[ابوماجد القحيم]

شابان سعوديان يطلقان حملة (خلوها تعنس) اعتراضا على غلاء المهور وتكاليف الزواج

على غرار حملة "خلوها تصدي" قام شابان سعوديان بإطلاق أول حملة إلكترونية تحمل اسم "خلوها تعنس"وذلك احتجاجا منهم على ارتفاع القيمة المالية للمهور فضلا عن غلاء المعيشة التي تعترض طريق العديد من الشبان وتجعلهم يحجمون عن قرار الزواج.

ويقول مؤسسي الحملة الشابان عبد الله الدرعان ورامي الفردان خلال لقاء صحفي أن سبب إقدامهما إطلاق حملة "خلوها تعنس" النجاح الذي حققته حملة "خلوها تصدي" التي دعت الجميع إلى مقاطعة وكالات السيارات بسبب بيع السيارات بأسعار باهظة جدا , لذلك فكر الشابان في استخدام ذات الوسيلة لحل مشكلة العزوبية والعنوسة بعد أن فشلت كافة الطرق في التصدي لها ومعالجتها , وأضاف الدرعان والفردان أن اختيارهما لهذا الاسم جاء أيضا كمحاولة منهما لإيقاظ المجتمع وجعل أولياء الأمور يراعون ظروف الشباب المادية.
ويقول الشابان في الحوار الذي نشرته صحيفة شمس أمس أن الحملة تعرضت للهجوم والانتقاد في بداية الأمر من قبل الفتيات إلا أنهن شاركن في الحملة بعد أن علمن بأهداف الحملة الحقيقة آلا وهي تخفيض قيمة المهور وتكاليف الزواج المرتفعة
.واستخدم الشابان الموقع الشهير (فيس بوك) لإطلاق الحملة لأنه يعد واحدا من أشهر المواقع التي يتردد عليها العديد من أبناء المجتمع كما أنه يعتمد على الصراحة واستخدام الأسماء الحقيقة لمؤسسي المجموعات التي ينضم إليها العديد الأعضاء .

ويقول الشابان إن نسب العنوسة والعزوبية ارتفعت بشكل مخيف ,واستندوا في ذلك إلى العديد من الدراسات والأبحاث , كما أن حالات الطلاق بدأت هي الأخرى ترتفع بشكل ملحوظ وهذا ما دفعهما إلى إطلاق الحملة الإلكترونية لمعالجة ظاهرتي العنوسة والعزوبية.
وتابع الشابان حديثهما: ليست العقبة الأولى أمام الشباب تكاليف الزواج المرتفعة فقط كما أنها ليست السبب الرئيسي لارتفاع نسب العنوسة والعزوبية , فهناك عوامل أخرى ساهمت في ارتفاع تلك النسب من بينها تعقيد إجراءات انعقاد القران التي تمنع الطرفين من اكتشاف شخصية بعضهما البعض والانسجام والتعارف بشكل أعمق وجاد في ظل رقابة عائلية واحترام

للعادات والتقاليد , وبالإضافة إلى ارتفاع التكاليف المادية للزواج ومن بينها المهر توجد العديد من الحالات التي فشلت في حياتها الزوجية لأن الزوج يقع عليه عبء الإنفاق على الأسرة

ولا شك أن ارتفاع تكاليف الزواج والمهر قد أثرا على حالته المادية , بالإضافة إلى عامل أخر آلا وهو عدم معرفة الطرفين لشخصية بعضهما بشكل أعمق قبل الزواج وبالتالي تبدأ العديد من المشاكل الأسرية في الظهور وقد تنتهي بالطلاق أو تتسبب في حياة زوجية تعيسة.
وعن الانتقادات الحادة التي تعرض لها الشابان بسبب العواقب الوخيمة لتلك الحملة أكدا أن الحملة هدفها معالجة ظاهرة موجودة في المجتمع والتصدي لارتفاع قيمة المهور وتكاليف الزواج الباهظة والعادات الاجتماعية غير الصحيحة التفسيرات الدينية التي يفسرها بأسلوب خاطئ من شأنه عرقلة إتمام الزواج ,

والدليل وجود بعض الفتيات والشابات تجاوزت أعمارهم ٤٠ عاما ولم ينجحوا حتى الآن في الزواج كما فشلت العديد من مشاريع الزواج الأخرى بسبب عدم التعارف الصحيح وزيادة الأعباء المادية.ولم ينفي الدرعان والفردان أن الحملة اتسمت بطابع ساخر إلا أنها في الوقت ذاته تتسم بالصرامة كما أكدا الشابان في نهاية حديثهما أن الحملة لم تقدم حلول قاطعة لظاهرتي العنوسة والعزوبية

وأشارا إلى أنهما يعتزمان التفكير في حلول ومقترحات أخرى قد تفيد في حل تلك الظاهرة.

وتعقيبا على تلك الحملة قال الشيخ أحمد الزارع المشرف العام على موقع تيسير الزواج أن تلك الحملات وأمثالها لا تقدم حلولا للمشكلة القائمة بل تزيدها تعقيدا وأشار إلى ضرورة البحث عن حلول حاسمة ومدروسة جيدا لحل مشكلتي العزوبية العنوسة , كما دعا الشباب إلى عدم الانجراف وراء تلك الحملات التي لا تقدم سوى مزيدا من التعقيد وطلب منهم الالتفات للحملات الإيجابية التي تهدف إلى تيسير قيمة المهور وتكاليف الزواج التي تشارك في العديد من الجهات الحكومية وإمارات المناطق.


ولفت الشيخ الزارع إلى ضرورة تنشيط دور مدارس البنات بحيث يكون هناك ثمة اتصال بين المديرة والطالبات الراغبات في الزواج على أن يتم تخصيص قسم محدد لاستقبال شكاوى الفتيات ضد آبائهم في حال رفض تزويجهن