الموضوع: وجوه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-02-2009, 12:09 AM
الصورة الرمزية سجين
سجين سجين غير متواجد حالياً
 






سجين is on a distinguished road
افتراضي وجوه

[align=right]ليس أسوأ من يوم يبدأ بعويل المنبه واضطراري إلى النظر في المرآة ..!

لاأحب النظر إلى وجهي، المرآة بواقعيتها الصارمة وتغلغلها في التفاصيل من أكثر

ما أمقت .

أعرف وجهي...أحسه وأستطيع رسم تفاصيله وندوبه بكفي .. أما هذا الذي

ينعكس على المرايا .. زجاج السيارات والمحلات التجارية .. على الملاعق وكؤوس

الشراب .. فلاأعرفه .

التقاط الصور بالنسبة لي عقوبة .. ثمن أدفعه وعلقم أتجرعه كي لاأسقط من

تعداد السكان فتلفظني المدينة كعظام قرصان قذفتها الأمواج على شاطئ

جزيرة مهجورة .

لا أعرف سببا لتبجيل الوجوه .. لا أفهم لماذا حين نود التعريف بشخص نتحدث عن ملامح وجهه .. كواجهة بناية ؟

لماذا لا نقول .. ذو حزن شفيف داكن كغريب .. أو فرح فاضح كعاشق .. بدلا من الحديث عن لون البشرة .. ؟!

ياإلهي...كم أحسدهم وأتمنى أن أمتلك هذه القدرة التي لديهم بالنظر إلى

صورهم في كل حين .. أولئك الذين يذيلون مقالاتهم وأشعارهم بصورهم

الساق فوق الساق في جلسة ارستقراطية باذخة الترف ، والأصابع متشابكة .. فرصة للسلام ..!

نظرة شاردة تحاول جاهدة أن توحي بالصدق والعواطف وحكمة

التجربة ، لكني لاأرى فيها سوى نظرة بلهاء تصب في أنهر العدم ...!

...بيت من الشعر بالأحمر القاني للإيحاء أنه كتب بمداد الدم نتيجة تجربة قاسية

مع امرأة لعوب لم تقدر هذا القلب الشفاف كألواح الزجاج حق قدره فانكسر

أو بيت تشتم فيه امرأة ..! فأفضل طريقة لاصطياد الغزلان هو الإيحاء لها بعدم

رغبتنا في ذلك .. والعجيب أن المرأة لا تمل من الوقوع في هذا الشرك عشرات

المرات....! يكتب ضباب الشك المتصاعد من فكري جملة طالما حاولت نفيها..

(( تُذِل الكرام....فيذلها اللئام )) .

رغم أحلامي الهشة القابلة للكسر مع أول رياح الواقع ، وأصابعي البضة التي

لم تخشوشن كأصابع البحارة من حبال الأشرعة ، رغم عمري التافه الذي

لايتعدى تجربة مغرور ظن أنه خبر الدنيا والناس والأشياء ومشى في كل الدروب

بعد أول ندبة يظنها من فرط سذاجته جرحا غائرا لايندمل....

رغم كل هذا أشعر في قرارة نفسي أنني لاأنتمي إلى المرحلة .. أسمع رجع

الصدى يأتيني من العتمة والعدم....مكانك ليس هنا...!!

فما زلت أعتقد...

أن قصص الحب لاتحيا وتكتمل دون شباك .. وأن الرسائل أكثر حميمية ولهبا من

أسلاك الهاتف .

ما زلت أعتقد...

أن أجمل هدية نقدمها لمن نحب...قصيدة... رواية....أو لوحة ، وأن القصائد التي

نكتبها فيمن نحب يجب أن نهديها لهم وحدهم .. مغلفة ومعطرة بأنفاس الصدق

لأنها تفقد قيمتها وصدقها إن أصبحت حقا مشاعا .. وقبعة لجمع حروف الإطراء .

مازلت أعتقد...

أن المطر يعري العشاق من كل مساحيق الصبر والتجلد ويمنحهم لحظات مفعمة

بالشجن والتوحد .

ما زلت أعتقد....

أن قصص الحب لاتنتهي بأفول المواسم ، وأن العاشق ليس بحارا في كل ميناء

ومدينه له عشيقة .

ما زلت أعتقد...

أن صمت العشاق أصدق من كل الكلمات والأشعار...

...وما زلت أعتقد...

أن من تحبني لاتغير فساتينها كل ليلة ..

وأنه مهما رسمت الدروب على وجهي من تجاعيد ووجع ..

فسوف لن تجهلني حين تراني لأنها لاتعرفني من .....
[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[align=center][align=left]اثْنان يــســتــحــقــون الــعــطــاء أنـــا ونــفــســي[/align][/align]
[align=center]

http://audio.islamweb.net/audio/list...10942&type=ram[/align]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس