[سجين]

[align=right]إلى هنا يا صديقي سأكتفي، وإلى هنا لم أعد قادرا على السير معك، سأتوقف هنا مكتفيا بمساحة ود عتيق كان قد تشكل في يوم ذي مسغبة.
كل ما أنجزه لك ، لايساوي شيئا، ولن يساوي شيئا ، مادمت أنا في خانة الصفر، حيث يقطن اللاشيء في جزء من اعتبارك ، ولذلك استمر في تقزيم جهدي ونفي ما أقدمه لك دون مقابل!! فما جاء دون مقابل محتقر ، ولو كان عظيما ، وما جاء باستعلاء وتكلف ، عظيما ولو كان لايساوي شيئا، ومشكلتي معك ، أني جئت للعمل معك دون انفراد بك على شرفة زجاجية مطلة كي أبرم اتفاق بالثمن وما ستمنحي لقاء ما سأقدمه لك ، استمر يا صديقي ..ثرواتك ستتنامى ، وجهدك لن يضيع سدى ، وعلاقاتك بالكبار ستمتد وتتتعرش ، وستصبح جزء من هذا الورم الرابظ فوق أحلامنا يكتم فينا أنفاس الخلاص ، ويسد مسامات عقولنا من تسرب اليقظة ، واصل مشوارك ..ستصل إلى الفارهات من صبايا الدلال ، وناطحات السحاب، إلعب فما أنت الا جزء من لعبة هذا الوباء الطويل، المستدام ، الذي أخر يقين خلاصنا ، يا صديقي أنا لا أساوي فلسا بالنسبة لك ، لأني من هذا الجيل الموءود بطموحات أمثالك ، جيل ولد على كف عفريت الضياع في وطن ضائع ، تنهشه ضباع الموت والشتات ، وتنخره هوام الفساد ، لكن يا صديقي سيحيا هذا الجيل ، وسيعري الذين التحفوا رداء الوطنية ، وتلبسوا زورا بعباءة الاخلاص له ، دون جوهر فيهم ، سوى أطماعهم التي لا ولن تنتهي ، إلا بانتهاء غفوته المتقنة في مطابخ تغييب العقول ..
نحن جيل اليوم ، والغد الآتي ، مهما صادرتموه لنا ، ولن ندعكم تقتربوا من أحلامنا الجديدة بتوغل ، إلا ريثما نجهز على بقايا تخلفكم كي نرديه في مصيدة وعينا الجديد الحر..
[/align]