رد: مقتطفات من خطب يوم الجمعه الموافق 23/3/1430 هـ
اسم المسجد
مسجد السعاده
الموقع
حي المنتزهات
عنوان الخطبه
المصائب والكوارث
ملخص الخطبه
بين الشيخ ان كل ما يحصل للعباد من محن، وكوارث ومصائب، فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }
وبين ان من نعم الله علينا هذا الهواء الذي نتنفسه ولشدة الحاجة إليه جعله الله مبذولا متاحا للمخلوقات في كل مكان وبدون ثمن أو مال ، ولكن عندما يتلوث هذا الهواء بالقدر الذي لا يمكن الإفادة منه فان حال الناس تصبح صعبة وحرجة تصل ربما إلى حالات من الإغماء أو الاختناق .
وقد توالت علينا في هذه الأيام رياح شديدة مصحوبة بأتربة كثيفة تأذى منها الناس وتضرروا، وبان عجزهم عن ردها ودفع ضررها حتى بإغلاق الأبواب والنوافذ فهي تصل لكل مكان ولو كان مغلقاً.
وبين ان الريح جند من جنود الله تعالى التي لا يقاومها شيء، فإذا خرجت عن سرعتها المعتادة – بإذن ربها - دمرت المدن وهدمت المباني، واقتلعت الأشجار، وصارتعذابا على من حلت بدارهم فلما عتا قوم عاد وقالوا (من أشد منا قوة ) أرسل الله عليهم الريح العقيم فقال جل وعلا ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )
وقد قال الله عن قوم صالح عندما أرسل علهم الريح: { فلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وبين إن كثيرا من الدول والأمم والمجتمعات غالبا ما تضرب لهذه الرياح والأعاصير ألف حساب فتقرأ الأحوال الجوية وتتنبأ بوقت ومكان حدوثها وتتخذ من اجلها الاحتياطات وتشغيل الإنذارات وتجهيز الملاجيء ومع هذا كله إلا أنها لا تتجاوزهم إلا بخسائر فادحة في الأرواح والأموال وتلفيات في الممتلكات
وبين إن مما ينبغي الحذر منه هو نسبة هذه الظواهر إلى الطبيعة كما يسميها بعضهم (غضب الطبيعة) وكما يقول بعضهم إن هذه ظواهر طبيعية. لهاأسباب معروفة. لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين. حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية ؟؟إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمرالله عز وجل، والله بحكمته جعل لكل شي سببا إما سبباً شرعيًا وإما سبباً حسياً هكذا جرت سنة الله عز وجل.
وبين إن من الناس من يتذمر عندما يرى الريح والغبار وربما تطاول فسبها وشتمها وهذا أمر قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذاالريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) الترمذي 7315 ، وقال (لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى تأتي بالرحمة والعذاب ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها ) رواه احمد وصححه الالباني 7316
وختتم خطبته بالدعاء للمسلمين والمسلمات والدعاء على أعداء الدين
نسأل الله عزّ وجل أن يجعلني وإياكم من الذين إذا وُعِظُوا اتعظوا، وإذا أذنبوا استغفروا، وإذا ابتلوا صبروا،إنه سميع مجيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|