عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-01-2009, 11:43 AM
الصورة الرمزية أديب
أديب أديب غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






أديب is on a distinguished road
Lightbulb |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛| أول خطبة جمعة على منبر الأقصى بعد تحريره على يد صلاح الدين الأيوبي |؛¤ّ

[align=center][/align]


[align=center][/align]


هذه الخطبة ألقاها الإمام الجليل و الخطيب العظيم " محي الدين بن زكي الدين "
في يوم الجمعة الرابع من شعبان 583هـ
و تعتبر أول خطبة جمعة في المسجد الأقصى بعد تحريره في معركة " حطين " ..
بعد أن بقي هذا المسجد في يد الصليبيين المسيحيين لحوالي 91 عام
و قد اختار صلاح الدين الأيوبي ذلك الإمام بعد تزاحم الأئمة على إلقاء هذه الخطبة


و سأكتب نص الخطبة باللون الأسود ، وأُعلق بالأزرق

نص ّ الخُطبة :

قال في أولها :

[ فقُطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ،
وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً و لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذل وكبّره تكبيرا ..]


ثم قال

[ الحمد لله معز ّ الإسلام بنصره ، ومذلّ الشرك بقهره ، و مصرّف الأمور بأمره ، و مديم النعم بشكره ،
و مستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدّر الأيام دُوَلاً بعدله ، و جعل العاقبة للمتقين بفضله ،
و أفاض على عباده من ظلله ، و أظهر دينه على الدين كله ، القاهر فوق عباده فلا يُمانع ،
و الظاهر على خليقته فلا يُنازع ، والآمرُ بما يشاء فلا يُراجع ، والحاكم بما يريد فلا يُدافع ،
أحمده على إغفاره و إظهراه ، و إعزازه لأوليائه ، و نصره لأنصاره ، و تطهير بيت المقدس
من أدناس الشرك و أوباره ، حمداً من استشعاره ، و الحمد باطن سره ، و ظاهر جهاده ،
و أشهد ألا إله إلا الله و حده لا شريك له ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ،
الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواص أحد ، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبَه ،و أرضى به ربه ،
و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، دافع الشرك و ساحب الإفك ، الذي أُسري به ليلاً من المسجد الحرام
إلى هذا المسجد الأقصى ، وخرج به من السماوات العلا ، إلى سدرة المنتهى ، عندها جنّة المأوى ،
ما زاغ البصر و ما طغى ، صلى الله عليه و على خليفته أبي بكر الصديق السابق إلى الإيمان ،
و على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من من رفع عن هذا البيت شعارالصلبان ،
و على أمير المؤمنين عثمان ذي النورين جامع القرآن ، و على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
مُزلزل الشرك و مُكسِر الأوثان ، و على أصحابه و التابعين له بإحسان .. أيها الناس ،
أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى ، والدرجة العليا ، لما يسّره الله على أيديكم من استرداد
هذه الضالة ، من الأمة الضالة ، و ردّها إلى مقرّها من الإسلام بعد ابتذالها على أيدي المشركين قريباً من
مائة عام ، وتطهيرهذا البيت الذي أذّن الله تعالى أن يُرفع فيه اسمه ، و إماطة الشرك عنه بعد أن امتد
على أرضه ، و استمر فيه رسمه ، و رفع قواعده بالتوحيد ، فإنه بني عليه ، و إنه أسس على التقوى ]


ثم قال عن المسجد الأقصى :

[ هو موطن أبيكم إبراهيم عليه السلام ، و معراج نبيكم محمد عليه السلام ،
و قبلتكم التي كنتم تصلّون إليها ابتداء الإسلام ، و هو مقرّ الأنبياء ،و مقصد الأولياء ، و مقرّ الرسل ،
و مهبط الوحي ، و منزل تنزل الأمر و النهي ، و هو أرض المحشر ، و صعيد المنشر ،
و هو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله تعالى في كتابه المبين ، و هو المسجد الذي صلى فيه
رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأنبياء المقربين ، و هو البلد الذي بعث الله إليه عبده و رسوله ،
و كلمته التي ألقاها إلى مريم و روحه عيسى الذي شرفه الله يرسالته ، و كرّمه بنبوّته ،
و لم يزحزحه عن عتبة عبوديته ، فقال تعالى : " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ "
و قال : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" ، و هو أول القبلتين ،
و ثاني المسجدين ، و ثالث الحرمين ، لا تُشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه ، و لا تُعقد الخناصر
بعد الموطنين إلا عليه ، و لولا إنكم ممن اختاره الله من عباده ، و اصطفاه من سكان بلاده ،
من النعمة انه جعلكم الجيش الذي لا يفتح عليه البيت المُقَدَّس في آخر الزمان ، و الجند الذين يقومون
بسيوفهم بعد فترة من الرسل أعلام الإيمان ، فيوشك أن تكون التهاني بين أهل الخضراء أكثر من
التهاني بين أهل الغبراء ، أليس هذا هو البيت الذي ذكره الله في كتابه ، و نصّ عليه في خطابه ،
فقال تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "
أليس هذا هو البيت الذي عظّمته الملوك ، و أثنت عليه الرسل ، و تُليت فيه الكتب الأربعة ؟!]


ثم يقول الخطيب رحمه الله :

[ واحذروا عباد الله بعد أن شرفكم الله بهذا الفتح الجليل ، و المنح الجزيل ، و أخصكم بهذا النصر المبين ،
و علّق أيديكم بحبله المتين ، احذروا أن تقترفوا كثيراً من مناهيه ، وأن تأتوا عظيماً من معاصيه ،
فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ٍ أنكاثاً ، أو كالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان
فكان من الغاوين ، الجهاد الجهاد فهو أفضل عبادتكم ، و أشرف عاداتكم ، انصروا الله و اذكروا الله
يذكركم ، اشكروا الله يزدكم ، جدّوا في حسم الداء ، اقطعوا شأفة الأعداء ، طهّروا بقية الأرض التي
أغضبت الله ورسوله ، و اقطعوا فروع الكفر و اجتثوا أصوله ، فقد نادت الأيام بالغارات الإسلامية ،
و الهالة المحمدية ، الله أكبر الله أكبر ، فتح من الله و نصر مبين ، الله أكبر فتح الله و نصر الله أكبر ،
غلب الله و قهر ، الله أكبر ، أذل الله من كفر ]


ثم إن الخطيب أتم الخطبة الأولى ثم جلس ، و كانت العادة في الخطبة الثانية أن يدعو فيها للخليفة
و الإمام ، و لكنه قال :


[اللهم و أدِم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك ، الشاكر لنعمتك ، المعترف بموهبتك ، سيفك القاطع ،
و شهابك اللامع ، و الحامي عن دينك الدافع ، و الذَّابَّ عن حرمك و حرم رسولك الممانع ،
السيد الأجل الملك الناصر ، جامع كلمة الإيمان ، و قامع عبدة الصلبان ، صلاح الدنيا و الدين ،
سلطان الإسلام و المسلمين ، مطهّر بيت المقدس ، أبي المُظفر يوسف صلاح الدين بن أيوب ،
محيي دولة أمير المؤمنين ، اللهم عمَّ بدولته البسيطة ( أي الأرض )، واجعل ملائكتك برايته محيطة ،
و أحسن عن الدين الحنيفي جزاءه ، واشكر عن الملة المحمدية عزمه و مضاءه ]


ثم قال في نهاية الخطبة :

[ اللهم كما فتحت على يديه بيت المقدس بعد ان ظنت به الظنون ، وابتلي المؤمنون ، فافتح على يديه
داني الأرض و قاصيها ، و ملِّكه صياصي الكفر و نواصيها ، فلا لقي َ منهم كتيبة إلا فرّقها ،
و لا جماعة ً إلا فرّقها ، و لا طائفة ً بعد طائفة إلا ألحقها بمن سبقها ]


ثم قال :

[ اللهم ذلل به معاطف الكفار ، و أرغم به أنوف الفُجّار ، و انشر ذوائب ملكه على الأنصار ،
و أثبت سرايا جنوده في كل المصار ]




إنتهت هذه الخطبة الرائعة العظيمة
اللهم ارزقنا خطبةً و صلاةً في بيت المقدس قبل الممات ..
بعد أن يمُنّ الله علينا باسترداده من اليهود الطُغاة


[align=center][/align]

و للمعلومية .. هذا هو مسجد الأقصى المبارك .. وليس مسجد قبّة الصخرة < ذو القبّة الذهبية > .. !!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



قوانين منتدى زهران
أخر مواضيعي