ولأن الحديث عن قصص الشعر . . يطيب لي أن أستهل هذا الموضوع بذكر
قصة قصيدة لـِ مجنون ليلى ( قيس بن الملوح ) . . وأعتقد أن الجميع يعرف
من هو قيس بن الملوح ويدرك عشقه لـِ ليلى الذي أذهب عقله وأرداه بعد ذلك
ميتاً في أحد الجبال . . !
وقد كتب العديد من القصائد في حب ليلى . . إلا أن هذه القصيدة ذات موقف معين
أود ذكره . .
فقد أخبر الملوح والد قيس أحد الرجال القادمين من الطائف أن بصفات ليلى وطريقة كلامها ثم
طلب من ذلك الرجل أن يذهب لـِ قيس وأن يخبره أنه لقي ليلى في سفره هذا وأنه تحدث إليها
وإذا سأله قيس عن صفاتها لـِ يتأكد من صدقه . . فأخبره بصفاتها التي أخبرتك حتى يصدقك
بل وأنه طلب من ذلك الرجل أن يكذب على قيس عندما يسأله عن ليلى وأن يدعي أنها
قامت بسبه وشتمه لعل ذلك يجعل قيس يتنحى عن حبها فيطيب وجعه . . !
فوافق الرجل وذهب لـِ قيس وأخبره أنه رأى ليلى وأخبره بصفاتها فصدقه قيس وعندما
سأله قيس عنها قال له الرجل : أنني عندما ذكرتك لها وما لحقك من وجع بعد فراقها قامت
ليلى تسبك وتشتمك وتقول أنك تكذب عليها وتشهرها بما ليس فيها وأنه لم تجتمع معك قط . .
فبدأ قيس يسأله والرجل يخبره كذباً بما أمره الملوح به لعل قيس يطيب من حبها . .
ولكن قيس حين انتهى الرجل من حديثه أنشد يقول وهو غير مكترث بما يسمع . .
تمر الصبا صفحاً بساكن ذي الغضى
.................... ويصدع قلبي أن يـهـب هبوبها
إذا هبت الـريح الشـمال فإنمـا
................... جواي بما تهدي إلـى جنوبهـا
قريبة عـهـد بالحبيب وإنمـا
.................... هوى كل نفس حيث كان حبيبها
وحسب الليالي أن طرحنك مطرحاً
.................... بدار قلى تمسي وأنت غريبها
حـلال لـِ ليلى شتمنا وانتقاصنا
.................... هنيئاً ومغفوراً لـِ ليلى ذنوبها
فقد ذكر قيس تلك الأبيات مدللاً على أنه من شدة حبها لـِ ليلى لا يكترث إن شتمته
أبداً . . بل وأنه يزداد في حبها وأنه لا يأبه لانتقاصها له . . !
القصة والأبيات من كتاب مجنون ليلى . .
ذكرها الدكتور محمد حمود . .
وقد قمت بصياغة القصة بأسلوبي . .
دون التغيير في المعنى . .






