[بندرالعدواني]

[poem=font="Simplified Arabic,5,gray,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.zahran.org/vb/images/toolbox/backgrounds/16.gif" border="double,6,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قال زين العابدين على ابن الحسين ابن على ابن ابي طالب في قصيدته الموسومة باليس الغريب
ليسا الغريب غريب الشامي واليمني إن الغريب غريب الّحد والكفني
إن الغريب له حق لغربته على المقيمين في الأوطان والسكني
لتنهرن غريبا حال غربتهي الدهر ينهره بذّل والمحني
سفري بعيداً وزادي لن يبلغني وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقيا ذنوب لست اعلمها الله يعلمها في السري والعلني
ما احلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندماًولا بكاءِ ولا خوفً ولا حزني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهد على المعاصي وعين الله تنظرني
يازلتاً كتبت في غفلت ًذهبت يحسرتاً بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي واندبها واقطع الدهر بتذكير والحزنِِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني لوكنت تعلم مابي كنت تعذرني
دعني أسح دموعاً لانقطاع لها فهل عسى عبرة منها تخلصني
كأني بين جلي الأهلي منطرحاً على الفراش وايديهم تقلبني
وقد تجمع حولي من ينوح ومن يبكي علي وينعاني ويندبني
وقد أتو بطبيب كي يعالجني ولم أرى الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد النزع وسار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولاهوني
واستخرج الروح مني في تغرغرها وسار ريقي مريراً حين غرغرني
واغمضوني وراح الكل وانصرفو بعد الإياس وجدو في شرا الكفني
وقام من كان حب الناس في عجلي نحوا المغسلي يأتيني يغسلني
وقال ياقوم نبغي غاسلاً حذقا حراً اديباً عارفاً فطني
فجائني رجلٌ منهم فجردني من الثياب وأعراني وافردني
وأودعوني على الألواح منطرحا وسار فوقي خرير الماء ينظفني
واسكب الماء من فوقي وغسلني غسلن ثلاث ونادا القوم بالكفني
والبسوني ثياباً لا كمام لها وسار زادي حنوطاً حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فوا اسفا على رحيلاً بلا زاد ًيبلغني
وحملوني على الاكتاف اربعةً من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدموني الى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا علي صلاةً لاركوع لها ولاسجود لعلا الله يرحمني
وانزلوني إلى قبري على مهل وقدمو واحدً منهم يلحدُني
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني واسبلا الدمع من عينيه اغرقني
فقام محترما بالعزم مجتملا وصففا البن من فوقي وفارقني
وقال هلو عليه التراب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذي المنني
في ظلمتي القبر لا امٌ هناك ولا أبٌ شفيق ولا آخُ يؤنسني
وهالني صورتٌ في العين اذ نظرات من هول مطلعها قد كان ادهشني
من منكر ونكير ما اقول لهم قد هالني امرهم جداً ًفافزعني
واقعدوني وجدوا في سؤالهمو مالي سواك الهي من يخلصني
فمنن علي بعفوً منك يا أملي فإنني موثقٌ بالذنب مرتهني
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي وحكمته على الأموال والسكني
وصيرت ولدي عبدا ليخدمها وصار مالي لهم حلاً بلا ثمني
فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلى فعلها في الأهل والوطني
وانظر الى من حوا الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفني
خذ القناعة من دنياك وارضى بها لو لم يكن لك إلا راحت البدني
يازارع الخير تحصد بعده ثمرا يازارع الشر موقوف على الوهني
يانفس كفي عن العصيان واكتسبي فعلاً جميلا لعل الله يرحمني
يانفس ويحك توبي واعملي حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسني
ثم الصلات على المختار سيدنا موظا البرق في الشام واليمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا بالخير والعفو والإحسان والممني[/poem]