هـــــــــــــؤلاء يريدون معرضـــــــاً للرز لا للــــكتاب
مع بالغ تقديري وشكري للجهد الذي بذلته وزارة الثقافة ولجنة معرض الكتاب الدولي بالرياض، إلا أن بعض ثقافة الوصاية تبرهن مع كل حدث ثقافي أن ثقافتنا الشعبية السائدة في حاجة إلى معارض لأنواع الرز لا دور النشر. معارض من شاكلة تلك التي تميز ما بين الأرز الصناعي والطبيعي المزروع. جناح لعرض ماركة الفاخر من – البسمتي – مقابل – تلدا -. رواق لعرض أفخر أنواع الرز الهندي والتايلندي. فوارق الرائحة الزكية بين أبو بنت وأبو سيوف وأبو بنادق مع نزع صورة الماركة الأولى من المعرض من باب الاحتساب. استضافة بابكر والشعلان والمهيدب لعرض تجاربهم في تجارة الأرز. أنا لا أمزح، فبدلاً من أن تكون معارض الكتاب ومهرجانات العمل الثقافي صورة شعب، تحولنا إلى ثقافة بلطجة واعتداءات على الكتاب والمؤلفين في أروقة المعرض وأصبحنا أخباراً طريفة على نشرات الأخبار، لأن ثقافة الوصاية تتعامل مع معرض الكتاب وكأنه عرض للبضاعة المصادرة في جناح للإدارة العامة للجمارك أو قطاع سلاح الحدود، تماماً مثلما تنظر لبعض المحاضرات والمحاضرين على أنها مجرد ملهى ليلي، ينظرون إلى استضافة مفكر ذات نظرة الشك إلى استقدام مطرب.
تتجول ثقافة الوصاية في معرض الكتاب وهي تعلم أنها أدنى من تقييم كتاب وتحضر للاعتراض على عنوان محاضرة وهي تدرك أنها بغير الاعتراض والضجيج لا تملك حجة قادرة على النقاش. كل ما لديها ليس إلا (لستة) بأسماء كتب ومؤلفين لا تختلف في شيء عن (لستة) أم العيال لزوجها حين يذهب للسوق. أحرقت ثقافة الوصاية خيمة نادٍ أدبي وسجلت القضية ضد مجهول رغم أن هاتف النادي يحتفظ بالذاكرة. اقتحموا نادي حائل الأدبي وخرجوا من القضية كالشعرة من العجين وكأنهم أشباح لا يمكن القبض عليها. اختلقوا أحداث كلية اليمامة وانتهى الأمر بحبس (الزعيم) خمسة أيام مع وقف التنفيذ، هجموا في سراة عبيدة على فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان وهربوا في الظلام رغم هجومهم عليه تحت الأضواء الكاشفة. تطاولوا على فرقة شعبية في شرورة لأنهم يعلمون تماماً أن كل السوابق من الجوف إلى جازان ومن شرورة إلى تبوك مروراً بكل ما بينها لم تنته إلى محاسبة، بل إلى بطولة جعلت هؤلاء المتمادين أشهر من الكتاب والمؤلفين والمثقفين والمفكرين.
منقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|