[عبدالله العلي]

هنالك لحظات نادرة.. صعبة البقاء والاستمرار.. لحظات يصعب وصفها.
وهي بحد ذاتها تمثل رونق القداسة المتأصل في زمن الديجور أو زمن الركن الآخر في حياة كل منا
مع كل صباح تتجدد فلسفة هذا الكووون ويزداد غموضا وعمقا.
لحظة!

حركة ذائبة وتطلعات مستمرة نحو الأفق . آمال جديدة تبنى واخرى تتهدم
بل تختفي .. وشيء من الشك يلقي بظلاله على أطلال حقائقنا الماضية
آآآآآآآآآآآه
أعين كل منا تخفي حول محاجرها بقايا صراع مرير مع الزمن .. وتجاعيد شرهة بدأت
بالتطفل على صفحات وجوهنا المغبرة الترهة .
غريبة هي الحياة ! معادلة تبحث عن حل !
كثيرا ما طغت على آمالنا بل وسحقتها أحيانا. وكأنها تتلذذ بالطرف الاخر المشتت
شيء غريب !! نعم غريب عنا نحسه ونحاول كشفه وتبؤ محاولاتنا بالفشل.
كل ما ظن أحدنا أنه بدى قريبا من فهم نفسه.. إذ به يجد أنه في عمق سحيق
أو بعد آخر . بعيدا عن الحقيقة.
هل كل ما حولنا مزيف وهمي ؟؟
أم أنني المثل الخاطئ للحقيقة . ربما كنت مزيفا!
لكن قلبي يحدثني غير ذلك..
غموض يلف كل شيء تحت ستار من سطحية الحقيقة.. الابتسامات التي أراها ما هي
إلا وهم فرضته أحداث الحياة لكي نخدع أنفسنا .. ونخفي حتى عن أنفسنا صراع الالم
وآهات مكتومة تظل حبيسة في قيعان كل منا
لم يعد شيء كما هو!!
لقد حصل التغيير وحلت اللعنة وبات كل شيء منزوع الحقيقة مطعما بالزيف والخداع...
حتى فنجان قهوتي أحسه يخدعني ويحاول إخفاء حقيقته البشعة عني .
لونه الأسود الكئيب يمتص كل طيف او لون بهيج. ليضفي على جلستي شيئا من الظلمات
كم يخفي داخله من جراثيم؟؟ كم يدآ لمسته؟؟ كم شفة ارتشفت منه؟؟ ومع ذلك
يصر على انه فنجاني أنـــــــا . آآه لقد صرت أخشى كل شيء .. لم يعد هنالك
أي نور.
لا شيء سوى ديجور حالك.. هنالك خلف أطلال الوهم .. حيث تسبح بقايا
أرواحنا البائسة تطارد ومضة هاربة كتب ان تظل حبيسة في دياجير أفكارنا
حيث الظلام الحالك ولا شيء غيره..
أحس أنني أسبح في فنجان قهوتي .. أحس بدفء رهيب. أحس و و و
لكني لا أرى شيئآ.