لا و الله لست مخطئاً يا " الفقــــار " .. بل أصبت كبد الحقيقة ..
سأحكي لك ما عايشته في إحدى الدول الآسيوية عن هؤلاء الطلبة ( المظلومين ) ..
ذات مرة قابلت في مكتب الخطوط السعودية بإحدى الدول الآسيوية أربعة طلاب ممن يدرسون " طب " و " هندسة " في ذلك البلد ..
وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث عن و ضعهم المعيشي و الدراسي في ذلك البلد .. فكانت إجاباتهم فيها نوع من ( الدبلوماسية ) .. !!!
وبعد مغادرتهم للمكتب سألت الأخ مدير مكتب السعودية .. فقلت له : ما سبب مجيئهم هنا ؟!
فقال لي : إنهم يحجزون للعودة النهائية للوطن بعد قضاء سنتين من الدراسة لم يحققوا فيها أي شيء !!!!!
فقلت و لماذا ؟!! قال : لا أدري أسالهم .
* و بعدها حصل أن التقيت بسعادة الملحق الثقافي السعودي في ذلك البلد .. فقلت < عند جهينة الخبر اليقين > ..
فسألته عن وضع الطلاب السعوديين بشكل عام في :
الهند - باكستان - الصين - كوريا الجنوبية - اليابان .. لأن هذا الرجل كان مسؤولاً عن كل المكاتب الثقافية في هذه البلدان ..
فقال لي : و الله يا أستاذ إن وضع ( الغالبية العظمى ) لطلابنا غير مطمئن .. !!!
فقلت : و ما السبب ؟!
قال : عدة أسباب :
الأول : انتقالهم من مجتمع محافظ متماسك إلى مجتمعات ( في غاية التحرر و الانفلات ) !!!
الثاني : أن معظمهم يحمل تقدير " جيد " في الثانوية العامة ، وما إن التحق بإحدى الجامعات في هذه البلدان حتى تفاجأ بالبون الشاسع..
بين تعليمنا و تعليمهم ( خصوصاً ممن انتقل من تعليم عام عندنا .. إلى .. تعليم عالي عندهم ) !!!!!
الثالث : اصطدامهم بحاجز اللغة الإنجليزية بالمستوى الذي تشترطه تلك الجامعات مما يكلفهم ..
( كورس E لمدة ستة أشهر على الأقل ) !!!
و غيرها من الأسباب
فقلت له : إذاً .. لماذا لا تكتبون مرئياتكم حول مدى نجاح المشروع لعل وزارة التعليم العالي تتلافى هذه الأخطاء الفضيعة ؟!!
فقال : نحن نكتب المرئيات والوزارة تعرف من خلال مراجعة كل الطلاب ( العائدين لمملكة نهائياً ) لهذه الوزارة ..
يعني كأنه يقول : لا حياة لمن تنادي .. !!!
و أنا شخصياً قابلت عدد كبير من هؤلاء الطلاب في إحدى هذه الدول .. و سألتهم عن الوضع إجمالاً ..
فقال لي الأول : إنه يدرس في ( كلية الطب ) و أنه يلقى معاملة سخرية من قِبل أكثر أساتذة هذه الكلية ..
و أنهم ينعتونه بأنه لا يستحق الدراسة هنا و أن معظم الطلاب السعوديين هم هكذا .. يعودون لبلدهم بخفي حنين ..
أو بشهادات " شبه مزوره " .. !!!
فقلت له : و لماذا تسكت على مثل هذا الكلام ؟؟!! لماذا لا ترد .. أو تنسحب من عندهم . ؟؟!!!
فقال : الوضع هكذا كل يوم .. !!!
فيا أيها الآباء .. يا من تظنون أنكم أرسلتم أبنائكم " إلى الجنة " .. بتغريبهم في بلدان ليست سوية أخلاقياً .. بينما هم محافظون ..
يا من تعتبرون أن المجد قد فتح بابه على مصراعيه لفلذات أكبادكم .. ( اتقوا الله فيهم ) ..
ما أن يبلغ الفتى الثامنة عشرة من عمره ..و هو في ( عِزّ المراهقة ) حتى ترسلوه إلى غياهب الظلام الأخلاقي .. !!!
عجبي و الله
وهذا طالب آخر هناك .. كان أول ما وصل للمدينة التي كنت فيها ( ملتزماً طليق اللحية ) .. قد عقد نكاحه على إحدى الفتيات في قريته ..
لكنه لم يتزوج بعد ..
و بعد مرور أشهر قليلة .. قابلته وذهلت مما رأيت .. فلقد شلهدت ما يلي :
1- حلّق اللحية .
2- طلّق الفتاة التي كان قد عقد عليها .
3- فضل السكن لوحده بعد أن كان يسكن مع اثنين من زملائه .
4- أصبح شعر رأسه من الخلف يصل إلى أكتافه بشكل ٍ لا يوحي بأنه يدرس في كلية الطب .. !!!
وما خفي كان أعظم !!!
هذا و والده و والدته معلمان ( يربيان الأجيال ) .. !!!
فوا أسفي
همسة أخيرة :
أعتقد أن هذا مخطط من الخارج ، ومن بعض من هم بالداخل لتغريب أخلاقنا و قيمنا الإسلامية بصورة أو بأخرى !!
أما وزير التعليم العالي فله الفشل الذريع .. لماذا يتشدّق بأن لدينا في السعودية ( أكثر من عشرين جامعة ) ..
بينما أكثر طلاب تعليمنا العالي يعيشون بين ظهراني الكفـــــااااااااار ؟؟ !!!
أتحدّى هذا الوزير أن يجيب على سؤالي هذا !!!
شكراً عزيزي الفقار .. فلقد نكأت جرحاً غائراً في قلبي ..!!!
،،،