عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-2009, 08:34 AM   #60
عبدالله السني
 
الصورة الرمزية عبدالله السني
 







 
عبدالله السني is on a distinguished road
افتراضي رد: بعض الأحاديث والقصص المنتشرة في الإنترنت وغيره وبيان حكم العلماء والمشايخ عليها

[align=right]ما صحة هذا الحديث : "السفرجل يذهب طخاء القلب" // فهذا حديث موضوع مكذوب

السؤال:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
ذكر القاضي عياض رحمه الله هذه القصة في المدارك :
قال يعيش بن هشام الخابوري: كنت عند مالك إذ أتاه رسول المأمون وقيل الرشيد وهو الصحيح ينهاه أن يحدث بحديث معاوية في السفرجل فتلا مالك قوله تعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" البقرة 159 ثم قال: والله لأخبرن بها في هذه العرصة حدثنا نافع عن بن
عمر رضي الله عنهما قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدي إليه سفرجل فأعطى أصحابه واحدة وأعطى معاوية رضي الله عنه ثلاث سفرجلات وقال: "القني بهن في الجنة". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السفرجل يذهب طخاء القلب".
قال القاضي عياض: لم يدرك مالك أيام المأمون وذكر المأمون هنا وهم.
فما صحة هذا الحديث ، بغض النظر عن صحة القصة ، وما معنى طخاء القلب ؟
وجزاكم الله خيرا

الجواب:
وجزاك الله خيراً
هذا الحديث حَكَم عليه غير واحد من أهل العِلم بأنه موضوع ، أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد بعد أن ذكر القصة : منكر من حديث مالك ، ورواه إبراهيم بن زكريا ضعيف من أهل البصرة فقال : عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر . فقال الحفاظ : لا أصل للحديثين .
وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث في ترجمة إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق العجلي البصري المعلم . قال :
تكلم عنه بكلام بشع ، وقد ذكر له ابن الجوزي حديثا في موضوعاته في إعطائه عليه السلام لمعاوية سفرجلا . ثم قال : قال أبو حاتم بن حبان : وهذا شيء موضوع لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا رواه ابن عمر ولا ابن دينار حدّث عنه . وإبراهيم بن زكريا يأتي عن الثقات بما لا يُشبه حديث الاثبات إن لم يكن بالمتعدّ لها فهو المدلس عن الكذابين . وقال ابن عدي : حَدّث عن الثقات بالبواطيل .
قال : وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، ويشبه أن يكون ما ذكره من تتمة كلام ابن عدي ، ومن بلاياه ، فَذَكَرَ حديثاً في إعطائه عليه السلام لمعاوية ثلاث سفرجلات ، وقال : القني بهن في الجنة . وهو الحديث المذكور قبله .
وذكره ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة عبد الملك بن يزيد . قال :
روى عن أبي عوانة بخبر باطل في ترك التزوّج ، لا يُدرى من هو .
ثم قال : واخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسحاق بن وهب العلاف عن عبد الملك بن يزيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : أهدى جعفر بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع سفرجلات ، فأعطى منها معاوية ثلاثا ، وقال : القنى بهن في الجنة . اهـ .
فهذا حديث موضوع مكذوب لم يُحدِّث به الإمام مالك ، وإنما رُكّبت القصة لِتروج وتنتشر .
وأما معنى " طخاء القلب " فقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم في الغريب : الطخاء ثقل وغشى . يَقال : ما في السماء طخاء ، أي سحاب وظلمة ، والطخية الظلمة .
والله تعالى أعلم .


الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=36439[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من عَلّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته" / رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك وحسّنه الألباني في صحيح الجامع:3596
أخر مواضيعي
عبدالله السني غير متواجد حالياً