لا شك أن ذكر الله يزيح الهموم وضيق الصدر و لكن للاستغفار أثرٌ كبير في ذلك فقد كان ابن تيمية رحمه الله إذا استعصت عليه مسألة يستغفر فيجد لها حلاً لأنه كان متيقناً أنه ما أشكل عليه شيء إلا بذنب فيسارع للاستغفار , و الاستغفار مقرونٌ بالتوبة قال تعالى ( لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار ) إلى قوله ( و على الثلاثة الذين خلفوا ) أي تاب على النبي و المهاجرين
و الأنصا ر و الثلاثة الذين خلفوا (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم و ظنوا ألا ملجأ من الله إلا ليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ) سورة التوبة فيفهم من الآية أن اللجوء إلى الله بالتوبة و الاستغفار يزيل الضيق عن النفس و الذي غالباً مايحدث بسبب الذنوب فهؤلاء الثلاثة تخلفوا عن الجهاد بدون عذر فوقعوا في الإثم الذي سبّب لهم الضيق و الله أعلم
علاج ضيق الصدر
وصف الله علاج ضيق الصدر لرسوله في كتابه الكريم عندما قال له ..
( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99)سورة الحجر
أي عندما يضيق صدرك يا محمد عليك بثلاثة أشياء
العلاج الأول :
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ .. سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتكمني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )) رواه الترمذي وحسنه الألباني
يا كل مبتلى بضيق الصدر أكثِر من التسبيح والتحميد سترى إن شاء الله فرجه وترى سروراً والأمر ليس فقط بترديد اللسان ولكن بمعايشة الذكر حيث أن الذكر له مراتب..
مراتب الذكر:
- ذكر اللسان .
- ذكر القلب .
- ذكر القلب واللسان .
وأعلى مراتب هذا الذكر هو ذكر القلب واللسان .
ولكن إذا ذكرت بلسانك فقط فأنت في مرتبة من مراتب الذكر أيضاً فأشغِل لسانك بالحق حتى لا يشغلَك بالباطل
العلاج الثاني :
الصلاة) أكثِر من السجود)
فأقرب ما يكون العبد لربه وهو في هذا الذُل من لحظات السجود ...
- كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)سورة العلق
وكأن القرب من الله يكون بالسجود فاسجُد لتكون قريباً
- وعن ربيعة بن كعب قال : كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وحاجته , فقال : سلني , فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة , فقال : أو غير ذلك ؟ فقلت : هو ذاك , فقال : أعني على نفسك بكثرة السجود... رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود . العلاج الثالث :
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
واستمِرَّ في عبادة ربك مدة حياتك حتى يأتيك اليقين , وهو الموت
وامتثَل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربه , فلم يزل دائبًا في عبادة الله , حتى أتاه اليقين من ربه ؛؛؛