


1- أن بلوشستان لم تكن تابعة لأي دولة بل مستقلة وحكمها ملكي ويحكمها ملك من قبل الشعب .

2- تحدث الشعب في هذه المملكة (بلوشستان) بلغته البلوشية وهي اللغة الرسمية القومية لدى الشعب البلوشي .

3- الدين الاسلامي هو الدين الرسمي مع وجود أقليات أخرى .

4- مكانة مملكة بلوشستان التجارية ، وموارد الشعب ابلوشي على التجارة والصناعة والموارد الزراعية من القمح والأرز وغيرها من المحاصيل ، كون بلوشستان ملتقى حضاري وتجاري وساحلها ميناء لي إيستراد ونقل البضائع إلى البلدان الاخرى .







خطوط اللغة البلوشية :



1- الخط البلوشي قبل الإسلام :



مرت الألف باء البلوشية بمراحل عدة وفي كل مرحلة كانوا يكتبون بشكل مخالف لما كان قبل ، ومن ذلك :


1-الكتابات الحجرية والنقوش البلوشية :


وتعود الشواهد الأثرية المكتشفة من الألف الثالث عشر إلى الخامس عشر قبل الميلاد عن الكتابات والنقوش البلوشية المكتشفة في المواقع الحضارية ، وتعود هذه الكتابات إلى فترتين :


1-القديمة من ( 15000 ق.م – 3000 ق.م ) :

وهي النوع الأول الأساسي والأقدم في الكتابة أي الرموز و الإشارات التي كانت تصور البشر والحيوانات والنباتات والمباني والأدوات وغيرها من مواد العالم الخارجي .

2-الوسطى ( الخط المسماري ) ( 3000ق.م – 600 ق.م ) :

ويقول عن ذلك المرحوم الأستاذ أمير توكل كامبوزيا في كتاب ( أسباب دمار بلوشستان) : منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد اخترع سكان ما بين النهرين فن الخط ولكن هذه الفن ابتدأ متأثراً بالنقوش والتصاوير الخزفية القادمة من داخل بلوشستان ، وقد بدأت العلاقات التجارية بين سومر و بلوشستان الجنوبية مع بداية الملكية السومرية وعصر تمدن (( كولي KULLI )) في منطقة (( مَهيٍ )) البلوشية التي كانت مركزاً ومرساة للسفن التجارية .

وقد اقتبس هذه الخط من السومريين ( وهم الذين يسكنون في القسم الجنوبي من العراق قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة ) ، وكانوا يكتبون بالخط المسماري ، ثم تطور هذه النوع من الخط وكانوا يكتبونه من اليسار إلى اليمين ، أو من الأعلى إلى الأسفل ، وقد اقتبسه الهخامنشيون الفرس إلى جانب البلوش وترقى على أيديهم حيث تحول في القرن ( 6 ق.م ) من المرحلة الصوتية إلى المرحلة الألف بائية (الأبجدية) ، وأضافوا على الألف باء السومرية بعض الحروف الخاصة بهم حتى بلغ عدد حروفهم 42 حرفاً ، 36 مقتبسة عن الألف باء الآشورية .

غير أن صعوبة كتابة هذا الخط واحتياجه إلى مساحة واسعة كان سبباً في حلول الخط الآرامي محله عن طريق الآشوريين والكلدان كما انتشر الخط اليوناني أيام حكم السلوكيين ، ومع أن الخط المسماري ظل متعارفاً عليه ولاسيما في أمور القانون وعلم النجوم والنقوش على الأحجار ، فإن الخط الآرامي سرعان ما عم المنطقة جمعاء.





2-الخط البلوشي بعد الإسلام :





لم يعرف الذي حول الألف باء البلوشية المقتبسة عن الآرامية إلى العربية غير أن الذي لا شك فيه أن هذا التحول جرى حصيلة عامة وعملاً كاملاً أساسه دخول أغلب الناس في هذه الدين الجديد وإقبالهم على تعلم العربية لغة القرآن والدين الإسلامي .

وقد طابق البلوش نطق حروفهم بنطق حروف الألف باء العربية ، وكتبوا كل حرف عندهم بما يطابقه في الألف باء العربية ، غير أنهم وجدوا أحرف لم تكن موجودة في العربية ، فاستخدموا الحروف القريبة النطق مضيفين حركات ونقاطاً على جسم الحرف العربي ليلاءم النطق البلوشي ، وهذه يدل على أن تحويل الألف باء البلوشية إلى العربية جرى بعد مرحلة تنقيط الحروف أي في نهاية القرن الهجري الأول .
وهذه الأحرف التسعة هي :
(( َ taّ-dalّ- pa-che -ga- ّje - ow- eh -uo)) .

حيث إنهم حافضوا على رسم الحرف العربي وأضافوا ما يوضح أن هذه الحرف بلزشي صرف وأنه قريب من الحرف الشبيه به ( وسأفصل الحديث في ذلك عند اللغة العربية و اللغة البلوشية ) .






الوسط اللغوي المحيط باللغة البلوشية :





لدراسة اللغة البلوشية وفهم الظروف والتغيرات التي مرت عليها نتيجة الغزوات والتبادل الحضاري والثقافي علينا دراسة أحوال تلم الفترات وعن التأثير اللغوي ما بينها لكي لا نبتر اللغة البلوشية عن محيطها اللغوي .


تنتمي اللغة البلوشية إلى مجموعة الغربية ( وبدقة أكثر الشمالية الغربية ) من الفرع البلوشي لعائلة اللغات (( الهندو –الأوروبية )) (( ولا يعني كون اللغة البلوشية مدرجة تحت أي منها ولكنها تنتمي إلى الوسط اللغوي الذي يبدأ من لغات الهند مروراً بها إلى لغات أوروبا )) .




حول صلات اللغة البلوشية واللغة العربية :




بلغت اللغة العربية بمداها إلى أقصى الشرق وأقصى الغرب ، أقصى الشرق حتى بلغت مشارف الصين وتعدتها وأقصى الغرب حتى أعالي جبال البرانس وتخطتها .

فقد سايرت لغة العرب بفتوحهم ونشر دعوتهم وتجارتهم وسارت مع الركبان وتغنى بها الحداة ، فسمعها الأغراب عن الأعراب ، فهزمهم الشوق إلى إلى معرفتها ، فأقبلوا عليها حباً يتعلمونها .

خرجت اللغة العربية في أوج ازدهارها مع الفتح الإسلامي المصاحبة له لتغزو وحدها لغات فارس وبلوشستان والسند والهند والعناصر التركية شرقاً ، ثم شمال أفريقيا وقلبها والأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا ، فلمست اللغة العربية كل لغة من لغات تلك الديار لمسات تترجح بين التأثير الزهيد والذوبان التام تقريباً .

كما أن العربية تأثرت بأغلب لغات تلك الأمم
(( فما من لغة في الدنيا لم تطعم غيرها ولم تتطعم بغيرها )) .واللغة التي لا ترفد لغة جافة ضيقة المحيط واهية القدرة ، كما لا يضير لغة تأثرها بجارتها ولم يحط ذلك من قدرها إذا كانت نسبة التأثر محدودة الحاجة إلى بعض الخصائص الأدبية .





الصلات البلوشية و العربية قبل الإسلام :




تعود الصلات العربية البلوشية الحضارية منها إلى عمق التاريخ حيث كانت بلوشستان مركزاً تجارياً مرموقاً في التاريخ القديم ومصدر للكثير من الموارد والصناعات ، حيث كان التجار العرب يستوردون من بلوشستان الأحجار الكريمة كالعقيق والفيروز ومن المعادن المختلفة ومن أهمها النحاس إلى جانب الأسلحة و الملابس والتمور و السكر (الفانيذ والفالوذج) ومختلف الصناعات اليدوية ومن أهمها السجاد البلوشي .

وبالإضافة على ماذكرنا فقد كانت بلوشستان معبر حضارياً وصلت الوصل بين حضارات الشرق والغرب حيث كانت تعد بوابة الدخول إلى السند والهند والصين وكانت بوابة آسيا إلى البحر ، مما جعلها تكون مركزاً تجارياً وملتقى بين تجارة تلك البلدان ، حيث كان منها يصدر الحرير الصيني والعاج والصندل والبهارات الهندية والذهب .

وليس من العجب حينما نقول أن (( العصر النحاسي )) الذي بدء في أراضي بين النهرين كان منشأة بسبب المعادن الموجودة في بلوشستان لماذا ؟ ذلك ان النحاس مفقود فيما بين النهرين المسمى بالعصر النحاسي لكن هذا المعدن متوفر في مناجم بلوشستان حيث يتم استخراجه من منطقة (نصرت آباد) حتى (جابهار)(بندر تيز) وكان يرسل عن طريق بحر سومر ومدن يور ( أور ) .


غير أن أول لقاء مباشر بين الشعبين العربي البلوشي قد سجله التاريخ يعود إلى ( 300ق.م ) عن طريق هجرة نفر من العرب ( سليمة بن مالك بن فهم الأزدي ) إلى كرمان (منطقة تابعة للنفوذ لبلوش ) هارب من أهله ولاجئاً عن إلى أرض البلوش وكما يحكي التاريخ بعدما قتل أباه مالكاً خطاً وقد ذكر ذلك سرحان بن سعيد الازكوي في كتابه ( كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة ) ، وقد خلف سليمة هذه عشرة أبناء له في كرمان وقد أطلق عليهم العرب (( القفس أو القفص)) بينما أطلق عليهم البلوش والفرس أسم (( kuch )) وجمعهم
((kuchan )) وتعنى الكلمة البدو الرحل المتنقلين ، غير أنه هؤلاء لم يكن لهم تأثير يذكر لقلة عددهم بالنسبة إلى السكان الأصليين البلوش وغيرهم مما جعلهم ينغلقون على أنفسهم وأخذوا يتحدثون لغات الأقوام المحيطة بهم من البلوش والفرس


ملاحظة القفس يختلفون عن البلوش بل انهم اندمجوا مع البلوش لانة حضارة البلوش كانت في بنجكور وتربت اعرق مدينتين للحضارة البلوشية .


يرجع السبب الأول للاتصال إلى الفتح الإسلامي العربي لأرض بلوشستان وحكمها ، وقد اعتنق الشعب البلوشي الإسلام مختارين تخلصاً من المظالم التي اصطلوا بنيرانها قبل الإسلام ، فتسابقوا إلى تعلم العربية على أنها لغة الدين والحكم وقد ازداد الاختلاط في زمان العباسيين ، غير ان التأثير العربي في اللغة البلوشية إن قارنا ما بينها وبين جيرانها من اللغات المحيطة في المنطقة لوجدنا أن التأثير العربي قد جاء بشكل أقل أمام اللغة البلوشية ويعد الأثر العربي الأول في اللغة البلوشية هو تغيير الخط البلوشي العسير المقتبس عن الآرامية (والتي تحدثنا عنها سابقاً) إلى الخط العربي السهل ، فنراهم يغيرون الألف باء البلوشية بألف باء عربية ، مضيفين لها تسعة أحرف فقط لم يكن رسمها موجودا في العربية لعدم وجود نطقها عندهم ، فرسموا بشكل مناسب للحروف العربة القريبة النطق منها فكتبوا (( pa )) باء بثلاث نقاط
(( پ)) و ((che)) جيماً بثلاث نقاط ((چ)) ومثلها ((ja)) ((ژ)) ، ووضعوا خطاً آخر فوق الكاف العربية فرسموه((ga)) ((گ)) .. الخ (( سنذكرها في الأبجدية البلوشية المعاصرة )) .

وهذه يدل على انتقال الألف باء العربية انتقل إليهم تمه بعد مرحلة التنقيط أي ف القرن الهجري الأول .
وقد أدخلت اللغة العربية حروف دخيلة على اللغة البلوشية وهي :
(( ث-ج-ح- ذ- ص- ض- ط- ظ-ع-غ- ق-)) وتنطق هذه الأحرف بما يلائم مخارج الحروف في اللغة البلوشية ، فالحاء ينطقونها هاء والطاء تاء والصاد سين والقاف كاف والعين بين الألف والواو ... .
وبينما تختلف اللغة البلوشية بي حروفها عن العربية وتتميز بها على الأبجدية العربية بي :

(( َ taّ-dalّ- pa-che -ga- ّje - ow- eh -uo)) .


والأثر الثاني هو دخول القرآن والإسلام قلوبهم بما في ذلك مفرداتها كالحج والزكاة والفرض والسنة وأركان الإسلام وسائر المصطلحات التي يجب أن يعرفها المسلم ، والأثر الثالث هو دخول الافاظ العربية عن طريق اللغة الفارسية والتي اقتبست أكثر من 60% من مفرداتها من اللغة العربية ، وجدير بالملاحظة أن أغلب الافاظ العربية التي دخلت اللغة البلوشية قد بدلت على أساس غنى المفردات في اللغة البلوشية ولها مرادف على الأغلب في اللغة البلوشية .

والخلاصة أنه لا يمكن القول أن هناك لحظات صدامية، بين اللغتين البلوشية والعربية تاريخياً.
السبب يعود إلى عدم التكافؤ عملياً. فاللغة البلوشية تختلف في جذورها وأصولها عن بنية اللغة العربية بطبيعتها العربية تنتمي إلى السامية، وهي تتمتع بخصائص باقي فروعها أما البلوشية فتنتمي إلى عائلة اللغات الهندو ـ أوربية((ولا اقصد بذلك انها هندية او اوروبيه بل أنها تقع بين محيط اللغات التي تبدأ من الهند وتنتهي بي أوروبا كما أشرت سابقاً ))وترجع في جذورها القديمة والعريقة إلى البلوشية كاللغة مستقلة بذاتها .

وتختلف اللغتان الواحدة عن الأخرى من حيث التركيبة البنيوية. البلوشية هي من اللغات التركيبية وأقصد بذلك أنها تعتمد على جذر الفعل، فعندما نريد اشتقاق الكلمات، أو نزيد في اللغة النظمية، نرتكز على اضافة السوابق واللواحق، أو اضافة صفة واسم، أو اسم واسم، أو اسم وفعل، باضافة لاحقة أو كلمة، وهكذا دواليك. وهذا ما يعطيها مرونة كبيرة.

أما العربية فاشتقاقية، ثمة مصادر يتم الاشتقاق منها. وهذا جعل العربية والبلوشية في طريقين مختلفين. لذا كان من الصعوبة بمكان ذوبان البلوشية في العربية، بخلاف اللغات واللهجات القديمة السامية، كالنبطية والقبطية المصرية القديمة والحبشية التي ذابت في اللغة العربية، بمجرد دخول أهلها في الاسلام، والسبب هو أن أصول هذه اللغات قريبة من بعضها البعض، وخصوصاً في بنيتها القاعدية، مقارنة مع اللغة العربية.

أما البلوشية فظلت محافظة على خصوصيتها كبقية اللغات الهندو أوربية، رغم طول الف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

بلوشستان المحتلة المقسمة
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس