رد: من العجب : أن يهون الصّعب ، ويصعب الهيّن !؟
[align=right]قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه : " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " ص 96 في الباب الرابع عشر " في بيان أشق الصبر على النفوس " :
( ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما .
فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان : كالنميمة ، والغيبة ، والكذب ، والمراء ، والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً ، وحكاية كلام الناس ، والطعن على من يبغضه ، ومدح من يحبه ونحو ذلك .
فتتفق قوة الداعي ، وتيسُرِ حركة اللسان فيضعف الصبر ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( أمسك عليك لسانك) ، فقال : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟. فقال : ( وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد السنتهم ) .
ولا سيما إذا صارت المعاصي اللسانية معتادة للعبد فإنه يعز عليه الصبر عنها .
ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ، ويصوم النهار ، ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ؛ ويطلق لسانه في الغيبة ، والنميمة ، والتفكه في أعراض الخلق .
ثم قال رحمه الله :
( وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام ، والقطرة من الخمر ، ومثل رأس الإبرة من النجاسة ؛ ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام ، كما يحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية فلما أراد مواقعتها قال : يا هذه ؛ غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام ) أ.هـ .[/align]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|