هكذا سوف نفوز على عـمـان .. يا أخضر معـاك الله
فرض المنطق الكروي نفسه هذه المرة ، ووصل الفريقان الأفضل والأجدر إلى نهائي كأس الخليج.
وبصراحة ، كنت أفكر في هذا النهائي منذ يوم الإثنين الماضي ، ليس تقليلاً من شأن الكويت وقطر بقدر ثقتي في قدرة المنتخبين السعـودي والعـماني على بلوغ المباراة الختامية.
عليّ أن أقول بأني وللمرة الأولى منذ سنوات أشعـر بالإرتياح والثقة أثناء متابعـتي لمباريات منتخبنا الوطني في دورة الخليج. وليد عبدالله تألق بوضوح وخط الدفاع كان رائعاً بكل ما في الكلمة من معـنى ولاعبو الارتكاز عزيز ، كريري وعطيف لعـبوا جيداًَ طيلة مباريات البطولة أما خط الهجوم فيملك من الإمكانيات ما يكفي لإرهاب المنافسين. وأيضاً ناصر الجوهر تعـامل جيداً مع معـظم المواجهات ونجح في إدارة الفرقة حتى الآن - في هذه البطولة - برغم بعـض القرارات والتبديلات المثيرة للجدل.
ما يُحسب للمدير الفني هو تنظيمه الدفاعي والشكل التكتيكي للفريق ووقوف اللاعبين على أرضية الميدان. شباك وليد عبدالله لم تستقبل أي هدف ولا أتذكر أني شاهدته يخرج من مرماه ليواجه مهاجماً وجهاً لوجه أو يتصدى لانفرادٍ صريح. وعندما تم اختباره في بعـض المناسبات والتصويبات البعـيدة كان حاضراً وفي كامل تركيزه وتوقيت خروجه للكرات العـرضية كان دقيقاً. أسامة هوساوي وماجد المرشدي شكّلا ثنائياً ممتازاً ومتناغماً ومتماسكاً في نفس الوقـت ، كما أن الزوري وشهيل يؤديان واجباتهما الهجومية والدفاعية على أكمل وجه وكلاهما لديه هدف في رصيده مع الإشارة إلى أن الهدفين يعـتبران من أجمل أهداف البطولة.
خط الوسط جيد جداً بشقيّـه الهجومي والدفاعي. لاعبو الارتكاز كما قلت كانوا جيدين ، وحتى مع إصابة عزيز وإبعـاده عن التشكيلة نهائياً ، ظهر كريري في الوقت المثالي وأعاد اكتشاف نفسه من جديد بعـد أن مرّ بفترة انعـدام التوازن وهبوط المستوى - الطبيعـية - لأي لاعب كرة قدم وآمل أن يواصل على ذلك الرتم والآداء. أحمد عطيف ، الفريدي ، الجاسم مميزون من الناحية التقنية وهم موهوبون ومهاريون ولكن يعـيبهم بطء الإيقاع أحياناً وعدم قيادتهم للهجمة المرتدة بالسرعة المطلوبة. فيما يخص خط الهجوم ، يُـعدّ ناصر الجوهر محظوظاً بامتلاكه لهذه المجموعة من المهاجمين. ياسر ومالك يشكلان ثنائياً مرعباً لأي دفاع متى ما كانا في أفضل حالاتهما وهناك ناصر الشمراني ، هزازي والراهب على دكة البدلاء.
ماذا ينقص المنتخب السعـودي ؟ أعتقد أن الشيء الوحيد المفقود في هذه التركيبة هو لاعب الوسط الديناميكي والقائد الميداني الذي يستطيع التحكم في الرتم ونقل الهجمات المرتدة بكفاءة عالية وأظن أنكم عرفتم من أعني .. بالتأكيد هو محمد نور ! وبعـودته تبدو لي المنظومة كاملة وبإمكاننا استئناف حملتنا في التصفيات المونديالية مع إيمان أقوى بحظوظنا في التأهل المباشر إلى كأس العـالم.
منتخب عمان لعـب مباريات جميلة خلال الدورة ، وهذا الفريق أجبر الجميع على التعـاطف معـه بسبب عروضه الباهرة وكرة القدم التي يقدمها منذ خليجي 17 ولكنه للأسف خسر نهائي تلك البطولة أمام قطر بركلات الحظ الترجيحية وأتبعها بهزيمة أخرى في ختام النسخة الماضية ضد الإمارت والمفارقة أن الخسارتين كانتا ضد الفريقين المضيفين.
هذه المرة يقف عاملا الأرض والجمهور بجانب المنتخب الأحمر والكل هناك يدندن على وتر " الثالثة ثابتة " ولكن ليس بالضرورة أن يستفيد العمانيون من ذلك الأمر لا سيما إذا تعـاملوا معه وتعـاطوه من الجانب السلبي كما حدث في المباراة الافتتاحية. في المباراة الأولى ضد الكويت بدا وكأن أقدام لاعبي عمان مكبّلة ومنعتهم من التعـبير عن أنفسهم على أرضية الملعـب والتوتر والشد كان واضحاً على ملامح اللاعبين ولم يتمكنوا من التعـايش مع ذلك الجو المشحون. ويبدو أن لاعبي المنتخب العماني لا يجيدون اللعـب على أرضهم كما يفعـلون بعـيداً عن جماهيرهم والتباين في نتائجهم بين تصفيات المونديال ودورتي الخليج في قطر والإمارات دليل واضح على ذلك.
في الواقع ، لا أرى سوى سيناريو واحد فقط يمكن أن يسير به النهائي ، وهو اندفاع هائل من أصحاب الأرض لتسجيل هدف مبكر يُريح أعصابهم مع هدوء وتراجع سعـودي مغلـّف بالثقة لامتصاص حماس الفريق المضيف وثورة جماهيره. وكلما مرّ الوقـت ولم يسجل العمانيون فسوف يزداد توترهم وارتباكهم خشية الوصول إلى الأوقات الإضافية وركلات الترجيح ، وسيُلقي شبح خسارة النهائي الثالث على التوالي بظلاله عليهم طيلة التسعـين دقيقة. وإذا بالغوا في تقدمهم للأمام وتركوا مساحات في الخلف فسيدفعـون الثمن غالياً أمام مهاجمين مثل ياسر ومالك.
مالك معـاذ لم يكن في فورمته المعـتادة حتى الآن ونحتاج أن يكون في أفضل حالاته في هذا اللقاء تحديداً لأن سرعته وحركيته مهمة جداً لاستغـلال المساحات خلف الدفاع المقابل إذا وُجدت. ويا حبذا لو لعـب مالك كما فعـل ضد اليابان في نصف نهائي كأس الأمم الآسيوية. ياسر القحطاني لم يقدم أفضل ما لديه بشكل كامل هو الآخر وباستطاعته أن يكون حاسماً ومهارته قد تصنع الفارق في مثل هذا النوع من المباريات.
هل سيلعـب ناصر الجوهر بتيسير والفريدي مجدداً ؟ لديه عبده عطيف وأحمد الموسى على البنش ولا أدري ما إذا كان سيستمر بنفس الأسماء أم سيفاجئ كلود لوروا. أميل للحفاظ على نفس التشكيلة التي لعـبت ضد الكويت مع إمكانية الزجّ بأحمد الموسى مكان الفريدي لطبيعة المباراة. وبالمناسبة ، سمعـت العـديد من الآراء التي انتقدت أحمد الفريدي ومستواه الفني ولا أعرف سر هذه الانتقادات ولكن يعـجبني الفريدي كثيراً وخصوصاً عندما يبتعـد عن العـصبية والنرفزة ويركز على لعـب كرة قدم ، حينها يكون مبدعاً ومؤثراً ، إلا أن طبيعة المباراة تتطلب عامل المباغتة والاعتماد على المرتدات لذا قد يكون للموسى دور يلعـبه في النهائي.
دكة البدلاء في المباريات الختامية تصنع الفارق غالباً وبالمقارنة بين إحتياطيي المعـسكرين ، نجد أن الجوهر هو الرجل الأسعـد بامتلاكه لمجموعة ممتازة من اللاعبين الذين يمكن اللجوء إليهم والاستفادة من خدماتهم بطرق وأساليب مختلفة. هو يملك 3 مهاجمين على الدكة يمكنهم اللعـب كأساسيين بالإضافة إلى عبده عطيف الذي يستطيع تهدئة الرتم في الأوقات الحرجة إذا تقدمنا في النتيجة - إن شاء الله - وعلى المدرب وضع ناصر الشمراني على قائمة البدلاء وعدم استبعـاده كما فعـل في نصف النهائي لأنه قد يحتاجه في أي لحظة.
أشدت كثيراً بمدافعـينا وهناك من يقول بأنهم لم يُختبروا في المباريات الماضية ومباراة عمان ستكون هي المقياس الحقيقي وأتفق ( إلى حدٍ ما ) مع هذا الرأي برغم ثقتي الكبيرة في التنظيم الدفاعي للمنتخب ولكن الهجوم العـماني بوجود حسن ربيع ، عماد الحوسني ومن خلفهم فوزي بشير وبدر الميمني سيجهزون لهم شيئاً مختلفاً عما واجهوه سابقاً واحتوائهم سيكون أصعـب بلا شك. تضييق المساحات والدفاع بعمق سيحدّ من خطورة هجوم أصحاب الأرض وكريري وعطيف ستكون لهما مهام خاصة في إيقاف بشير والميمني وعدم إعطائهما الحرية الكافية للتحرك بأريحية في الثلث الأخير من الملعـب. الدفاع العماني يعـاني من بعـض المشاكل ، ومع إعجابي الشديد بالكابتن محمد ربيع إلا أن اليد الواحدة لا تصفق وعلينا استغـلال تقدم الظهيرين وصعـودهما المتواصل.
عقلية اللاعب السعـودي في التعـامل مع النهائيات والمباريات الجماهيرية ستساعده على خوض المباراة بدون التأثر بالأجواء المشحونة في مجمّع السلطان قابوس بعكس اللاعب العماني الذي أظهر أنه يتأثر بها ويغـلبه التوتر كما حصل في المباراة الافتتاحية. لاعبونا اعتادوا اللعـب حتى أمام 100 ألف متفرج ومبارياتنا المحلية دائماً تحظى بأجواء مماثلة لذا لن يكون شيئاً جديداً.
بناءً على ما قلته وعلى السيناريو الذي توقعته أرشح كفة المنتخب السعـودي بنسبة 51% مقابل 49% للمنتخب العماني وأنا واثق من قدرة صقورنا الخضر على تخطي كافة الصعـوبات والعـودة بالكأس إلى أرض الوطن بإذن الواحد الأحد ... إن شــاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|