[القرناس]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

موضوع في غاية الروعة والتشويق يطول ويطول حوله الحديث وقد تصبح هذه الفتاة مناضلة في سبيل تحقيق دورها في الحياة لما اوصي به نحو عمارة الأرض كسنة كونية زرعت في اعماق النفس البشرية فوجهتها نحو اختيار ما يتناسب معها

فلا يمكن ان تحدد المهن ويلزم بها فيئة دون الأخرى وكأنها حكر على فيئة تدعي الخشونة والفتوة والسواعد الملفوفة

فكم من رجال يحملون هذا المفهوم الأسمي المطلق والمحدد في معانيه ولا يمكن ان يكون مشروط بل مطلق ويطلق على كل انسان ذكر

وعن موضوع هيا وتنكرها لكي تمارس عملها

فهي تعتبر بهذا النكر لم تتشبه بالرجال بل بقيت على اسمها ولكنها غيرت من زيها حتى لا تلفت انتباه المحاربين لها والمندفعين فقد يوقعونها من انها وقعت في قضية اختلاء محرم فيقام عليها العقاب التعزيري ظلماً وبهتاناً بفبركة مبالغ فيها ومهولة وقد يشهر بها ويفضح بها ويقال عليها انها سافرة ومجاهرة وضبطت متبرجة بخلوة محرمة بينما هي تمارس عمل مهني بكامل ثقتها وبما يحقق لها كسب لقمة العيش اللتي قسمت لها من خلال ذلك العمل الأحترافي

ومن جعلها تلجاء الى هذا التنكر انه المجتمع الذي انقلب بين عشية وضحاها الى محارب لها ولكل من تريد ان تعمل بشرف وثقة ونقاء

ولكون المرآة مغمورة لا يثق بها وكأنها لعبة سهل النيل منها وسهل الإقاع بها بحجة انها ناقصة عقل ودين وفسرت هذه المقولة على علتها فهي ناقصة عقل لما تقع فيه من آلام اثناء الحمل والولادة وناقصة دين لكونها تتعرض لنواقض تمنعها عن اداء الصلاة والصوم والحج حتى تتطهر

وهذا النقص ليس وصمة لدحرها والأخلال بواجباتها اللتي من اعظمها تربية الأبناء فمن ولي بتربية الأجيال اليس بجدير ان يعطى الثقة في امور حياتية عابرة نحو الكسب الحلال وعدم اشلاله وتهميشه

هناك مفارقات كثر جرت المرآة الى الشعور بالنقص والشعور بالذل وجعل منها ذلك تحقد على مجتمعها وتحقد على كل من يتصدى لقدارتها
وادى هذا الحقد الى شعور بالنقص فأنحراف بعض النساء الواتي اصبحن يمتهن مهن غير شريفة ومنهن من وقعت ضحية العوز فأصبحت مومسة بسبب عدم ثقة المجتمع بقدراتها وعدم اتاحة الفرصة لها لكي تعمل وخاصة ممن لا تحمل شهادة لكي تعمل كموظفة فالفقر والعوز هو بلاء ويجر الى الهاوية

فهذه المرآة اختارت اسلوب لكي تتغلب على التصور الخاطيء ولكي تؤدي عملها وتزاحم عليه بكل ثقة

اذ نحيي لها هذه الخطوة الجريئة

والسلام