[خليل الحريري]

هل ننتظر حتى تتكرر حادثة "أسكوبار" في الملاعب السعودية ?

الرياض – سعدون العويمري :
مرت الرياضة السعودية خلال السنوات القليلة الماضية بعدة مطبات وصفت بأنها احد أهم الأسباب التي ساهمت في إشعال فتيل الخلافات سواء بين الجماهير أو عبر وسائل الإعلام، وأحد هذه المطبات، إن لم يكن أهمها، ظاهرة التعصب الرياضي، والشغب العنصري، التي لم تكن خافية على احد خلال الأعوام القليلة الماضية. وهذه الطفيلية – التعصب - بدأت تغزو جسد الرياضة السعودية، وتسير في عروقه في مجرى الدم، بعد الكثير من الأحداث العنيفة التي أثرّت على صورة الرياضة في بلدنا، خصوصا إذا تذكرنا أن هذا "الميكروب" الدخيل تسبب يوما في أن تشعل الجماهير المدرجات بالنار في مباراة أقيمت بين الهلال والأهلي على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بمدينة جدة، وقد لا نعلم فيما سيتسبب فيه هذا الأمر مستقبلا. فالأوضاع المتأزمة في الرياضة حاليا تجعلنا نستذكر الحادثة التي راح ضحيتها احد اللاعبين لمجرد انه اخطأ في إحدى الكرات وتسبب في دخولها إلى مرمى فريقه وهو اللاعب الكولومبي اسكوبار الذي سجل هدفا في مرمى فريقه عن طريق الخطأ أمام منتخب أمريكا في كأس العالم 1994 والذي كلف منتخب بلاده الخروج من تلك البطولة فما كان من جماهير كولومبيا المتعصبة إلا أن عاقبته على ذلك بأن قتلته!. وهذه الحادثة ليست هي الوحيدة التي ذهب ضحيتها احد اللاعبين لمجرد خطأ غير مقصود وهو أمر طبيعي في كرة القدم ولكن السؤال الذي بدأ يطرح نفسه بقوة هو : ماذا قدمنا من معطيات حتى لا تحصل لدينا مثل هذه الأحداث وماهو دور الإعلام في هذا الجانب. وبالعودة بالذاكرة قليلا للوراء سنكتشف عددا من الأحداث التي كان يذهب ضحيتها عدد من اللاعبين السعوديين ونتذكر منها المطاردة التي حصلت مؤخرا للاعب الشباب والمنتخب السعودي الأول حسن معاذ من قبل بعض المحسوبين على جماهير نادي النصر بحجة تعمده إصابة لاعب النصر سعد الحارثي الذي غاب عن الملاعب هذا الموسم بسبب إصابته من معاذ بالرغم من أن سعد الحارثي نفسه أكد أن معاذ لم يكن يقصد أذيته. والآن تجدد هذه الأحداث من جديد بعد إصابة لاعب وسط الهلال احمد الفريدي من قبل مهاجم النصر ريان بلال والتي حرمت الهلال من خدمات اللاعب الذي يعتبر أحد الوجوه الصاعدة في الفريق الأزرق. يفترض أن نبدأ "ريجيما " قاسيا، نفرضه على جسد الرياضة والمنتمين لها، حتى نتعامل مع هذه الظاهرة مثل تعامل الأخصائيين مع مدمن المخدرات بحرمانه منها وفق جدول معين يعيد للجسم مناعته الحقيقية عبر استخلاصها.