
31-03-2009, 01:47 PM
|
 |
عضو اداري كبار الشخصيات
|
|
|
|
تسقيك الغزيل
] تسقيك الغزيل
قصة قرأتها واعجبتني بطلة القصة ام حمد من عندي الاسم لكنها حقيقية ذكرتها احدى الاخوات
قالت ام حمد كان الماء في الماضي صعب العثور عليه وشحيح والحصول على بضع قطرات باردة يعتبر ترفاً
في الماضي وسقاية الاطفال منه عند اجدادنا كانت تعتبر دلالاً زائداً
ولومررنا بمراحل تتبع مصادر المياه وحفر الابار واستخراج المياه ووسائل صنع ادوات لحفظه بارداً
لو عرفنا كل ذلك لعذرناهم
هذه الغزيل كانت تسقي النائم
(تسقيك الغزيل) كلمة يقولها الاولون لتلهية الطفل واسكاته وقت النوم خصوصاً حين يطلب المصيبة التي اكبر
من الماء وهي طلب الحليب
والحليب يعتبر غذاء المترفين الذي لايتوفر في كل بيت قديماً
فمن اين لهم البقرة او الماعز التي يحلبونها للحصول عليه
ومن اين لهم الحصول على مرعى مناسب وموارد ماء ومكان مناسب لرعاية (البهيمة)
كل هذه العوامل بالاضافة الى انه ممكن ان يضع الانسان قديما كل ثروته في بقرة
او ماعز فتصاب بمرض يحصد روحها بين يوم وليلة ويبقى هو يندب حظه
تقول ام حمد كنت صغيرة يتيمة واعيش في بيت جدي الملئ بالبشر رجال كبار هم اعمامي
الذين لا يتوقفون عن الكدح من قبل طلوع الفجر الشمس وحتى الغروب
كانت جدتي العجوز الرحيمة التي تؤوي الايتام وترعاهم وهناك زوجات اعمامي
اللاتي لاتكاد الواحدة منهن ترفع ظهرها من عمل شاق كاالخبز و العجن والطحن او الحلب والكنس
وغيره حتى تنشغل بشئ اخر بالاضافة الى عمتي واولادها وعشرات الاطفال
وفي البيت (برميل )كبير من التنك يتم ملؤه بالماء ويستخدم مثل الخزان لكل اغراض البيت
فليس هناك غسل دقيق لكل الاواني وليس هناك تنظيف لدورات المياه التي هي غير موجودة اصلاً
انا هو للشرب والطبخ ويرش الرجال قليلاً منه على رؤوسهم للانتعاش بعد العمل الشاق
تقول ام حمد كنت اجلس مع البقية ننتظر انتهاء اعمامي من اغتسالهم وصلاتهم واستعدادهم لوقت العشاء
حتى يمكنني تناول العشاء معهم او على الاقل مايتبقى منهم ثم شرب القليل من الماء الذي اشتهيه
نظراً لظمئي الشديد ثم اخلد الى النوم
جلست بجوار جدتي بعد العشاء ورايتها قد اخفت القليل من الماء في ((الغضارة)الاناء الذي نشرب فيه الماء
اخفته لكي اشربه بعيداً عن اعين كل الاطفال فانا اليتيمة التي تحظى بميزة العطف والبر المضاعف
انتبهت عمتي التي كانت تجلس بجوار جدتي للماء فغضبت جداً وكانت صارمة ضد اي تميز للاطفال وتدليلهم
على حساب الكبار
فهي تعرف مقدار التعب الذي يبذله الرجال طوال النهار ولهاثهم وراء اللقمة وتأمين بيوتهم وتجيء هذه
الطفلة الشقية بكل سهولة لتبتلع نصيبهم من الماء كلا والف كلا واخذت اناء الماء وسكبته على مرأى مني
وقالت روحي نامي (تسقيك الغزيل)
وتكمل ام حمد تقول وبقيت ابكي طوال الليل في فراشي حسرة على الماء وقهرا لاني لااستطيع الحصول على مميزات دلال جدتي
دون العبور بعمتي الحازمة هذه
واتذكر الغزيل واعرف انها كذبة لإسكاتي واثناء ذلك غفوت
غفوت وانا شبه جالسة في فراشي فجاءت الي في الحلم ((احياناً من شدة التفكير في شي معين نراه في الحلم يعني ام حمد لم تكذب ولكنها اضغاث احلام))
غزالة حقيقية وجميلة بعينين واسعتين واقدام نحيفة رقيقة وبطن ضامر
تمشي على قدميها الخلفيتين وقد امسكت بيديها غضارة مملوءة بالحليب البارد واقتربت مني بلطف
ووضعت الغضارة على على طرف شفاتي احسست ببرد الغضارة بفعل برد الحليب فتحت شفتي وارتشفت قليلاً
انه حليب حقيقي وشربت وشربت وابتدات كما يقولون اعب الحليب عبا واحسست ببروده يسري بين
اضلاعي وجاءني شعور الارتواء الشعور الذي يغمرك بالفتور والنعاس وعدم القدرة على التحرك
ولما بدأ شعاع الشمس يسطع على وجنتي استيقظت
ونزلت بسرعة لأروي لجدتي الحكاية الغريبة
فضحكت في مصلاها بابتسامة راضية وقالت لانك يتيمة ربي ارسلك الغزيل تسقيك
وظللت طول اليوم احدث الاطفال الذين قابلتهم عن الغزيل التي جاءتني تمشي على قوائمها واسقتني الحليب
وحتى اليوم ارويها لبناتي واحفادي وجاراتي
*
[
**
انا كت كاته اقول الحمدلله على نعمة وفرة المياه بعد سماعي لقصة ام حمد
تأثرت جداً وبكيت ممكن يُحرم الطفل من شرب القليل من الماء في السابق او حتى الحليب
نعاني ونشتكي في بلدنا من الإسراف الشديد في الماء و يعاني اطفالنا من الضعف في الجسم ونقص الكالسيوم
بسبب عدم تناولهم للحليب لانهم لايحبونه في بعض المدارس اصبح اجباري تناول الحليب مع التمر اثناء الطابور
وهذا مجهود تشكر عليه الوحدة الصحية وبعض المدارس لكن الاطفال يعانوا من الغثيان والاستفراغ اكرمكم الله اثناء تناوله
**
حمدت الله على وجود محطات لتحلية المياه
انا ارى والدتي توبخ الخادمات عندما يسرفن في المياه احيانا تقف على راس الخادمة لكي تلاحظها اثناء الغسيل
كنت اقول لوالدتي هي تعرف شغلها لاداعي من مراقبتها الان عذرتها
لابد من الاقتصاد والتوفير في المياه من اجل بقاء وطننا الغالي والمحافظة على هذه الثروة الغالية والنعمة العظيمة،
فالعديد من مدن السعودية أخذت تعاني منذ سنوات عدة، من نقص المياه
ومن حبنا لها بنوفر لها امنا الحبيبة وبيتنا امنا الحبيبة
[/] 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|