رد: /// الخيــال المستحيــل ///
[align=center]أخي الشاعر علي الحسني
تحية صادقة لقلبكَ الناصعِ البياض
سيدي الكريم، لقد ألجمتَ لساني عن أن أتعرضَ لقصيدتِكَ بشيءٍ من النقدٍ حينَ ذكرتَ أنك تتحفظُ على الأسماءِ المستعارةِ التي تهم ُبتناول عملك الأدبي. لقد قرأت بين سطورك امتعاضا من النقدِ و خشيةَ من أن يأتي الناقدُ بما لا تشتهي نفسُك ، رغم أنك لم تمانع في أن أقرأ قصيدتك على روية.
قد أجد لك العذر فيما ذهبت إليه فنحن يا أخي بشر جبلنا على حب الثناء و الإطراء و هذا ما لا يعرفه الناقد الحصيف المنصف ، و من هنا كما تعلم نشأت الفجوة بين المثقفين على اختلاف مشاربهم، فالشاعر ، مثلاً ، يخشى الناقد و هذا الآخر أضحى لا هم له إلا تتبع الهفوات.
لكي تعرفني أكثر، أيها الشاعر العذب، فأنا أعلمُ يقيناً ما هو تعريف النقد فهو فيما أرى تعريةُ للنصِ الأدبي و إشارةٌ لمواضعِ الحُسنِ و القوةِ و إثباتٌ لمكامن الرداءةِ و الضعف. هذا هو تعريف النقد ببساطة رغم اختلاف مدارسة و مبادئه.
ثم إنه ، يا أبا عطيه، لا يستحق أن يتعرضَ لنصِكَ شخصٌ ما لم يبدأ بإنزالك منزلك الذي تستحق كشاعر ثم بشكرك على عصارةِ فكركَ التي كنت تحاولُ من خلالها أن تُسهمَ في إثراءِ الأدبِ و إرواءِ النفوسِ المتعطشةِ للجمالِ و إهداءِ التجارب الذاتيةِ للآخرين كي تنيرَ لهم الطريق
نصك يا علي جميلٌ حدَ الدهشة رائعٌ حدَ الإبهار إلا أنه شأنه شأن كل عمل بشري لا يخلو من الضعف.
أتمنى عليك أخي الكريم أن توضح مقصدك في عجز هذا البيت:
والبرد يحرقني وادوّر في ثنايـا الليـل ليـل
في حضنه الصبح ودفاي اشراق حسنه يشعله
ثم هل توافقني في أن استخدام (يستفعله) في قولك يستنزله، كان غير موفقاً؟ إن رأيتَ أن تخالفني فإنني أطمعُ في تعليقك فلعلني قد جانبت الصواب
أغراني التمر الذي معقود فـي روس النخيـل
حاولت امد ايـدي وعيـا الحـظ لايستنزلـه
يتجلى في هذا البيت إيمانك بالقضاء و القدر إلا انك ناقضت نفسك حين قلت (يرضيني الشيء القليل) فالمؤمن يرضى بما قسمه الله حتى و إن لم ينل شيئاً
رغم ان عزمي ما انثنى يرضيني الشي القليل
ما يجني الإنسان شي الا وهـو مكتـوب لـه
إن ما ذكرته هنا ، يا أبا عطيه ليس نقداً و لكنها تساؤلات من محب يرجو لك الخير و يأمل منك الكثير من الإبداع و العطاء
تقبل سيدي احترامي و صادق مودتي ، بل و اعتزازي بشاعريتك[/align]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|