[ابو المنذر الفلسطيني]

ان معظم المعارك التي تدور في العالم تخرج المنتصر والمنهزم وقلما نشاهد معارك تؤول نتائجها الى لا شيء ، حيث ان جميع المعارك تتكون من طرفين الطرف المهاجم والطرف المدافع حيث ان الطرف المهاجم يكون قد دخل الحرب لكي يحقق اهدف اما احتلال او قتل قيادة او تغيير حكم فربما الحروب التي خاضتها امريكا في العالم ضد فيتنام وافغانستان والعراق اكبر دليل على هذا ولا نريد الخوض الان بنتائج هذه الحروب .

ان الناظر لحرب مع منذ بدايتها يلحظ الاسباب الرئيسية للحرب وهذا ما قالته وزيرة الخارجية الصهيونية في اليوم الاول للحرب وتتلخص بما يلي حسب اقوالها (( ان هدفنا في هذه الحرب هو تغير الواقع الموجود هناك واسقاط النظام لكي تتوقف الصواريخ والتهديد لامننا )) وهذا كما ذكرنا هو الطرف المهاجم حيث يمكننا الان تسجيل هذه الاهداف بخانة غايات المهاجم في الحرب اما بالنسبة للمقاومة الفلسطينية فيمكن ان نلخص بعض اقوال عناصرها حيث ان الوضع العام لاهداف المدافع هو الدفاع عن الارض وصد العدوان الذي فرض عليهم وهذا ايضا نسجله في خانة غايات المدافع في الحرب ومع بدء هذه الحرب واستمرارها لمدة اثنان وعشرين يوما لاحظنا الدمار الذي حل بسكان قطاع غزة والقتل للمدنين الممنهج حيث كانت اوامر الجيش الصهيوني بقتل كل من يقول الله ينصر المقاومة وهذا ما لحظناه من الدمار الكبير الذي حل بالمدنين والاماكن السكنية والوزارات

ان الاحتلال الصهيويني دخل معظم الاماكن الغير مأهولة بالسكان وتمركز عند اطراف غزة وقام بتجريف العديد من المباني السكنية في حي الزيتون وبيت لاهيا وجبل الكاشف ولكنه في الوقت نفسه لم يستطع الدخول الى مراكز المدن ايضا استمر اطلاق الصواريخ على المدن الصهيونية وهذا ما كنا نعرفه ونتابعه اثناء الحرب ولكن الان يمكن ان نضع معادلة الحرب حيث يمكن ان نلخص الحرب هذه مقارنة بالحروب التي خاضتها الدول العربية بعد عام 1948

اولا في عام 1948
اهداف الجيش الصهويني
الاستيلاء على فلسطين التاريخية وطرد السكان العرب وايجاد قوة صهيوينة في المنطقة
الاهداف التي تم تحقيقها
الاستيلاء على 80 من فلسطين التاريخية وطرد السكان العرب والاعتراف العربي بها عن طريق الموافقة على وقف اطلاق النار الثاني من قبل عصبة الامم

وهذا هو نصر للصهاينة في الحرب حيث تمكن من تحقيق معظم اهدافه

في عام 1967
كان اهداف الصهاينة التي اعلنها مهاجمة مصر وضرب القوة المصرية

الاهداف التي تم تحقيقها
احتلال سيناء والقطاع والضفة الغربية والجولان وبعض المناطق اللبنانية والاردنية وجزر سعودية
كما تم تدمير القوة الجوية المصرية والسورية

وهذا ايضا يعتبر نصر للصهاينة من جميع الجوانب وحقق جميع اهدافه

في عام 1973
كان الطرف الماهجم مصر قد حدد اهدافه بتحرير سيناء وتدمير خط بارليف وتوجيه ضربة للصهاينة
الطرف المدافع الصهاينة
قام بصد الحرب ولكنهم فشلوا حيث تم توجيه ضربة للقوة العسكرية المتاوجدة في سيناء وقتل ثلاثة الاف صهيوني

اعتبرت مصر نفسها الفائزة في هذه الحرب بالرغم من تحقيق 40% من اهداف المعركة

في عام 2006
كان الطرف المهاجم اسرائيل
حيث كانت اهدافه
ارجاع حزب الله لبعد نهر الليطاني وتدمير القوة العسكرية وارجاع الجنديين الاسيرين

الطرف المدافع حزب الله
كان يريد صد العدوان عن لبنان وايقاف الالة الصهيوينة المحتلة

النتيجة
عدم تحقيق اهداف المهاجم وبالتالي الاعتراف بالفشل في هذه الحرب
حيث تم اعتبار حزب الله هو الفائز


اما في حرب 2008/2009
فقد خاضت المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة ضد القوات الصهيونية

الاهداف الصهيوينة
وقف اطلاق الصواريخ
اسقاط الواقع الموجود هناك
ضرب القوة العسكرية نهائيا
بعض المستوطنين استعدوا للرجوع الى القطاع


الاهداف الفلسطينية
كان الهدف الرئيسي هو صد العدوان ومنعه منتحقيق اهدافه

النتيجة
فشل الصهاينة في تحقيق اي هدف من الاهداف التي اعلنها فشلا نهائيا ويمكننا هنا المقارنة مع الحروب التي خاضتها الدول العربية مع الصهيانة حيث لم تحقق اي دولة عربية اي هدف من اهدافها وكما قلنا ام مصر في عام 1973 لم تستطع تحرير سيناء بالرغم من اعلانها هي المنتصرة

ان المقاومة الفلسطينية صمدت صمودا لا مثيل له وباعتراف الصهاينة نفسهم لكن السؤال الان لماذا يعتبر الصهاينة نفسهم هم المنتصرين في الحرب
هناك عدة اسباب لهذا السؤال
فمن بينها
الدعاية الانتخابية للاحزاب الصهيونية فكلنا نعرف ان الاحزاب الصهيوينية تخوض انتخابات في العشرين من شهر شباط حيث ان اولمرت وليفني وباراك يريدون ازالة ما حل بهم اثناء حرب لبنان وربما باراك كان هو الاوفر حظا لانه لم يشارم في حرب لبنان وخرج منتصرا كما يقول

ان ارجاع قوة الردع الصهيونية ليس ممكنا ولكنهم ادعوا بانها عادت لهم بعدما فقدوها في 2006 وكيف عادت لهم في هذه الحرب هل عادت بسبب قتلهم الاطفال والشيوخ والنساء فهذا ليس ممكنا وكما اشار البعض ان المقاومة الفلسطينية في غزة عادت اكثر شراسة من قبل وهذا ما تؤكده الصواريخ التي تنطلق من غزة بعد انتهاء الحرب

هذا ما يمكن ان نلخصه من خلال المعطيات التي توافرت لنا اثناء الحرب وبعدها


ابو المنذر الفلسطيني